الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المسكينة

ساطع راجي

2013 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أسابيع كنا نرتضي وعلى مضض وضع العراق على قائمة الدول الفاشلة، وللعلم وصف "الفاشلة" لا علاقة له بالمواقف السياسية ولا بحب الوطن هو مجرد توصيف لقدرة دولة ما على القيام بواجبتها، سواء تجاه مؤسساتها او تجاه شعبها أو تجاه المجتمع الدولي، وهناك عدة دول توضع على هذه القائمة وفقا لتصنيفات منظمات دولية، ما يهمنا إننا نرفض توصيف العراق دولة فاشلة، لأنه خرج من هذه القائمة ودخل قائمة جديدة، قائمة من صنع العراقيين أنفسهم، خاصة بنا لأننا الاوائل في كل شيء، نحن ابتكرنا العجلة والكتابة والدولة المسكينة.
العراق دولة مسكينة، والمسكين هو من لايملك شيئا، ودولتنا لاتملك شيئا، لا أقصد المال طبعا فهو وفير ويفيض عن حاجتها بل لاتعرف دولتنا أين تذهب به لكن الدول تنتج الاموال والاموال لاتنتج دولا، دولتنا مسكينة لأنها لا تملك شيئا من صفات الدولة، ولا حتى علم ولانشيد وطني ولاعيد، وبعد عمليات تشطير المجتمع والمدن بحسب مسقط الرأس ومنع حركة المواطنين نهاية الاسبوع الماضي بحسب المحافظات والمناطق السكنية، وبعد فتح ابواب التطوع للمليشيات علنا وخروج وزراء في مظاهرات ضد حكومتهم وتصاعد خطابات "الزحف الى بغداد" و"بغداد النا وماننطيها"، بعد كل هذا السيل من افقار الدولة واستنزاف هيبتها ومحو شخصها جاءت خطوة رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، حيث عين كل منهما رئيسا لهيئة المساءلة والعدالة بصيغة "على عناد كل حاقد"، قبل ان تنقلب السفينة مرة أخرى، فاذا بالهيئة نفسها تتراجع عن ترشيح رئيسها؟!!.
ها هو العناد يقود شعبا الى ان يكون إضحوكة، من الضروري ادراج هذا الفتح العقلي والفلسفي والسياسي والاداري والقانوني في حلقة او احتفالية خاصة خلال فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية، ليتعلم العرب والعالم بأجمعه من العراقيين كيفية حل المشاكل بسهولة، حيث يتستبق رئيسا السلطتين ويتبارزان ويشهر كل منهما ما لديه من أسلحة ويصدر كل واحد منهما تعليمات مناقضة للآخر.
محاولة تفصيل رئاسة هيئة المساءلة والمعادلة نموذج أولي لابتكار الدولة المسكينة، الدولة التي قد تقسم الى دولتين او ثلاث او اربع دون اعلان رسمي، كل رئيس سيدعي إنه يمثل الدولة، إختلف الرؤساء على رجل هو مدحت المحمود فمزقوا الدولة، دفنوا دستورها وشطبوا على مؤسساتها في نفس اليوم الذي كانت بغداد تدفن ضحايا تفجيرات الاحد، تذكروا ان المالكي كان يخوض معركة هيئة المساءلة بينما الارهابيون يفجرون سياراتهم في العاصمة، إنها دولة مسكينة لشعب مسكين وهذه المقولة قلب لما قاله أحدهم عن القائد العظيم والشعب العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر