الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثيون السوريون في مؤتمرهم القادم

ماجد رشيد العويد

2005 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إذا صحت الأرقام وكان عدد البعثيين في سوريا يناهز مليوناُ وثمانمائة ألف شخص، يضاف إليهم ما يقرب من عشرين ألف شخص هم الأعضاء في أحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية من غير البعثيين " وهنا لا أظلم أحزاب الجبهة بل لعلي أكرمتهم بجعل سقفهم العددي يقترب من هذا الرقم. على هذا يبقى من السوريين عدد يناهز الثمانية عشر مليوناً. فحسب إحصاء أخير بلغ تعداد السوريين عشرين مليوناً، وعليه فإن مجموع " العاملين في أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية " أقلية بالنسبة إلى عدد السكان من السوريين، ولا يمثلون باقي القطاعات من مستقلين وغير مستقلين، وهذا بالمنطق يُسقِط المادة الثامنة من الدستور والتي تنص على قيادة البعث للدولة والمجتمع. ولن نقول تعالوا نحتكم لمنطق الاستفتاء بشأن هذه المادة، التي لو فعلنا واستفتينا عليها في جو ديمقراطي لما حاز البعثيون على الرقم صفر، لأنهم لم يفعلوا شيئاً للبلد إذا استثنينا رميه في التخلف والجهل والفقر والجوع.
ولا يستطيع أحد هنا محاجاتنا بالقول: إن البعثيين مع " عناصر الجبهة " وإن كانوا أقلية بالنسبة إلى عدد السكان إلا أنهم النخبة، لأن هذا قول مردود على الأعشى الذي لا يبصر، فالبعثيون لا يعلمون شيئاً عن منطلقات حزبهم النظرية فما بالك بشؤون البلد التي خربت وجلس البوم ينعق فوق خرابها.
فأينما وليت وجهك في سوريا تجد الخراب قد عشش واستوطن. بنية تحتية هشّة وبنية علويّة فتاكة، وبين هاتين البنيتين تجد الناس وقد أحاطت بهم شرنقة فساد لا يقدر على تنظيفهم منها أحد. صحة مخربة، وقضاء فاسد ومعطل، وإعلام هالك، رثّ ومثير للتقزز. صحافة جامدة، هامدة بلا روح. لا شيء ينتعش في سوريا إذا استثنينا المؤسسة الأمنية. حتى الناس، على ما ذهب إليه الدكتور عبد الرزاق عيد في لقاء له مع الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس، طالهم الخراب وتغلغل فيهم، وأننا جميعاً ملعونون.. في إشارة للحديث النبوي الشريف " لعن الله الراشي والمرتشي والرائش " فأي مستقبل لسوريا في ظل هذه الزحمة الخانقة من الفساد؟
وبرغم الفشل الذريع الذي منيت به تجربتهم الاشتراكية البعثية، تجدهم مصرين على العنت. وبرغم أن الدولة في سوريا، من أعلى، تحولت إلى إقطاع فاسد وبرجوازية أفسد، تراهم يصرون على القول بأنهم اشتراكيون، وُجِدوا في البلاد الشامية وتلك الأخرى التي فتك بها الاحتلال الأمريكي، بلاد الرافدين العظيمة، لسحق الإقطاع الذي ظلم الفلاح دهوراً ودهوراً، ولدحر الرأسماليين الذين سحقوا العامل عقوداً وعقوداً. وأما هم فلقد أصابهم العمى فأُعشي منهم، ليس عيونهم فحسب وإنما مركبهم الأخلاقي إن وجد. وأما الناس اليوم فإنهم يبكون أيام إقطاعهم لأنها كانت أقل في إذلالهم منهم الآن على منهج البعثيين.
الناظر إلى التاريخ البعثي عبر عقوده الأربعة يجد إنساناً سورياً يقتله البؤس، ويمحقه الذل الذي ناله على يد المؤسسة الأمنية. فهل ننتظر من المؤتمر القادم خلال شهر أيار، إنهاء لسيطرة المادة الثامنة وحرية تشكيل الأحزاب، ونشهد أيضاً إلغاء لقوانين الطوارئ والمحاكم الاستثنائية، وعودة المهجرين قسراً وطوعاً، والتعويض على كل من تضرر؟. ولن نذهب إلى بعيد ونتمنى حلّ حزب البعث الذي يليق به هكذا مصير.
لم يعد أمام الحكومة في دمشق من أوراق سوى ورقة الإصلاحات الداخلية، فهل تمسك بها جيداً، وتنقذ بلادها من الخطر الداهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال


.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار




.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية


.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار




.. مكيفة وتعمل بالطاقة الكهربائية.. دراجات نارية روسية ترافق مو