الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواث التاريخ تكتب نهاية عبقرية المكان

محمود جابر

2013 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



قبل أيام قام اهالى قرية "هرية رزنة" محافظة الشرقية بقتل أحد البلطجية وتعليق جثمانه عى أحد اعمدة الانارة .
وبعدها بأيام قام اهالى قرية " الاخيوية" مركز الحسينية شرقية بقتل اثنين من البلطجية بعد ان قاموا بخطف ىخر وقتله، واندلعت اشتباكات بين "قرية الصالحية" و " الاخيوية".
هذا النموذج من التعامل مع الحوادث اليومية فى مصر أصبحت بالكثرة بمكان، وتبدل الحال بين الناس هنا وبدلا من أن تعقد جلسات الصلح العرفى ويتدخل الكبراء والوجهاء فقد اصبح مشهد القتل والسحل والتعليق وحرق الجثامين بعد القتل او بعدها مشهدا معهودا وربما يقترب مع الوقت ان يكون مشهدا عاديا فى المجتمع المصرى.
ولم تكن عمليات القتل التى طالت العديد من الثائرين فى ميادين الثورة، او العشرات فى مواقع الترفيه – حادث استاد بورسعيد // وقطار أسيوط – وفى المقابل لا توجد سلطة تقوم بعملية قصاص عادل من اجل أن تضع نهاية لمشاهد العنف هنا او هناك، ولكنا وجدنا السلطة ذاتها تغمس يدها فى نهر الدم الحرام وتستبيح الناس، ولعل مشهد القتل فى الاتحادية وقتل الصحفى الحسينى او ضيف ليس بعيدا، وظن البعض أن مقتل الحسينى وهو الصحافى والناشط السياسى سوف يضع نهاية لقتل اصحاب الرأى، ولكن المشهد ازداد دموية فقتل "جابر" و"جيكا" وسحل "صابر" أمام اعين الناس وشاشات التلفزة فى كل مكان .
إن مشهد الدم هنا وهناك والحوادث التى تنهى اسطورة الجغرافيا المصرية المنبسطة التى لا يوجد بها حواجز بين أقصى شمال مصر وجنوبها، جاءت الحوادث الدموية من السلطة تارة وبفعل سقوط هيبة الدولة تارة أخرى لتضع ظلالا كئيبة على صورة النسيج المصرى المتوحد .. الدماء بين بورسعيد والقاهرة حاضرة، بين الاخيوة والصالحية ماثلة، بين الدولة ومواطنيها قائمة.
ولكن المشهد الاخطر على الاطلاق هو مشهد اولئك المحسوبين على الرئيس "مرسى" الذين يهددون الناس المعارضين منهم والاقباط والشيعة وغيرهم.
فتاوى التكفير والاستباحه التى تنطلق هنا وهناك دون رقيب او حسيب تبعث فى المكان رائحة الدخان القاتل الحدود تكاد ان تصبح حادة بين الكنيسة والاقباط من جهة وبين الدولة متمثلة فى الرئيس ورجاله من جهة اخرى، وما ينطبق على الاقباط المسيحيين ينطبق على باقى التنوع الاجتماعى وعلى الاخص الشيعة المصريين وخاصة بعد ان تراجع الازهر لينضم الى احضان الوهابية الرئاسية والحزبية ...إن احداث العنف ولغة الدماء واحاديث الطائفية البغيض وضعف هيبة الدولة يكتب نهاية الجغرافيا المنبسطة ويكتب فى المقابل تاريخ دموى وثائرى جديد سيدفع الرئيس وجماعته والازهر ورجالة والشرطة وضباطها ثمنا باهظة له ومعه المجتمع المصرى ككل ولا ابالغ إن قلت والدولة المصرية هى ايضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما