الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مات وهو مضرب عن الطعام فهو منتحر .. والمنتحر في النار.

نافزعلوان

2013 / 2 / 22
أوراق كتبت في وعن السجن


بسم الله الرحمن الرحيم

من مات وهو مضرب عن الطعام فهو منتحر .. والمنتحر في النار.

تجمهر حولي مجموعة من الأحباء والمريدين بعد الصلاة يستنكرون علي ما قلته في المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وكان الرد هو أن المضرب عن الضعام أولاً وقبل كل شيئ هو يعلن إستسلامه ويأسه من رحمة الله والتي هي أوسع وأشمل من رحمة اليهود بنا أو حتي من رحمة السيد محمود عباس أن يخرجهم من السجون الإسرائيلية لو شاء، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرين. وهنا يرتكب المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية بيأسه هذا كبيرة من الكبائر ألا وهي الكفر بالله. أما الأمر الآخر وهو إن مات هذا المضرب عن الطعام أثناء إضرابه عن الطعام فهو منتحر والمنتحر حكمه في النار.

مسألة الإضراب عن الطعام هذه بدعة لم نجدها لا في السيرة النبوية ولا حض عليها أحد الصحابة الثقات ولا كانت من نصيح رسول الله صلي الله عليه وسلم للتعبير عن قسوة الأسر أو للتخص منه، وقد كان لنا فيه صلي الله عليه وسلم أسوة وعظة عندما مر بآل ياسر وهم تحت تعذيب قريش لهم فماذا قال؟ قال إصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. لم يقل صلي الله عليه وسلم أضربوا آل ياسر عن الطعام وإستجدوا عاطفة القوم عسي أن يعفون عنكم ويخلصوكم من العذاب الذي أنتم فيه وذلك لسابق علمه صلي الله علي وسلم بأن الرحمن هو الله ولو أراد سبحانه أن يخلصهم في تلك الساعة والثانية لكانت مشيئته سبحانه وتعالي، وما الإضراب عن الطعام إلا إستجداء رخيص للرحمة ممن لا رحمة في قلبه، لأن الأسير المؤمن مسلماً كان أو نصرانياً يجب عليه أن يكون قوياً في وجه عدوه صلباً، يأكل لتزداد قوته ويعمل التفكير والعمل من أجل الخلاص من هذا الأسر أما الضعف والإستسلام الذي يمارسونه هؤلاء المضربين عن الطعام فهو إعلان إستسلام لرغبة السجان والجلاد وإنسياق لموت قصد السجان والجلاد أن يسوق هذا السجين إليه فيكون المضرب عن الطعام عبداً وأسيراً لرغبة سجانه لأنه إنصاع لمخطط السجان الدفين وهو دفع السجين إلي اليأس والإنتحار بشتي الوسائل وما الإضراب عن الطعام إلا إحدي وسائل الإنتحار هذه.

ثم إذا كان الأسير صاحب قضية دافع عنها ومن أجلها ذهبوا به إلي هذا السجن وكان قبل دخوله إلي السجن صاحب قوة وعزيمة في نضاله من أجل قضيته فهل من المقبول أن يقوم المناضل بتسفيه وإهانة نضاله وجهاده ذاك بالإضراب عن الطعام؟ أين القوة والعزيمة؟ وأين إيمانه بقضيته إذا كان هو اليوم علي إستعداد علي أن يموت بهذه الطريقة المهينة لنضالة وكفاحه؟ ألا يدرك المضرب عن الطعام أن إضرابه ذاك فيه ذل وخذلان لكل من هم لا زالوا خارج السجون يناضلون من أجل نفس ذات القضية التي دخل هو السجن من أجلها؟ معني ذلك أن علي المناضلين في سبيل القضية الفلسطينية خارج السجون أن يقوموا بالإنتحار أيضاً بالإضراب عن الطعام أو إشعال النار بأنفسهم أو حتي بإطلاق الرصاص علي أنفسهم، وذلك لأن لا فرق بين من هم تحيط بهم إسرائيل من كل الجوانب وتقطع عنهم كل أسباب الحياة وبين من هم في السجون وإن كان المسجون لديهم مميز عن المحاصر في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بأنهم يجب عليهم توفير الطعام والشراب له وكساءه وغير مطلوب منهم تقديم مثل ذلك للمحاصرين. من باب أولي إذاً أن ينتحر المحاصرون لا الذين في داخل السجون الإسرائيلية إذا كان هذا هو الباب الوحيد أو الأداة الوحيدة للإعلان عن تذمرنا علي الوضع الذي نحن عليه.

يجب أن نكون أذكي وأكبر من كل ما تضعنا الحياة فيه وبداخله سواء كان سجناً أو حصاراً أو حتي مجرد مأزق يجد الإنسان نفسه بداخله، وكما ذكرت سابقاً فإن الضعيف والمستسلم هو من يلجاء إلي تلك الأساليب الإستسلامية والتي ترفع راية الهزيمة وتعلن كذلك وبشكل صارخ مدي زيف القضية التي من أجلها قاموا بأسرنا وقررنا الإنتحار جوعاً للخلاص من كذبة لسنا علي الإستعداد أن نبقي علي وجه الحياة للدفاع عنها سواء كنا وراء قضبان حديدية أو حتي وراء حيطان فولاذية.

نافزعلوان لوس أنجليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح