الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأوقد شمعة للذكرى...ايها الرفيق فهد

رشيد كرمه

2005 / 4 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سأوقدُ شمعةً على ضريحك ....... تحية إجلالٍ

قد تتعدد مبررات الإحتفال بعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي على مدى 71 عاماً من النضال العنيد والكفاح المتواصل وأكاد أجزم التضحية اليومية . في ظل ظروف ومتغيرات عالمية ٍ وإقليمية ومحلية
لم تكن في ألأعم ألأغلب لصالح حزب ُبُني َوتكون وتألف من العمال والفلاحين مدافعاً عن حقوق طبقة
تملك كل مفاتيح التغيير وتتمتع بهوية جغرا_تاريخية لا عنوان لها .تستمد من الماركسية _ اللينينية
ما يعينها على حل الكثير من المعضلات الناشئة من تفاعل الحياة وديناميكيتها .
ويتميز الحزب الشيوعي العراقي عن غيره من الأحزاب كونه وريث تراثٍ خصب من الهبات والنزعات والثورات العمالية _الإشتراكية _التي يزخر بها وادي الرافدين .والتي أهلته في مزجه مع الكثير من التراث العالمي كونه تراثاً مشاعياً .
إن فضل نقل الأفكار الماركسية الى العراق في العشرينيات يعو د الى محمود السيد وحسين الرحال وعاصم فليح كما ُذُكرت في أكثر من مصدر , ولعل الأخبار الواردة من _ هناك _كانت قد أبهرتهم وشجعتهم وتمنوا لو ان ماحدث في تلك البقعة من الأرض يحدث هنا في العراق. حيث تم تلاحم الشغيلة وأسقطوا أعتى قيصرية في ( عشرة أيام هزت العالم ) وسطوع بسالة البلاشفة في تحطيم أغلالهم ,مما مكنهم من إصدار قانون الأرض فيما بعد, ولقد إرتبط نضال الطبقة العاملة الواعي بالمعلم لينين الذي حولَ النظرية الماركسية الى واقع .
ولقد شهد العراق في فترة العشرينيات الكثير من ألأحداث لعل أبرزها ملامح تكوين الدولة العراقية والتي جاءت على خلفية ( ثورة 30 حزيران 1920 ) ولعل كتاباً صغيراً أصدرته مكتبة الطريق في السبعينات يصلح لنا كمصدر معلومات إذ وردت وقائع عن إتصالات بين قيادة البلاشفة وثوار العراق( كوتلوف وثورة العشرين). وكان العراق قد أُحتل ووقع تحت الإنتداب البريطاني وذلك بعد الحرب العالمية ألأولى وإنتهاء السيطرة العثمانية , مما مهد الطريق لمجئ (ألإنكَليز) بعسكرهِ وسياسييه وجنوداً من بقية المستعمرات المتعددة الأعراق والملل مثلما هو حاصل اليوم .ولعل الفرق ليس كبيراً أو كثيراً جداً إذ يكون المحتل هو ألأمريكي بمساعدة ومشاركة الكثير من دول العالم وبقرار من هيئة دولية (ألامم المتحدة ) ولم تأتي هذه الجيوش الجرارة ومعداتها على أنقاض حرب عالمية , بل إن المشروع القومي هو من فرط بسيادة البلد وعرضه للأحتلال أولآً والتقسيم ثانياً والإنحطاط الأخلاقي ثالثاً.
وغداة ألأزمة ألأقتصادية العالمية في الثلاثينات ومع ظهور أهمية النفط كمصدر للطاقة ومع إزدياد الطلب عليه رفع شعار _قطرة نفط تعادل قطرة دم _ ليزداد الإهتمام بالأراضي العربية الغنية بالموارد النفطية وغيرها مما يعني تكريس السيطرة على المنابع بشتى الطرق , سيما وإن العدو _ الشيوعي _ على ألأبواب . ومن هنا جائت فكرة تأسيس حزب البعث الألماني وصعود إسم ( هتلر ) كباعثٍ لمجد الألمان والذين سيتصدون للبروليتاريا الذين أسسوا جيشاً أحمراً بلون الدم وعلم الثورة .
أما الظروف ألإقليمية فهي ليست باحسن حالأً من العراق ولكنها شهدت ولادة أحزاب شيوعية وحركات عمالية ومنظمات نسوية وتجمعات جماهيرية مما إنعكس لاحقاً في خلق بوادر حركة التحرر الوطني مدعومة بتضامن من بلدانٍ اصبح نظا مها إشتراكياً مما إستوجب عليها مد يد العون والمساعدة للثورة على الواقع المزري وتحقيق العدالة الإجتماعية.
إن العمل الدؤوب للخلايا الماركسية الأولى في العراق كان محفوفاً بالمخاطر نظراً لآفة الجهل وتفشي ألأمية والفقر وسيادة ذهنية التحريم وسيطرة رجال الدين على كل مفاصل الحياة مما يعني تعطيل نصف المجتمع سجيناً في البيوت يؤدي دوراً خدمياً في أحسن الأحوال . زد على ما أشاعهُ المستعمر وعملائه حول خطر الشيوعية مستغلين علمية الفكر الماركسية(المادية التأريخية) وحرية المرأة في العمل والمشاركة في تنظيم المجتمع بأنها منافية لما جُبل عليه الأنسان العراقي من عادات وتقاليد بالية أضرت بحركة الجماهير المسحوقة والتي كانت وراء تأسيس أكثر الأحزاب الشيوعية في كل أنحاء العالم قاطبة ًولم يكن العراق إستثناءاً.
لذا إن الإعلان عن _ لجنة مكافحة ألإستعمار والإستثمار _ في 31 آذار عام1934 لم يكن إعلاناً عفوياً لما سيشكله في مراحل لاحقة عن إفصاحٍ هادرٍ مدوٍ يقلق مضاجع الحكام إنكَليزاً كانوا أم عرباً أم عراقيين بأن ساعة ولادة حزب شيوعي آتية لاريب فيها ولا هم خائفون . ويرتعد الأقطاعيون ورجال الدين على حد سواء مع المحتل ويلتحم العمال والفلاحون من كل حدب وصوب لينشروا على الملأ الشعار المجلجل واضحا _ ياعمال العالم إتحدوا_ .
وينتصر الجيش الأحمر وتهزم النازية ويزهر ربيع الشيوعيين العراقيين وهم ينشدون بصوت عمالي
سنمضي سنمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد
واليوم إذ يشهد العالم إنفلاتاً أخلاقياً في ظل تَسيد قطب واحد ( رأسمالي ) بأدوات جديدة وتحالفات أساسها المصلحة في الإستحواذ على ممتلكات الغير مما أنتج عن ولادة العولمة الأمريكية التي يفزعها معدل النمو في الصين واليابان وإحتمالية تفوق في مجالات أُ خرى . وجدت الولايات المتحدة موقعاً يؤهلها للانقضاض على من يهدد ( أمنها الأقتصادي ) فهي ستبقى في العراق الى ماشاءت . هذا من جهة ٍ ومن جهة أُخرى إن الوضع المأساوي في العراق برمته وخصوصاً بعد أن تبين للقاصي والداني إن العراق أصبح في مهب الريح طالما لم نكبح القوى الدينية لخطورتها على مستقبل العراق ولكون ان هذه القوى هي أبعد ماتكون عن التطبيقات الديمقراطية وحقوق المرأة . يتحتم على الحزب الشيوعي مراجعة جادة
لسياسته بعد ان أثبت الواقع خطأ نهجه على الأقل في المرحلة السابقة ,وما نتائج الإنتخابات إلا مؤشراً على ذلك .
لذا فمن واجب حزب الشهداء الحزب الشيوعي العراقي أن يحث الخطى نحو اليسار وبشكل فاعل لأنه يمتلك تراثاً وتأريخاً مشرفاً يفتقد اليه كثيرون . فالى من أسس هذا الحزب وإلى كل شهيد سأوقد شمعة إجلالاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة