الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القبض عل محسن الرملي

عبد الحفيظ العدل

2013 / 2 / 22
الادب والفن


قصة قصيرة

ليلة القبض عل محسن الرملي
كان أول ماتبادر إلى ذهني..عنددما نقلت وكالات الأنباء نبأالقبض على محسن الرملي..هو أن أتخلص من كل علاقة يمكن أن تربطني به ..أو أي أثر يدل على أنني أعرفه .. أو حتى سمعت به .لهذا سارعت إلى تمزيق روايته "حدائق الرئيس" التي كنت قد انتهيت من قراءتها للمرة الرابعة تمهيدا للكتابة عنها ..ومحموعته القصصية "برتقالات بغداد وحب صيني"..وقبل أن الملم ما تناثر من مزق أوراقها..تذكرت أنه علي أن أمحو من هاتفي رقم الشاعر "جهاد أبو حشيش"التي صدرت المجموعة القصصية عن دار نشره المسماة "فضاءات"..فوجود رقمه لدي .قد يكفي دوائر الاستخبارات الأمريكية أو البريطانية أو الأسبانية وربما مخابرات نيويلندا وطبعا مخابرات الدول العربية ..لربط اسمي باسم " محسن الرملي"..فمادام لدي رقم "جهاد "فإنه من الطبيعي أن أعرف بعضا من أهم اصدراته..وربما لو سألوا جهاد لأعلمهم أنه قدأهدى لي هذه المجموعة بتوصية من محسن الرملي نفسه..بالاضافة إل عدد آخر من الكتب..لذلك فالاحتياط واجب.. فخير لي أن أمحو من هاتفي رقم إنسان أحترمه..من أن أجد نفسي رفيقا لمحسن..خاصة بعد أن نشرت الصحف تزامنا مع نبأ القبض عل محسن ..أن الحكومة الامريكية ..قد أرجأت إغلاق معتقل غواناتنامواالسيء الصيت.بحجة أنها لن تجد مكانا يتم فيه اعتقال ارهابي خطيرلايشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي فقط..وإنما للحكومات في مختلف أنحاء العالم ..ملكية كانت او جمهورية أو إمارة.أو لم تستقر على الصفة التي تقدم بها نفسها للناس بعد..أو تلك الحكومات التي مازالت في علم الغيب..أو حتى التي لن تكون.. كمحسن الرملي لو تمكن من تنفيذ مخططه الرهيب .. و" من خاف سلم ".لهذا لملمت الاوراق ووضعتها في كيس القمامة الأسود وبالرغم من أن زوجتي قالت لي ان الجو بارد وان كيس القمامة بامكانه الانتظار في الشرفة ليوم آخر ..إلا انني كنت حريصا على ان اخرج من بيتي كل ماله علاقة بمحسن ..وصرخت في وجهها قائلا:إن احتمالي للبرد اهون عندي من رائحة كيس القمامة ..ولم ابالي بابتسامة وجتي وهي تقول أي رائحة لايوجد في الكيس إلا الاوراق التي مزقتها ..وسارعت الى وضع الكيس في مستودع القمامة الذي يبعد حوالي كيلو متر عن منزلي.. وعندها فقط شعرت بالراحة وتنفست الصعداء..وشعرت أنني ازحت عن كاهلي عبئا ثقيلا ,,وما ان عدت إلى البيت لاعيد ترتيب الكتب في مكتبتي التي قلبتها راسا على عقب ..وأنا أفتش عن كتابي" محسن" السالفي الذكر .. حت طالعتني صورة أخيه محسن مطلك تتصدر غلاف كتاب"كتاب الحب ..ظلالهن عل الأرض"وكان لرؤيتي لهذه الصورة وقع الصاعقة على رأسي ؟؟فوجود كتاب لحسن يعني بالضرورة أنني اعرف أخيه محسن والمصيبة ان محسن هو من كتب مقدمة هذا الكتاب. وكان لابد أن يكون مصيره مصير الحدائق والبرتقالات.. وقبل أن أنتهي من تمزيقه تماما .. تذكرتأن لدي نسخة الكترونية في حاسوبي لرواية "دابادا" لحسن ونسخة الكترونية من رواية الفتيت المبعثر " لمحسن ..وماأن انتهيت من مسح النسختين من حاسوبي ..ختى توضأت وصليت ركعتين شكرا وحمدا لله لأنني تذكرت ذلك ..ولان الله وعدنا بالزيادة إذا شكرناه فقد تذكرت من ان انتهيت من الصلاة ..إنني قد كتبت في بعض مذكراتي حوارات كاملة اجريت مع محسن سواء من خلال المواقع الالكترونية ..أو من خلال مدونته ..فسارعت إلى تمزيق هذه المذكرات بالرغم من انها تحتوي عل العديد من الجمل والتعابير والابيات التي كنت حريصا عل نقلها في هذه المذكرات ما ان اجدها في كتاب ما ..كما قمت بحذف المدونة من مفضلتي في الحاسوب ..قبل ان أقفز من جديد إلى المكتبة بحثا عن مجموعة عبد الهادي سعدون " انتحالات عائلة "فالمخابرات ليست غبية وهي ستدرك انني مادمت قد قرأت لعبد الهادي فأنا حتما قد قرأت لمحسن الرملي ..الم تجمعهما الغربة ودار الواح في اسبانيا معا..الم يكونا رفيقا صبا .. وسارعت إلى تميق كتاب السيرة الطائرة لابراهيم نصر الله الذي ذكر انه التق بعبد الهادي ومحسن في مدريد وزيادة في الاحتياط فقد الغيت من صفحتي الخاصة بالفيس بوك كل ماله علاقة بمحسن الرملي من قريب أو بعيد .
ولكنني حتى بعد أن فعلت ذلك ظللت خائفا ومرعوبا ..فكل صوت سيارة يقترب كنت اتخيله صوت سيارة شرطي أتت لاعتقالي بناء عل طلب من المخابرات الامريكية أو غيرها ..وحتى عندما فتحت قناة خاصة بعرض الافلام لعل الاستغراق في مشاهدة فيلم ما ينسيني مرارة هذا الخوف فوجئت بان خبر القبض عل محسن مكتوب في شريط اسفل الشاشة ..ويفيد بأن فرقة مشتركة من عدد من مخابرات العالم بما فيها الكي جي بي التي اعيد احياؤها لهذا الغرض ..هي من قامت بالقبض عل محسن الرملي ..كضربة استباقية نظرا لما تمثله قصته "بلد الباحثين عن بلد" من تهديد للأمن والسلم العالميين ولما تشكله من خطورة على كل دول العالم ..وانقلاب فاضح عل الجغرافيا التي اطمأن البشر لاسلاكها الشائكة عقودا بل قرونا طويلة ..وعلى منظمة الأمم المتحدة أيضا .
أذكر أنني لم انم حتى الفجر وأنا ألعن في كل ثانية اول حرف طالعته بقلم محسن الذي ربمااراد الانتقام لموت أخيه ..بتهديم العالم رأسا عل عقب ..دون أن أنسى ..أن أسأل نفسي خفية .. هل سيسمحون له بكتابة روايته الجديدة عن الحب

عبد الحفيظ العدل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل