الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة التدوير السياسي

عمر أبو رصاع

2013 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اعادة التدوير صناعة بيئية في الاساس، وفكرتها ببساطة تقوم على مبدأ الاستفادة من المخلفات والنفايات عن طريق تجميعها واعادة انتاجها على شكل سلع، وغالباً ما تنصرف هذه الصناعة إلى الورق والبلاستيك والزجاج والمخلفات المعدنية والحيوية، باختصار هو جمع القمامة واعادة انتاجها مرة اخرى على شكل سلع اقل جودة.
ولما كانت النفايات في منظومة الاستهلاك المبالغ فيه هائلة الضخامة، فإنها بحد ذاتها تتحول إلى عبء بيئي كبير، ولا يعود من الممكن التخلص منها إلا بالحرق على ما فيه من تكلفة واضرار بيئية عالية، أو من خلال الابتكار الأكثر ذكاء وجدوى اقتصادية وهو اعادة التدوير.
ماكينة الانتاج والتفريخ السياسي لنظامنا في الأردن مبدعة بطبعها، فقد اكتشفت ان مخلفاتها السياسية التي استهلكتها حد الثمالة، من الممكن الاستفادة منها وتقليل تكلفة احتمالها كمخلفات مزعجة عن طريق اعادة تدويرها، خاصة وانها باتت عاجزة عن ايجاد المزيد من الموارد للاستمرار في انتاج ملهاتها السياسية الفاسدة والفاشلة.
ايجاد المزيد من مدخلات العملية السياسية أصبح مشكلة حقيقية تواجه هذا النظام، بسبب عقله الأمني المنشغل بالتسحيج ومكافحة الحراك الشعبي والنخب الصاعدة، وبنشر وباء العنصرية الجهوية في الجامعات ومفاصل المؤسسات، وبتكميم الافواه وانتاج المسوخ الاعلامية وبالرِشا السياسية، وقبل ذلك كله وبعده بحماية منظومة الفساد والنهب بل والمشاركة الفاعلة فيها، للدرجة التي لم يعد بالامكان معها الامتناع عن تقديم بعض اكباش الفداء ولو إلى حين.
هكذا تفتق ذهن المنظومة عن توظيف اعادة التدوير في السياسة، ولا بأس في مثل هذه الحالة من اعادة انتاج رئيس وزراء لم يصمد إلا ثلاثة أشهر على شكل رئيس ديوان ملكي مهمته الاساسية كما يزعم النظام السياسي ادارة حوار برلماني لانتاج حكومة جديدة، ولنا ان نتخيل من يعاد تدويره؟ ولماذا!
الملهاة السياسية الأردنية لا حد لهزلها، لذا لا بأس في أن يهدد النظام النواب بأنهم إن لم يكونوا عند حسن ظن الشعب فسيرحلون، طبعاً حسن ظن الشعب هنا ليس إلا عدم ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في وجه النظام، الذي اعطى نفسه أيضاً الحق في أن ينوب عن الشعب في ذلك، ولا ضير في أن يفعل طالما أنه قد اعاد تعريف نفسه كنظام، بحيث اصبح هو وهو بالذات الدولة بأكملها من رأسها لأساسها.
هكذا فإن مجلس النواب سيستمر إذا اتقن دوره في المسرحية ونجح في التظليل، وظهر كديكور ومكياج معقول يمكن تقديمه بنجاح للخارج والداخل، بحيث يبدو الأمر وكأن عندنا دولة مؤسسات ديمقراطية، أما إن لم يتقن دوره فسيكون لزاماً على النظام أن يلجأ إلى إعادة تدويره مرة أخرى.
الشعب المغلوب على أمره مل من متابعة هذه الملهاة، ولسان حاله يقول أرفض اعادة التدوير وقد سئمت من استهلالك منتجاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف