الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الرئيس المثالى لأيامنا ؟ (2 - 2)

مجدى زكريا

2013 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


أن عالمنا ملئ بالمشاكل المعقدة. لنأخذ على سبيل المثال مشكلتى الجريمة والحرب. فأى رئيس يتحلى بالحكمة والقوة لحل هاتين المشكلتين ؟ وأى حاكم لديه الامكانيات المادية والمشاعر الرقيقة التى تدفعه الى سد حاجات كل البشر الى الطعام , المياه النقية , والخدمات الصحية ؟ من يملك المعرفة والتصميم على حماية البيئة واصلاح ما لحق بها من اضرار ؟ ومن يتحلى بالكفاءة والقوة ليؤمن حياة مديدة وسعيدة لكل الناس ؟
صحيح ان بعض الرؤساء نجحوا الى حد ما فى ادارة شؤون بلادهم , لكن الرؤساء البشر لن يشغلوا مناصبهم اكثر من بضعة عقود , ومن يدرى هل يكون الرئيس الذى يليهم كفؤا ام لا ؟ لقد فكر فى ذلك احد الرؤساء الاكثر كفاءة , الملك سليمان الذى حكم اسرائيل القديمة. لذلك قال : " كرهت كل تعبى الذى تعبت فيه تحت الشمس حيث اتركه للانسان الذى يكون بعدى. ومن يعلم هل يكون حكيما او جاهلا. ويستولى على كل تعبى الذى تعبت فيه وأظهرت فيه حكمتى تحت الشمس. هذا ايضا باطل ". - جامعة 2 عدد 18 , 19.
لم يكن سليمان يغرف ان كان الحاكم التالى سيكمل الاعمال الحسنة التى بدأ بها ام انه سيفسد كل شئ. لذلك اعتبر استبدال الحكام القدامى بأخرين جددا امرا باطلا. والكلمة باطل تعنى " عقيم " " غير مجد " " لا قائدة منه ".
فى بعض الاحيان يستعمل الناس العنف لعزل الحاكم الحالى واستبداله باخر جديد. فقد اغتيل العديد من الرؤساء الاكفاء وهم لا يزالون فى مناصبهم. وأحد هؤلاء الرؤساء هو أبراهام لنكولن , رئيس حكم الولايات المتحدة وحظى بتقدير واسع النطاق. ذات مرة , قال لنكولن امام جمهور من الناس : " انتخبت لأشغل منصبا مهما لفترة وجيزة , ومنحت سلطة سريعة الزوال ". وبالفعل , كانت مدة حكمه وجيزة. فرغم كل ما فعله وما اراد فعله من اجل الشعب , حكم الرئيس لنكولن اربع سنوات فقط. وفى بداية ولايته الثانية , اغتاله شخص اراد تغيير السلطة.
فاذا كان افضل القواد البشر عاجزين عن ضمان مستقبلهم , فهل يعقل ان تأتمنهم على مستقبلك ؟ يقول الكتاب المقدس : " لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن ادم حيث لا خلاص عنده. تخرج روحه فيعود الى ترابه. فى ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره ". مزمور 146 عدد 3 , 4.
قد يصعب علينا تقبل النصيحة الا تثق بالرؤساء البشر. لكن الكتاب المقدس لا يقول ان البشر لن يحظوا على الاطلاق بقائد صالح وجدير بالثقة. بل تقول اشعياء 32 عدد 1 : " هوذا بالعدل يملك ملك ". فقد اقام الله خالق البشر , ملكا او رئيسا سيتولى قريبا الاهتمام بكل شؤون الارض. ومن هو هذا الرئيس ؟ تطلعنا نبوات الكتاب المقدس على هويته.
غالبا ما يصور يسوع فى الاعمال الفنية كطفل صغير , كشخص هزيل الجسم او كرجل زاهد يتقبل كل ما يصيبه. وهذه الصور لا تعزز ثقتنا به كحاكم. لكن يسوع المسيح كما يصوره الكتاب المقدس هو شخص قوى البنية وملئ بالنشاط والحيوية. وهو يتحلى بروح المبادرة ويتقد غيرة وحماسه. كما انه يملك مواصفات اخرى تؤهله لتولى القيادة. اليك بعض الاوجه البارزة من شخصيته الفذة :
حافظ يسوع على استقامة كاملة. فقد كان مسلك حياته بارا ومستقيما الى حد انه تحدى اعداءه علنا ان يثبتوا عليه خطية. لكنهم عجزوا عن فعل ذلك. (يوحنا 8 عدد 46) وأقنعت تعاليمه عديمة الرياء كثيرين من المخلصين ان يصيروا من أتباعه.
كرس يسوع نفسه كاملا لخدمة الله. فقد كان تصميمه على اتمام العمل الذى اوكله اليه الله قويا الى حد انه لم يسمح لاى خصم , بشريا كانت اوشيطانيا , ان يثنيه عن فعل ذلك. كما انه لم يخف عندما عامله البعض بعنف. ولم يثبطه التعب ولا الجوع. حتى عندما تركه اصدقاءه , بقى مصمما على بلوغ هدفه.
اهتم يسوع اهتماما اصيلا بالناس. فقد اطعم الجياع, عزى الحزانى . وأعاد البصر والسمع والصحة الجيدة الى المعوقين والمرضى. كما شجع رسله الذين كانوا اشخاصا مجتهدين. حقا , اثبت يسوع انه " الراعى الفاضل "الذى يهتم بخرافه.
كان يسوع مستعدا لخدمة الاخرين. فققد غسل اقدام رسله لكى يعلمهم درسا مهما. كما انه كرز بالبشارة متنقلا على دروب اسرائيل المغبرة. حتى عندما اراد ان يرتاح فى " مكان خلاء " , لحقته الجموع وطابوا منه ان يعلمهم المزيد, فتجاوب معهم وأولاهم انتباهه. ورسم مثالا حسنا فى الاجتهاد.
انهى يسوع تعيينه وغادر المسرح الارضى. وقد كافأه الله على امانته اذ عينه ملكا ومنحه الخلود فى السموات. يمكننا اذا ان نتأكد ان يسوع المسيح هو افضل رئيس للجنس البشرى. وبعد ان يتسلم زمام الحكم على الارض , لن يضطر الى التنازل عنها لشخص اخر , ولن يطالب احد باقالته وتعيين سواه. كما ان هذا الحاكم لن يجرى اغتياله ولن يفسد عمله خلف غير جدير بالمسؤولية. لكن ماهى البركات التى سيجلبها للببشر.
يعطينا المزمور 72 بعض التفاصيل النبوية عن حكم هذا الرئيس الكامل والخالد. " يشرق فى ايامه الصديق وكثرة السلام الى ان يضمحل القمر , ويملك من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصى الارض ". ففى ظل هذا الحكم الملئ بالبركات , سينعم سكان الارض بأمان دائم لا لايهدده اى خطر. وسيدمر يسوع كل الاسلحة ويزيل من قلوب البشر كل ميل الى النزاع. والناس الذين يهاجمون اليوم واحدهم الاخر كالاسود الضارية او يتعاملون مع جيرانهم كالديية الشرسة سيتغيرون كليا, وهكذا سيعم السلام على كل الارض.
يتابع المزمور 72 " ينجى الفقير المستغيث والمسكين اذ لا معين له , يشفق على المسكين واليائس ويخلص انفس الفقرا. من الظلم والخطف يفدى انفسهم ويكرم دمهم فى عينيه ". فسيغدو المساكين والفقراء والبائسون جزءا من عائلة بشرية سعيدة وموحدة بقيادة الملك يسوع المسيح. وستسم حياتهم بالفرح بدلا من من الشقاء واليأس.
غالبا ما يحول الجشع والانظمة السياسية دون توزيع الطعام بشكل عادل. فيودى ذلك بحياة كثيرين من الناس معظمهم من الاولاد. ولكن تحت حكم يسوع ستحل هذه المشكلة حلا جذريا لأن الارض ستنتج غلالا وافرة يصنع منها طعام وافر يكفى الجميع , كما يتنبأ المزمور 72.
من المؤكد ان الملك المنتظر لن يخذلنا ابدا , لان الله نفسه يقول عنه : " اما انا فقد مسحت ملكى على صهيون جبل قدسى ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي