الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار من أجل الحوار المنهجي

سامي بن بلعيد

2013 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في الحقيقة نحن نطالب القائمين على هذا الصراع الذي تكاد فيه الطبائع أن تتغلّب على التطبّع بأن يحزموا أمر هذا الموقع ويدفعونه نحو التفكير النقدي الانساني الممنهج
قبل أن يندفع باتجاه الغيبوبة التي لا يصح في إطارها نائم , وأنا أزور هذا الموقع بين الفينة والفينه ولم أجد شيئ يتغيّر فالمواويل هي ذاتها وإن حصل تغيير فنراه في الالحان فقط

واتمنى أن تعيروا كلماتي المتواضعة وتقنوعوني ... لماذا تتحرّك الامور بهذا الشكل ؟

فالاشكالية الاساسية ،لا تتعلق بادراك مفهوم الحوار بل بالوعي باهميته والقدرة والقابلية على ممارسته وتحررالفرد من القيود المكبلة لوعيه وارادته ، فالحالة الثقافية العامة تظهر ان فئة من المثقفين يمتلكون مخزون معرفي وقدرات تنظيرية جيدة ، ولكن المشكلة في هذا النوع من المثقفين الذين يسوقون الافكار للاخرين ، انهم يعجزون عن ممارستها والتمثل لها في تعاملهم مع مجتمعهم ، فالمثقف ذاته يحمل الشي ونقيضه في آن واحد ، وهذه الحقيقة الصراعية والقيمية في ذات الفرد والجماعة ، تؤكد صعوبة الفصل التعسفي بين ثقافة الماضي المنشئة وثقافة الحاضرالمٌتًلبسةٍ ، فالهزات العنيفة والمتغيرات لم تحدث من التغيير ما يكفي في بناء ثقافة جديدة تنتقل بالفرد من دائرة التعصب والجمود والتبعية الى القدرة على الخلق والابداع والقبول بالاخر، فظل الحاضرفي ايقاعه وتفاعله العام امتدادا للماضي و نتاج مباشرا له ، وبين الماضي والحاضر فان اعمال وفعل العقل لم تتعثر بغياب تعلم التفكير الناقد والمشاركة السياسية ، وتظل هناك فجوة كبيرة بين النظرية والممارسة

ولا بد من تحديد الاولويات من المشاكل التي تقف أمامنا وتمنعنا من التقدم بل انها في الغالب تدفعنا الى الخلف
هناك ثلاثه قيود على الانسان العربي طرحها مالك ابن نبىي في الستينات من القرن المنصرم وأكدها الجابري وكذلك الكثير من المفكرين العرب
والقيود الثلاثة هي : قيد الاستعمار المباشر والغير مباشر , قيد الحاكم بأمر الاستعمار ( الحكام الفاسدين ) والقيد الثالث هو قيد الثقافة المجتمعية والذي يعتبر هو الاخطر ولا يمكن التحرر من الاستعمار ومن الحكام التابعين للاستعمار إلاّ بعد التحرر من قيد الثقافة المجتمعية
ومن وجهة نظري الشخصية إننا نقف عند اهم وأعقد نقطه وهي قيد الثقافة المجتمعية التي تصنع الصراع وتدفع الفرد نحو عبادة فردانيته دون علمه لحتى ألحق الضرر في شخصيته ( ذاته ) وبدلا من أن ينطلق كشريك للأشياء المجتمعية العامة مستخدما عقله النقدي التحليلي الواعي نراه ينطلق من داخل الاشياء ويتحدّث من عمق المرجعيات وفي حال إن يتحدّث عن الوطن يتحدّث بصفة المالك الوحيد وهو لا يعلم بأنه يقصي الآخرين بل أنه يعتقد أنه يظهر حبه للوطن وهذه الحالة يسميها المفكرين بالخلل الحضاري الذي أصاب ماهية الانسان وصار عاطفيا ومنفعلا يتحرّك مع الاحداث بقوّة دون أي حسابات وينطفي أمام منعطفات خطيره كان عليه أن يتحرّك بها وبذلك يفقد قدرة التنسيق بين الاحداث كما إن أخطر شيئ لدى الناس العاطفيين مهما اتسموا بالكرم والشجاعة هو فقدان القدرة على انتاج المعرفة ـــ والكل يعرف خطورة هذه المسألة ـــ فصاحبها إن كان متدينا فهو يحفظ التأريخ والتراث كمواد جاهزة والكثير منها لم يعد صالح لعصرنا الراهن لانه يحفظه عن ظهر قلب فيلقنه للأجيال وان كان الرجل علماني أو وسطي فهو يذهب الى الشرق أو الى الغرب فيعود محملا بالمعلومات بدون تبيئة ولا تنقية ولا تمحيص بمعنى إنه مجرّد ناقل أو مقلّد وفي هذ الحالة تصبح الشعوب عائشة بعقليات الماضي أو انها تعيش بعقول غيرها ...

ولا شك إن اصلاح الذات ( التغيير ) هو النقطة الاولى على طريق إصلاح المجتمع وهذا الامر بحاجة الى إنشاء محطات مراجعة جديه نستلهم من خلالها وجودنا الحضاري ومهامنا على ضوء دراسات وتحليلات يكون العقل هو رائدها وليس العاطفة , ولا بد لنا من التحرر من العقدة الاكبر ( الثقافة المجتمعية ) التي تنتج الصراع الذي يبدأ من التعصّب للذات ويمر بالمواجهة وينتهي بالاقصاء وكل واحدة تولد من رحم سابقتها كما اشرنا سابقا والثقافة المجتمعية تعتبر شبكة معقدة متداخلة ومتماسكة ويستغليها الاستعمار وأتباعه في تجهيل الشعوب وشغلها بالصراع مع بعضها للسيطرة على مقدراتها , والثقافة المجتمعية لها قيود تنشأ وتترعرع مع الانسان من الاسرة والمجتمع الصغير والمدرسة والمسجد والاعلام ويضاف الى ذلك التركيب النفسي للفرد ذاته

وأنا أجزم إن الحوار المنهجي الانساني يقوم على ثلاث ( وعي , إخلاق وإرادة )
فهل ينقصكم شيئ من هذه الثوابت الثلاث ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل النقدي التحليلي الواعي: هل هو موجود ؟؟
ليندا كبرييل ( 2013 / 2 / 22 - 08:22 )
أستاذ فاقد الشيء لا يعطيه
حتى أنت بذاتك متهم بنفس التهمة التي توجهها للمتحاورين
فعقلنا العربي لم يتدرب على الحوار، المناقشة، قبول الرأي الآخر
أما كون (الهزات العنيفة والمتغيرات لم تحدث من التغيير ما يكفي في بناء ثقافة جديدة تنتقل بالفرد من دائرة التعصب والجمود والتبعية الى القدرة على الخلق والابداع والقبول بالاخر، فظل الحاضرفي ايقاعه وتفاعله العام امتدادا للماضي)
فأقول
الهزات والثورات لا نحصد نتائجها مباشرة، هي ليست مثل البوب كورن إذا وضعتها في الآلة أنتجت لك بوشار أو فشار بعد دقائق معدودة
التغيير الذي نطالب به يحتاج إلى دراسات علمية رصينة تنقصها خبرة المختصين فيها ليقدموا لنا البديل الأكثر موائمة لحياتنا
ومشاكلنا المجتمعية أكبر من أن نحصرها، فإن بدأت بمشكلة عليك أن تنظر إلى عشرات غيرها تتعلق بها وتحدّ من القدرة على المتابعة
سؤالك الأخير
هل ينقصكم شيء من هذه الثوابت الثلاثة:وعي، أخلاق، إرادة لحوار منهجي إنساني؟
جوابي
نعم
فالوعي على التغيير، والأخلاق أيضا مشروخان جدا بين شرائح المجتمع فمنهم من يريده قائما على نسق ديني وبعضهم الآخر على نسق مدني، أما الإرادة فشبه معدومة
تحية واحترام

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران