الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كراديس مَن ماتوا بحميمية

نصيف الناصري

2013 / 2 / 23
الادب والفن



كراديس من ماتوا بحميمية





بهاء بشارة يورطنا في ترتيب الحجارة المحتشمة للنهار .
بداية جديدة لليوم ، ندخلها في قابلية تستضيء بالأخاديد
العفيفة لألمنا العضال ، لكن العلامة التي نترقبها في
انشادنا بين الأشجار المضرّجة ، تغلق شحوب السرّ على
نفسها ، وتختفي في لحظة وعرة . ما يموت ، وما يشعر
بعدم الرضا من حياته الفاحشة ، يفلت من بين أيدينا بتصدع
عظيم . الغراب النذير بتلميحاته التي نستجوب في غوّاصة
ألغازها ، أولئك الذين يسندون حيواتهم المولودة في الزرائب ،
الى الجص القديم لوسائدهم ، لا يدلنا على قبورنا المنسوجة
في الأحجية المملوكة للشجرة ، وكلّ جرح للظهيرة ، يجحد
الشيخوخة . سنوات طويلة ، نقيس عارضة التوازن المنفصلة
لمصيرنا ، ونتقدم بصمت صوب إيناع المرض وإشاراته
الربانية . نوّدع في سهادنا على الهاوية مراكب كثيرة ، ونلمح
تزايداً في كراديس من ماتوا بحميمية ماضيهم المحاط بالنتوءات .







النوم بعصمة





يُنقطُ من سقوف مراكبنا يأس وشكاية غير مأمونة
وكلّ يوم نودعه بالمشاعل ، يرمي ثمرته الرهيفة
في الحصن العملاق للكهولة . المفوّضون منّا بكشف
اللثام عن الأصداف العتيقة ، ينعسون في فراغ الريح
ويعرّيهم الوميض المعزول عن النهار . أيّامنا في
تسريحها لنفسها ، تنفصل عنّا وتتخلص من الجرح
المُزرق . نسائم تخوم محترسة ، نعبرها بوهن ونكْمن
للرهائن بين الأشجار الندية لخرائب التجارة . أبواب
عصافير نوصدها تحت نباتات النجوم ، ونرمي المفتاح
في ما يصعب الوصول الى ملامسته . أسلحة برّاقة
تهدّدنا في كتمنا لأنفاسنا في ليل الغنيمة ، ونحنُ نترقّب
الطرائد ، والقادم في سقمه ، يعيرنا عرْعر القنّاص .
آلات منزوعة الضرر ، نعلّقها فوق الملح الحامي لسهادنا
ونجذّف طوال وقتنا المسلوب ، باتجاه من رقدوا آمنين .
وفي الغروب ، نعود وأشرعتنا مهدومة . لا ملاذ
ولا دعامة نركن فوقها شموعنا المتناثرة . الحيّل التي
نرتضيها في الأحلام ، تخدعنا وتوهن كلّ طموح .
يتوّجب علينا الآن إشعال النار والنوم بعصمة فوق
السياج المحترق للطاحونة . قلب السنبلة مضيء بالكنوز
ورضاب النجمة يرسل إشاراته الى الأرض المحروثة
في جباهنا .








حكاية حبّ يائسة






في الكرمة الدافئة المعرّشة فوق قبركِ
في الشاهدة المرصعّة بندامة مّن شيّعوا
العصور الى ديمومتها الحانية ، أنام ولا
تواسيني ظلال وجهكِ الغريب ، الحلو .
هل تذكرين حين نشبت النار في البلاد
وكنتُ وحدي مع المقاتلة ، أتلو صلاة
حبّكِ تحت الضربات المشرقة الى الملائكة
في سهاد الانسان ؟ أحرس تعويذة موتكِ
من مشعلي الحروب ، ومن الأعداء الذين
يؤسسون الأبنية التي تُذيب الكحل في
المساء ، وعلى قبركِ مذاق النبضة الخالدة .
حبّك يا شفيعتي حكاية جديرة بفجر الرحلة ،
لا تتغيّر ولا تتآكل بين الصواري التي تملأ
فراغ العالم . بيننا الآن ضغائن وإصابات
مشتركة ، وحبّي يتقدم اليكِ فاقداً غفرانه في
الضلالة . بعدكِ ، كل مجهود حياتي ، يفقد
فضيلته ، ويهجره الاحسان ، وحشائش الزمن
ساخطة عليّ . نير مطمئن أرزح تحت ثقله
وأمجّدكِ في الهجرات الناصعة للطيور ، لكن
صلاتي اليكِ ظلّت مدفوعة بلا مكافأة تحت
هجير الآبار . العشّاق في البراي يكوّمون
حجارة كبيرة ، وأظنهم يحاولون نحت حكايتنا
بين الحديقة المحتضرة للزمن . أنا وأنتِ
يا حبيبتي لا نتعزّى من انفضاح جروحنا .
عشّاق جُدد سيغنون أغنيتنا المريرة في الطرق
المهجورة ، والزمن وجهة الغياب الهائل .
لا خسائر لنا في نومنا تحت ظلال الأمل
المتلاشي ، والخرابات سنعيد إصلاحها ونفرشها
بعبير الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب