الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطني الموجوع

ابحيدا محمد فاضل

2013 / 2 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ظهر الفساد واستوى على سوقه الغليظة وأعجب المفسدين نباتُه، واقشعرت البلاد
وصوح نبتها حتى رعي الهشيم، وعاث فيها فسادا بعضُ المتهافتين الأدعياء الذين
لا يملكون مروءة ولا كرامة ولكن يملكون عوض ذلك الخسة والصلافة، والتقنع
الشيطاني بأقنعة الإصلاح وشعارات من قبيل "موريتانيا الجديدة"؛ جديدة
موريتانيا لكن في ثوب بالٍ وها هي اليوم تمور في فلك ضبابي الملامح من الأزمات
و العرصات، بقيادة رئيس الفقراء ومفقر الأغنياء وزمرة من مهندسي صناعة "الكذب"
الذين خبروا الاستباق والاستراق والاختراق.

لقد هالني مشهد حكومة تسمي نفسها سلطة وطنية، تتفرج على وطن جريح وتبصر بعين
المتغافل المتجاهل دمعة حرى تسيل على خد أم مفجوعة بفلذة كبدها المخطوف في يد
شرذمة من باعة الروح وسماسرة الدم الإنساني.

لكن حكومتنا سخيفة إلى حد اتخذت فيه حياتنا سخرية للعيار، إنها حكومة تحكمت في
كل شيء حتى في إرادتنا المكبوتة وسوقة من الناس ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس
بالتطبيل والتزمير شغلهم الشاغل سيادة الرئيس تقديما وتقليما وزلفى.

أما عن الشعب فتقزيما وتطويقا وتسويقا لغير الواقع، يخرج علينا في كل ليلة
وزير أو مدير أو حقير لينعق بما لا يسمع ولا يعرف ولا يعلم، ليسفه أحلام الشعب
ويصور موريتانيا على أنها جنة سبأ "بلدة طيبة ورب غفور".

نعم هي بلدة طيبة ورب غفور لكنه لن يغفر للذين تهافتوا على أموال الشعب
وأرواحه ينهبون ويسرقون ويواجهون أزماتنا وآلامنا مكاء وتصديه وسخرية، آخرها
وزيرنا الذي أهان كرامة الأساتذة وصرح بما صرح به من تفاهة وسخافة، ليحكي
متهكما عن تمسك وزرائه الغاصبين بمناصبهم رغم شللهم الذي زعموا أن الرئيس
يزيده يوما بعد يوم بتحكمه في صلاحياتهم.

تبا لكم تقودوننا وأنتم أرخص من أقدامنا، سئمنا وجوهكم ظهوركم وحتى وجودكم
فلترحلوا عنا، بعد أن أنهكتم شعبنا المغلوب على أمره، أيتها العصابة المجرمة.

حكمتم.. يبس الضرع وجفت الأرض، وحين خرجنا نطلب حقنا المشروع، فتحتم علينا
نيران الغدر والخيانة وأذقتمونا كأس المرارة، لكننا لن نذوقها مرتين فخلف كل
جندي يفدي بنفسه هذا الوطن آلاف بل ملايين القلوب الصادقة، سنقطع كل شبر من
آلامنا نتوكا على جراحنا وأجسادنا المكلومة، سنحدث كل طفل بثأرنا.

لن تفلتوا منا، هي أيام ويبلغ السيل الزبا ويخرج الأمر عن السيطرة ونشنق
الرئيس بأمعاء آخر وزير، إن لم تتوقفوا عن طحن أمعائنا بنهبكم لثرواتنا.

آيتها الحكومة الساقطة معنى ومبنى نحن لا نخاف الموت ولكننا نعشق الحياة، إلى
متى سيظل أبناءنا يختطفون وينفون من الأرض، وفي كل شبر من أرضنا نقمع؟

أيها الشعب الأبي كفانا حديثا مع الحكومة، إنهم ثلة لا يعقلون ولا يفهمون ولا
يدركون.. يتهالكون على المال والادام والمرام وقد أراقو ماء وجوههم يوم
اجتمعوا مع رئيسهم وكبيرهم الذي علمهم الكذب، وشتمهم بأقسى عبارات الشتائم ولم
يحركوا ساكنا لأنهم بكل بساطة بلا كرامة، يحترقون كل يوم بكذبهم وسفاهتهم
ويتهالكون كما يتهالك الفراش على النار.

آن لنا أيها الشعب العظيم أن نرد الإبن على أمه كي تقر عينها ولا تحزن، وآن
لنا أن نرد للفقير الكادح لقمة عيشه المخطوفة من فمه.

فلتذكروا فؤوس الفلاحين التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، ومدى الجزارين
الذين أهلكت إبلهم وماشتهم، فلتذكروا البطون الجائعة، والأنفس المعطلة، كل شيء
هنا معطل حتى أحلام الصغار تعليمنا معطل وأساتذتنا معطلون، وجنودنا قصة من قصص
الشاطئ المنسي، أما نحن كل الموريتانيين يمارس عليهم التعتيم والتغييب
والتجهيل والقتل المعنوي واطراح جماعة "اشعب" التي تتكرر كل عام بل كل حين
كالجائحة والزكام.

وزراء طامعون ورئيس كذاب أشر، والحل هو أن ننتصر للقيم الرفيعة وصوت
الديمقراطية المبحوح، ونثور من أجل حقنا ووطننا المكلوم، وإنا لمتربصون حتى
تعود إليه الروح ويتعافى ويخرج حقنا من شقوق الصخر كما خرجت ناقة صالح، ملتئم
الأطراف متماسك البنيان مرصوص الصفوف قوي الشكيمة والعنفوان، منتصرا لميثاق
الشرف وللديمقراطية والتداول والتناوب والتدبير، وإدارة شأن البلاد وشجونها،
وينتصر لكل هذا شرعة ومنهجا وخلفية وبوصلة، وننهي عهدا من الغطرسات الطاووسية
الجوفاء، و’الشللية الحضارية" "والبيروقراطية" التي تسد الأروقة وتغلق الأبواب
في وجه التقدم والازدهار وتوصد الهواء إلا على أصفيائها وخلانها ورفاق دربها
ممن خفت موازينهم في قسطاس الوطنية .. تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال