الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعار..بين الواقعية والتلفيق

جمال الهنداوي

2013 / 2 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المشكلة في العراق هي في الكلمات, فالجميع يلوك بما يعرف ولا يعرف, والكل متمسك بما يفهمه من هذه الكلمة او تلك, دون العناية -اوحتى الاكتراث- ان كان هناك من يتشارك معه هذا الفهم..مصطلحات تتقنع معنى وتخفي آخر,وتتجمل بمضمون وتبطن غيره,الكلام هو ما يتسيد مجالسنا ويختلس الفائض من اذهاننا في دورات حلزونية من الضجيج المخل المتكرر كالدغل الضار.
سنوات ونحن نجتر نفس الكلمات –او نجبر على ترديدها-دون ان يكون هناك أي جهد او مسعى لتعميم استيعاب معين لهذا المصطلح او ذاك الشعار..وسنوات اخرى-وقد يكون هناك الاكثر منها في الافق- ونحن نردد مع الفاشلين عباراتهم المأزومة ونصطنع التذاكي بلوك عناوين الاخبار الملفقة التي تقض الفسح القليلة ما بين احباط وآخر, وما بين حيرة وعماء.
حتى ازماتنا الكبرى, واكثرها عضالا تدور حول الكلمات, فما يراه البعض مشاركة يراه الآخر
اقصاءاً وتهميشا وما ينظر له البعض كاستجابة يجادل فيه البعض الآخر كتسويف ومماطلة وما ينادي به في مكان ما كحقوق ومطالب يتعوذ منه الناس ثلاثا في مكان ليس بالبعيد..
ولكننا مضطرون كذلك الى ممارسة لعبة الكلمات, ولنبدأ بالمتفق عليه, ففي ظل كل مظاهر الفوضى والتشوّش والارتباك والعبثية في المشهد السياسي, قد يكون التبني المفرط لجميع القوى المشكلة للخارطة السياسية العراقية للدعوة الى تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة مدخلا جيدا نحو تأسيس بصيص فهم لما يضطرم اواره من تناقضات اقلقت الرأي العام وادخلته في متاهات التساؤل المر عن الوجهة التي تسير نحوها الاحداث.
ولنؤسس على ما يخدش اجماع القوم على دعم المطالب المشروعة لنناقش الرفض الواسع للعديد من القوى السياسية المعلية من شعار "المشروعية" للعديد من الشعارات المطروحة وخصوصا ما يتعلق منها بوضع المساحيق الاعلامية على جثمان البعث المرمي على قارعة التاريخ,وهذا ما بقودنا مباشرة الى ما يهمس به الجميع –خجلا ام تواطؤا-بان هناك الكثير من المطالب غير المشروعة فيما يرفع من شعارات والتي قد يكون اول الصواب ان يتوحد الجهد نحو تشخيصها والتعامل الحازم معها وسد الذرائع والمناكفات السياسية بين الفرقاء التي تحاول هذه الشعارات من خلالها الولوج الى التمدد-بل التسيد- على ساحات الاحتجاج..واختطاف المطالبات تجاه محاولات احياء مجد مضاع.
فليس بالكلمات وحدها, ولا بالشعارات-مهما اتعبت مطلقيها تزويقا وتهذيبا-يمكن ان تحيا الشعوب, وليس بالعويل –بالتأكيد-تكتب الايام , وكل حسن النية-وحتى السذاجة-لن تكون مبررا لتجاهل ذلك التشهي الوقح لدماء العراقيين الذي يتقنع الكلمات, ولا لذلك الامتطاء المربك للكلمات تجاه اهداف عجز لاعبو السياسة والمتحكمون في تحريك أحداثها في بلوغها..
وليس هذا الكم من الاخبار الملفقة والزعيق يكفي لتغييب الاصابع التي تمسك بخيوط مصائرنا والمستهدفة لعمق وجودنا ورغيف خبزنا وبسمة اطفالنا .
أوسعتنا المصطلحات الما ,وافتضت كرامتنا خلوها المهين الموحش من الحياء وانهكنا الكذب البواح الذي يئن تحت وطأته اعلامنا الكسيح المقلق الذي يجرجر غاووه في تيه من الكلمات التي تسلب منا احساسنا بجدوى العيش تحت جناح هذا الاتون المتلاطم من الكراهية والرفض والنفور.
اول الصواب –آخره-هو الفرز بين الشعار الملفق والواقعي , وبين المشروع والمفخخ,وهذا التصالح مع الكلمات هو الفرصة الوحيدة لحشد الصوت خلف المطالب المشروعة وعندها سيكون كل بيوت العراقيين وشوارعهم ومضائفهم ساحات لرفع الصوت بالمساواة والعدالة والدعوة الى الحكم الرشيد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ