الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة تونس

عماد بلغيث

2013 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قرأت لكـــم

قصــــــة تونس
كتاب من الحجم الصغير من تأليف الأستاذ الدكتور راغب السرجاني وهو أستاذ بجامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة ، هذا الدكتور الذي كتب في 1 أكتوبر 2009 على موقعه قصة الإسلام بعنوان "مصير الحجاب في تونس " وقال فيه بالحرف الواحد : "إن هذا الضغط المستمر على الشعب لن يوفر لكم الأمان أبدا ،ولن يثبت أقدامكم أمام عدوكم ،ولن يحفظكم- كما تريدون –في كراسيكم ..إن هذا الخصام بين الشعب وحكامه سيقود الشعب حتما إلى( ثورة )،وسيأتي زمن يفيض الكيل بالناس فينقلبون على من يخنقونهم ويذلونهم ،وقد لا تكون هذه الثورة منضبطة ،وقد تخرج عن حدود المألوف والمعقول "
و الكتاب صدر عن دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة بمصر في 21 جانفي2011 ، تناول الكاتب في جزء هام منه تاريخ تونس منذ العهد الفينيقي مرورا بالفترة الرومانية وصولا للفتح الإسلامي معتبرا أن التاريخ هام لفهم هذه الثورة كما أنها غير معزولة عن سياقها التاريخي فلا يمكن أن "نستوعب الحدث دون فقه للسنن الربانية في الكون " ويعتبر المؤلف أن تونس" لعبت أدوارا مهمة على إمتداد تاريخها " كما يعتبر أن التغريب الذي عان منه الشعب التونسي من طرف الإستعمار هام في فهم الأحداث الأخيرة إضافة إلى تغييب الإسلام في تونس الذي يعتبر فريدا من نوعه لم تعشه أغلب الدول العربية ،فمنذ الاستقلال عمد كل من بورقيبة ومن بعده بن علي إلى طمس الهوية العربية الإسلامية بكل الطرق فقد حاربا الحجاب ومنعا الدروس في الجوامع بعد غلق جامع الزيتونة وفي المقابل حثا على تعميم نوادي الرقص المختلط ،كما قامت السلطات التونسية في عهدهما على تشجيع السحر والشعوذة وهذا ما أفضى إلى زعزعة عقيدة التوحيد في قلوب التونسيين ثمّ قامت هذه السلطات بالسماح بفتح دور الخناء والبغاء العلني " ولعل أخطر ما فعله بورقيبة هو تصريحه في مؤتمر عام سنة 1974 بأن القرآن متناقض و مشتمل عى بعض الخرافات مع وصفه للنبي صلى الله عليه وسلم بأوصاف لا تليق ."كما قام بن علي من بعده بسجن كل معارضيه أو نفيهم سواء ا من اليسار أو الإسلاميين. وضل الوضع ينبئ بالاستقرار ثمّ جاءت أحداث مدينة الرديف وقد استعملت ضدها كل أساليب القمع أو ما يسمّى بأحداث الحوض المنجمي و أخيرا جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير وهي حادثة حرق البوعزيزي لنفسه لما أضلمت الدنيا أمامه " ولم تسعفه الثقافة العلمانية التي تجرعها في مدارس وجامعات بورقيبة وبن علي ...لم يجد شيخا ناصحا ...أو صحبة صالحة تعينه على حل مشاكله" ثم توالت الأحداث سريعا لتعم الإحتجاجات أغلب المدن التونسية وتنهي حكم طاغية متمكن وبسرعة فائقة . وفي الفصل الأخير يقف الكاتب وقفة للتحليل يستنتج من خلالها عديد العبر لعلّ أهمها :
1- «الظلم يصنع نظاما هشا قد يبدو أمام العين قويا باهرا ولكنه في واقع الأمر في غاية الضعف ".
2- التغيير يأتي من حيث لا نحتسب . فلا أحد قبل أيام قليلة من إندلاع الثورة في تونس كان يتوقع تخفيف من حدة الديكتاتورية في تونس فضلا عن هروب بن علي .
3- الموقف العربي الرسمي تميز بالصمت لمدة 48 ساعة من تنحي الطاغية :فالكل صدم والكل ينتظر رأي أمريكا وفرنسا والكل منشغل بترتيب بيته من جديد حتى لايصيبه ما أصاب زميلهم في القمع والظلم والديكتاتورية .
4- "الأنظمة المادية يبيع بعضها بعضا" لايجمعهم تآلف حقيقي إنهم عبيد لمصالحهم وأهوائهم .
5- لماذا لم تقف أمريكا وفرنسا إلى جانب بن علي ؟ :
لقد أصبح بن علي ورقة محروقة ، فلم يعد الحاكم الحقيقي في البلاد ولم تعد القبضة الحديدية بتلك الصلابة المعهودة التي كان يتميز بها بن علي إلى فترة غير بعيدة. كما أن الوضع أصبح ينبئ بعودة التيارات المنظمة للساحة من جديد .
ويعتبر الكاتب أن هذا التغيير الذي حدث في تونس لن يكون جذريا بإعتبار أن سببه حادث عشوائي لكنه فرصة حقيقية للتغيير الحقيقي الذي يكون مبني على إعداد محكم وتصورات وبرامج واضحة.

عماد بلغيث
فبفري2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط