الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفنا الحزب ومعه كل أمالنا القديمة

عبد الغني سهاد

2013 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



دفنا الحزب ومعه كل أمالنا القديمة


في البداية بدا الأمر كما لو انه مزحة ثقيلة، السيد إدريس لشكر ككاتب أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. مزحة أو هاجس بدأ تداوله منذ تمكن السيد شباط من السيطرة على حزب الاستقلال في سيناريو توقعه القليلون و كان مدخلا لما سيليه. هكذا أصبحت الاحزاب سليلة الحركة الوطنية و ما تمثله من رمزية و شرعية و حمولة تاريخية مسيرة من طرف أشخاص ينتمون لمدرسة في السياسة ليس لها كبوصلة الا المواقع و لا خيط ناظم إلا إتقان لعبة الكواليس و التحكم في دهاليز التنظيم ولا بلاغة سوى إعمال اللغة السوقية والمناورات الخسيسة حول الاجهزة الحزبية التي لاطالما راكمت الحزازات والأحقاد بين الأطر الحزبية ..واحتراقها ببعضها ..باختصار انه انتصار المدرسة الشعبوية في المشهد السياسي المغربي
..لقد كان.......وكان
صعود السيد إدريس لشكر صدمة حقيقية للمناضلين والمتعاطفين مع الحزب ر غم كل ما قيل عنه منذ سنين عديدة،و رغم ان عديدين منا دفنوا هذا الحزب ومعه كل آمالهم في أي تصحيح لمسار بدأ في الانحراف مع نهاية السبعينات،و تعمق مع التناوب التوافقي و تسارع بشكل درامي منذ-انتقاد المنهجية الديموقراطية .2002.
صدمة و حزن عميقين نابعين من وجود بديهة راكمها الحزب كان مضمونها أنه كان من العبث التفكير في بناء شيئ يسارا دون أن يكون الاتحاد الاشتراكي طرفه أو محوره. لنصبح اليوم أمام لا معنى التفكير في اليسار خاصة أو جبهة دمقراطية عامة مع هكذا حزب انتخابي ممخزن .
المعضلة أعمق من ان تكون مرتبطة بالسيد إدريس لشكر، شخصنتها قفز عن تاريخ الحزب وعن واقع مرير مر من منعرجاته .. و يمكن تلخيصها في انتصار الشعبوية.......
انه انتصار فكر و ممارسة معينة للسياسة، هو تحول تام لحزب و ماهيته، تحول من حزب يصنعه مناضلون، و يضم بين صفوفه خيرة مثقفي البلد، ينتج أفكاراوثقافة و يحفه تعاطف شعبي إلى حزب تتحكم فيه أهواء المنتخَبين، يستقوي بالأعيان للبقاء و لا ينتج شيئا ماعدا البيانات و المواقف الإعلامية. حزب اختارت قياداته المتتالية اختزاله في آلة انتخابية ، وحتى ذلك لم يفلحوا فيه، فتآكلت الآلة و تآكل الحزب..وذهب إدراج الريح..
لقد أصبح جليا للحالمين بممارسة سياسية لا تطبع مع ما هو موجود، سياسة تنتصر للمبدأ و للتدافع من اجل مشروع سياسي و مجتمعي واضح، أنه من العبث التعويل على حزب استكمل استبدال جلدته وارتضى لنفسه مسارا آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي و الرئيس الإيراني .. من يسيطر فعليا على الدولة؟ | الأ


.. مناظرة بايدن-ترامب .. ما الدروس المستخلصة ؟ • فرانس 24 / FRA




.. #فرنسا...إلى أين؟ | #سوشال_سكاي


.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب.. الديمقراطيون الخاسر الأكب




.. خامنئي يدعو الإيرانيين لمشاركة أكبر بالانتخابات | #غرفة_الأخ