الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبادل الادوار بين عناصر الصراع

محمد الحسن

2013 / 2 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمزقت المفاهيم كما تمزق الدستور , ليس مهما ان نعرف ايهما تمزق قبل الاخر , لكن ما نعرفه ان لا هيبة للدولة وعندها ليس هناك شأن له قدسية او اهمية سوى المصالح .. من بين الفئات والفرق المتناقضة التي تتشكل في كل مرة برزت فئتان , كأنهما الفعل وردة الفعل , الاولى تؤيد عودة البعث المجرم الى الحياة السياسية والاخرى تعارض وجوده , الاثنان يعملان بالعلن ولعل همهما اعلامي اكثر مما هو واقعي .
ادعى البعض ان من اولوياته اعادة الحزب المحظور الى الحياة في العراق غير مباليا بمشاعر الملايين الذين سحقهم البعث ونكّل بهم , الاخر ادعى رفضه ووقوفه ضد هذا التوجه .. قد يكون من حقهم تبني اي رأي سياسي والدفاع عنه طالما كان قائما على مرجعية ومشروعية معينة ولعلها ظاهرة صحية لأي عمل سياسي في ظل الانظمة الديمقراطية , لكن وما تؤشر عليه طبيعة التناقضات تدل وبشكل واضح ان الامر لا يعدو كونه صراعا سياسيا هدفه المصلحة فقط ومادته قضايا الناس للمزايدة عليها ليس اكثر , انهم يعرفون بعضهم جيدا ويبدو انهم وضعوا معايير واتفقوا عليها ... مراوغة وخداع للوصول والاستمرار , رغم هذا لكننا عرفنا ان هناك تقاطعا في مطالب الجماهير , ليس وفق مبدأ الاكثرية , بل وفق الحقيقة المكوناتية , الشيعة يتجهون باتجاه رفض البعث ومعهم الكرد , والسنة يسيرون على نقيض من هذا ..
في حمم الصراع المتطاير تُكشف العورات احيانا كثيرة , وليس ادل على الكذب الصريح والتلاعب بعواطف الناس ما حصل بخصوص قضية رئيس السلطة القضائية العراقية التي يفترض ان تكون انزه ما في الدولة , يحصل تبادل الادوار ويبقى اصرارهم على اللامبالاة والتعامل اللامسئول بقضايا الوطن التي من الممكن ان تصبح اسباب لكوارث مقبلة لاحت بوادرها عمليا .. دولة القانون وقائدها يصرون (اعلاميا ) على اجتثاث البعث , وعلى حين فجأة يحصل انقلابا غريبا في الموقف حيث يرفضون اجتثاث بعثي من اهم موقع في تركيبة الدولة العراقية , ظهر صقور كتلة الحكومة معلنين هذا الرفض ومبدين استعدادا تاما للمعركة غير مبالين في العواقب , على الطرف النقيض يجلس زعماء القائمة العراقية المرتبكة منذ تشكيلها , من خلال خطابهم وبرنامجهم المعلن يفترض ان موضوعة رفض المالكي اجتثاث المحمود تجمع وتقّرب الطرفان لكن العراقية رفضت رفض المالكي للاجتثاث وانتصرت لضحايا النظام بأصرارها على اجتثاث المحمود !!! جاء تناقضها مع ذاتها قبل ان يكون مع المالكي ... وبمتابعة دورة الصراع الوطنية نقف على فرضية تجاوزها رجال دول القانون , اذ من المتوقع وكنتيجة طبيعية للمواقف والمتبنيات ان يُثمن المالكي وكتلته موقف العراقية المؤيد للأجتثاث بعد ان كان مغايرا , لكن يبدو انهم (جميعا ) ينسفون كل المشتركات لتبقى احتمالات نتائج الازمة قائمة لحين نفاذ صلاحيتها بعد انتفاء الحاجة الانتخابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟