الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الثورة : (7) :

رياض خليل

2013 / 2 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سوريا الثورة : (7)
الحل السلمي السياسي : هل هو مطلب النظام ؟ أم مطلب المعارضة ؟
بقلم : رياض خليل
الحل السياسي يتطلب وجود فريقين ، وفي الوضع السوري ، لايوجد فريقان من أجل الدخول في الحل السياسي السلمي . والفريق الوحيد القائم والموجود ، والذي يطالب بالحل السياسي السلمي هو الشعب السوري ومن ضمنه قوى الثورة والمعارضة ، وأما النظام الديكتاتوري الأسدي فقد دأب منذ البداية على محاربة هذا المطلب الشعبي الثوري المعارض بكل ماأوتي من قوة البطش والتنكيل والملاحقة والتعذيب والاعتقال والإرهاب ، وإذي لايعتبر النظام السوري طرفا وفريقا وشريكا يمكن الحوار معه والاتفاق معه بشكل سياسي وسلمي للتوصل إلى حل في سورية ، حل يضمن حقوق جميع السوريين والمساواة فيما بينهم .
المعارضة طرف وحيد في معادلة تتطلب طرفا آخر في الجهة المقابلة ، وهذا الطرف الآخر غير موجود واقعيا ، بل هو خارج معادلة الحل تماما ، لأنه هو المشكلة والمعضلة والعقبة في طريق أي حل سياسي واقعي عادل . وهو السبب في ماآلت إليه الحال في سورية ، فكيف له أن يكون الخصم والحكم ؟ وكيف له أن يقبل راضيا بشهادة وفاته ، وأن يشيع جنازته بنفسه ؟ وكيف له أن يوقع على صك هزيمته وتنازله عن عرشه وكرسية وسلطته اللاشرعية ؟ وكيف للمجرم واللص أن يعترف ويقر بجرائمه ، ويعيد ماسرقه بطيب خاطر ؟ وكيف له أن يسلم نفسه ببساطة للعدالة والقضاء ، ومايترتب عليه من عقاب ونتائج وخيمة ؟
السلمية والحل السلمي/ السياسي وفق أرقى المعايير الحضارية المتعارف عليها ، كان هو مطلب الشعب السوري منذ البداية .. ولايزال كذلك ، لكن الطرف الآخر " حكومة الأسد" ظل يتهرب ويكذب ويناور ويفعل عكس ما يقول ويصرح ، وظل يقاوم استحقاقات الحل السلمي بالحديد والنار والتدمير ، وتجاهل كل القوانين والأعراف الوطنية والدولية ، ويستهتر بالقيم الإنسانية والأخلاقية . وظل ممعنا بالخيار العسكري الأمني ، والتضليلي . ولايزال يعتبر أي كلمة عن حل تفاوضي سياسي سلمي هي بمثابة إخطار بزوال سلطة الأسد الاستبدادية اللاشرعية ، هي إخطار بقرب نهايته التراجيدية ، وخروجه كليا من المشهد السياسي السوري الديمقراطي المطلوب .
وعلى المعارضة الاستمرار بتوضيح حقيقة أنها هي التي تطلب الحل السلمي وليس النظام ، من أجل المزيد من تعرية النظام ، ونزع ورقة التوت " التفاوضية التي يستر بها عورته ، ولايجوز أن يعطى الأسد أي فرص للمناورة وخداع العالم بنواياه " غير الحسنة ولا الصادقة " بقبول " الحوار" و" التفاوض " ولو على الحد الأدنى من تأمين وتمكين السوريين من الحريات والحقوق الأساسية : المدنية والسياسية ، والمنصوص عليها في وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، تلك الحقوق التي تعتبر الركيزة الأساسية في أي نظام سياسي واجتماعي مقبول . والركيزة الأساسية التي تضمن ممارسة المبدأ القانوني الدولي الأممي القائل والمقر والمدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها الاجتماعي المدني والسياسي بنفسها بعيدا عن أي إكراه ، والإكراه هنا داخلي محلي بمظهره ومضمونه ، وليس خارجيا على شكل استعمار أو انتداب . الشكل والمضمون هنا يتجسد ان بإكراه تمارسه فئة وعائلة ديكتاتورية ضد الأغلبية الساحقة من الشعب السوري منذ مايزيد على أربعة عقود .
على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة .. أن تلح على توضيح فكرة مفادها : إن الائتلاف هو الطرف المؤهل والصادق في مطلب الحل السياسي اللاعنفي ، وأن النظام هو الطرف الذي يحارب هذا الخيار السياسي عسكريا وأمنيا وسياسيا ، ولايطيق الحديث عنه ، ولايحتمل الاستماع إلى صوت العقل السلمي السياسي . لأن ذلك ليس من طبيعته الديكتاتورية المناقضة كليا وتناحريا مع المنطق السلمي والسياسي والمدني . فكيف للديكتاتورية : أي ديكتاتورية أن تشارك في صنع نقيضها : الديمقراطية ، وكما يقول المثل المعروف : " الإناء ينضح بما فيه " ، فهل في إناء " الديكتاتورية " قطرة من الديمقراطية ؟ هل تنضح الديكتاتورية بالديمقراطية ؟
لايمكن صناعة وإنتاج الديمقراطية من الديكتاتورية ، فالمادتان متناقضتان تماما ، فيزيائا وحيويا واجتماعيا . ولايوجد في الديكتاتورية أي عنصر يمكن التأسيس عليه والانطلاق منه لبناء الديمقراطية . والنظام الديكتاتوري يدرك تلك الحقائق ، ويدرك أن الديمقراطية كطريق سلمي سياسي لايتوافق مع مقومات الوجود الديكتاتوري كليا ، ويشكل الخطر الأكبر على السلطة الاستبدادية ، لذلك لايمكن للطرف الديكتاتوري الأسدي السوري أن يكون طرفا وشريكا في أي حوار حضاري سياسي سلمي ديمقراطي .
لذلك على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن تفضح تلك الحقيقة : حقيقة عجزالنظام وتهربه ومحاربته لأي بادرة باتجاه الحل السياسي السلمي ، وأن تدعو المجتمع الدولي بإصرار على التدخل السياسي القوي لرعاية الحل ، ومن خلال التعهد بإلزام الأسد بأي اتفاقات وحلول يرتئيها المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن ، ولابد من اللجوء للفصل السابع ، لإجبار الأطراف على القرارات الدولية المتخذة . وعلى الائتلاف التأكيد على أنه يقبل بالإلزام تحت الفصل السابع ، وأن الإلزام سيكون على الفريقين والطرفين ، وليس على فريق دون الآخر . ومادام الائتلاف يقبل ، فلماذا يرفض النظام ؟ ولماذا يتهرب الروس من هذا الاستحقاق ، وهل من تفسير لتهربهم سوى دعمهم للنظام زورا وبهتانا وتعسفا ؟
على المعارضة السورية ألا تتوقف عن المطالبة بالحل السياسي السلمي ، بالتوازي مع العمل العسكري الدفاعي للجيش الحر ، وبالتكامل مابين السياسي والعسكري لمواجهة النظام الأسدي بكفاءة عالية ، ويمكن تحقيق نتائج أفضل وأسرع باتجاه انتصار الثورة وتحقيق أهدافها الإنسانية السياسية المشروعة دوليا ووطنيا .
يجب أن يتوازى ويتزامن ويتكامل العمل السياسي المدني مع العمل العسكري الميداني في الثورة السورية ، لمواجهة الديكتاتورية المتوحشة المنفلتة من أي ضوابط .
كذلك لابد من استثمار كل العلاقات الخارجية الدولية بمايصب في مصلحة دعم ومساندة الثورة والشعب السوري المغلول والمغلوب على أمره ، والتخفيف ماأمكن من معاناته مع نظام لايرعى ذمة ولاضمير ، ولايأبه لأي قيم وطنية وإنسانية .
إن الثورة السورية هي شأن سوري ، ولكنها أيضا شأن عربي وإقليمي ودولي . ولابد من تضافر كل الجهود الذاتية والموضوعية : الوطنية الدولية لتخليص الشعب السوري من محنته ومأساته المتواصلة منذ عامين .
وإن الثورة السورية اشتعلت لإنهاء الاستبداد والديكتاتورية ، ومن أجل رفع الإكراه والظلم والقهر السياسي والمدني عن كاهل الشعب السوري لعقود . ولبناء نظام سياسي ديمقراطي جديد يستوعب الجميع ويؤمن المشاركة لكل السوريين سواء بسواء . ولابد من التركيز على أن الثوارهم من يطالبون بالسلمية والخيار السياسي كسبيل وحيد للحل ، وأنه لاوجود لطرف آخر ( النظام الحاكم ) . وبالتالي يجب على العالم أجمع أن يدرك الحقيقة الساطعة التالية : النظام الحاكم ، وتحديدا قيادته الفاعلة والفعلية : السياسية والعسكرية ، وبتحديد أكثر : الأسد وأعوانه من العسكريين والأمنيين والسياسيين هم خارج أي حل سياسي في سوريا الراهنة والمستقبلية . الأسد وزمرته خارج أي حل تفاوضي أو حوار ، ببساطة لأن أي تفاوض أو حوار هو حول إزالة سرطان الأسد وزمرته وسلطته من المشهد السوري السياسي الكارثي . ولن تستقر سورية بدون رحيل حكم الأسد ، وهو المشكلة التي تحتاج إلى الحل ، فكيف له أن يكون جزءا من الحل ؟

انطاكية 24/2/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحا ديمقراطية
رياض ( 2013 / 2 / 25 - 11:28 )
بصراحة وبمجرد مشاهدة صورتك الشخصية اكتفيت وتاكدت من ان جبهة النصرة والجيش الحر (من كل الاخلاق)سيقومان بوضع اسس لدولة ديمقراطية علمانية تتساوى فيها جميع الطوائف والاجناس فمرحا بالديمقراطية

اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -


.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا