الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 1 ـ

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2005 / 4 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بدأت علاقة الانسان مع التقويم منذ زمن بعيد جدا عندما لاحظ تكرارحدوث المواسم المناخية بشكل ثابت ، حيث الصيف والشتاء يتعاقبان بشكل مستمر وثابت . وقد كان لهذه الظاهرة تأثير كبير على النشاط الزراعي للمزارعين ، كما لاحظ تغير اتجاه الريح من موسم لاخر وكانت هذه الظاهرة لها تأثيراته على الجولات البحرية للعاملين بالمراكب الشراعية ، كما لاحظ الرعاة تكاثر الحشائش والاعشاب في مواسم الربيع . وهكذا بدأت علاقة الانسان القديم بالتقويم استنادا الى الظواهر المناخية المتكررة بانتظام . وبمرور الزمن ومع تراكم الخبرة عرف الانسان القديم مفهوم السنة أي المدة التي تستغرقها الظواهر المناخية أو المواسم الزراعية لتتكرر مرة أخرى . ثم بعد ذلك استحدث مفهوم الشهر عندما قسمت السنة الى 12 جزء كل جزء سمي شهر . وقد ظهر فيما بعد مفهوم التقويم عندما احتاج الانسان القديم الى ربط الزمن بحدث مهم وبالتالي فالتقويم استنادا الى حدث مهم هو أشبه بمرجعية لحسابات الزمن وهو في الحقيقة ربط الزمن بالتاريخ من خلال حدث تاريخي مهم في حياة المجتمع او المجموعة البشرية التي تعيش في بقعة محددة , وعادة كان الانسان القديم يؤرخ لاحداث لها اهمية في حياته ( كارثة طبيعية ، حرب أو غزوة ، ولادة شخص مهم أو وفاته ، .......الخ ) وعند قيام المجتمعات القديمة وتأسيس الممالك ظهرت تقاويم تؤرخ لأحداث مهمة في تاريخ تلك الممالك مثل تاريخ قيام المملكة أو تاريخ اعتلاء أحد الملوك الجبابرة للعرش أو تاريخ وقوع أحدى الحروب أو الغزوات المهمة والحاسمة ، والتقاويم القديمة أسست على هذا الاساس وبالتحديد اعتلاء الملوك للعرش او انتصارات الملوك في المعارك وبالتالي فان التقاويم كانت ذات مرجعية سلطوية . وعندما ظهرت فيما بعد الاديان وانتشرت بين الشعوب ظهرت التقاويم التي ارتبطت بمؤسسي الاديان أو بحدث كبير ومهم في تاريخ ذلك الدين وبالتالي اصبحت التقاويم ذات مرجعية دينية ، وهذا شيء طبيعي فالاحداث التي لها وقع كبير وتأثير عظيم على حياة الانسان تبقى عالقة في ذهنه وراسخة في ذاكرته وتعتمد من قبله كمرجعية عندما يؤرخ لأي حدث آخر في حياته . في الوقت الحاضر توجد في العالم عدة تقاويم واغلبها ذات نطاق أقليمي ومحدود الانتشار ماعدا التقويم الذي يستند الى ميلاد مؤسس الديانة المسيحية حيث يعتبر هذا التقويم ذو نطاق عالمي ، ونحن من وجهة نظرنا نعتبر هذا التقويم يستند الى مرجعية دينية ، ونعتقد ان جميع التقاويم المتداولة في العالم حاليا هي تقاويم ذات مرجعيات دينية أو قومية أو أقليمية ومثل هذه التقاويم لايجوز تداولها في العصر الجديد لان مرجعياتها لا تناسب عصرنا . اننا نقترح الغاء جميع التقاويم المتداولة حاليا واستحداث بدلا منها تقويم جديد، واستنادا الى الثوابت المبدأية التي عرضناها سابقا في مقالتنا ( عقيدة العصر الجديد ) وبالتحديد في فقرة ـ المرجعيات ـ حيث بينا ان المرجعية الاساس في تنظيم شؤون البشر ومصالحهم هي مرجعية الطبيعة وفي حالة تعذر الاستناد الى هذه المرجعية فيتم الاستعانة بالبدائل المناسبة وهي هنا مرجعية ( الاقدمية ) لكونها الاسبق على مرجعيتي ( الاكثرية ،الحسابية ) وحيث انه يتعذر اتخاذ الطبيعة كمرجعية للتقويم الجديد لذا يتم الاستعانة بأسلوب الاقدمية كمرجعية للتقويم من خلال اعتماد أبرز الدلالات أو العلامات في التاريخ البشري القديم وهو يعتبر حلا مقبولا لهذه الاشكالية ، والسبب في اختيارنا لأقدم حدث أو علامة بارزة في التاريخ القديم هو اننا نعتبر التقويم بمثابة عملية حسابية تعني العد ، ومن الطبيعي عندما يرغب الانسان في أن يعد كمية عددية أن يبدأ بالعد انطلاقا من نقطة الصفر لسهولة العد بهذا الاتجاه بينما العد من القيمة السالبة الى القيمة الموجبة تسبب بعض الارباك وهذا ما نلاحظه في التقاويم المتداولة حاليا ، فالاحداث التاريخية وفقا لهذه التقاويم تحمل القيمتين ( القبل ) و( البعد ) أي السالب والموجب ( مثل : قبل الميلاد وبعد الميلاد ) ، واننا اذا اخترنا أقدم علامة أو دلالة بارزة في التاريخ القديم للحضارة الانسانية واعتبرناها نقطة الصفر التي نبدأ من عندها عد السنين فان ذلك سيكون حلا مناسبا لهذه الاشكالية لكونه سيكون ملبيا لمتطلبات العصر الجديد للبشرية ولا يستند الى أي مرجعية دينية أو قومية أو اقليمية . وحسب معلوماتنا فان هناك عدة علامات بارزة في التاريخ القديم للحضارة البشرية وانه ينبغي الاتفاق على اعتماد واحدة منها لتكون مرجعا للتقويم العالمي الجديد ، وأود أن أستعرض هنا أهم هذه العلامات البارزة :
1 ـ اكتشاف النار 2 ـ اكتشاف الزراعة 3 ـ اكتشاف التعدين 4 ـ اكتشاف الكتابة 5 ـ قيام أول قرية بدائية أو مجتمع بدائي في العالم القديم 6 ـ قيام أول مملكة أو كيان سياسي في التاريخ القديم 7 ـ ظهور أول زعيم أو حاكم في التاريخ القديم .
هذا ما يتعلق باختيار المرجعية المناسبة للتقويم العالمي الجديد والذي نقترح تسميته ( التقويم الحضاري ) . والان ننتقل الى نقطة أخرى لها علاقة بالتقويم الجديد وهي تحديد اليوم الاول من السنة ، فمن المعروف حاليا ان اليوم الاول من السنة هو اليوم الاول من شهر كانون الثاني ( يناير ) وفقا للتقويم العالمي حاليا ( التقويم الميلادي ) ، وطبعا واضح ان اختيار هذا اليوم يستند ايضا الى مرجعية دينية ونحن نعتقد انه ينبغي اختيار يوم آخر بدلا من هذا اليوم ليكون بداية للسنة الجديدة ، ونرى انه يمكن الاستناد الى مرجعية الطبيعة في تحديد هذا اليوم تطبيقا للمبدأ الثاني من فقرة المرجعيات في عقيدة العصر الجديد والتي تنص على ( ان المرجعية الاساس في تنظيم شؤون البشر ومصالحهم هي الطبيعة ، وان أي تنظيم أو ترتيب لا يستند الى هذه المرجعية يعتبر مفرق للبشر ) هذا واننا ندعو الى ان يشمل التغيير كذلك أجزاء السنة ( الشهر ، الاسبوع ) فهذه الجزئيات ينبغي الغائها لانها تستند الى مرجعيات دينية أو عقائدية قديمة ولم تعد تناسب طبيعة هذا العصر وانه ينبغي أستحداث جزئيات جديدة للسنة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة