الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصورات أولية لمعالجة المسألة التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان

ابوعلي طلال

2005 / 4 / 3
حقوق الاطفال والشبيبة


ورقة مقدّمة إلى اللقاء التربوي – التعليمي الفلسطيني في مدينة صيدا

إن العنوان التربوي التعليمي للفلسطينيين في لبنان هو من العناوين التي تناولها العديد من المهتمين والباحثين منذ السنوات الاولى لقيام مدارس الانروا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وذلك لخصوصية تلك التجربة إن من ناحية الظروف الجيوسياسية التي رافقت تلك التجربه أو من ناحية الظروف الاجتماعية القسرية والصعبة التي عانتها تلك التجمعات والمخيمات...وقد أسهب الدارسون في تقديم كل العوامل المؤثرة في تلك العملية التربوية والتعليمية والتي تطرقت للنقاط التالية:
• الظروف السياسية والامنية للمخيمات
• الظروف الاقتصادية والاجتماعية
• الانروا (الحالة البنيوية للمسالة التعليمية )
وبالحديث عن العناوين الرئيسية السابقة الذكر تتحدد المعالم التي تتم فيها تلك العملية التعليمية والتربوية للاجئيين الفلسطينيين في لبنان.

اولا: الظروف السياسية والامنية للمخيمات

منذ اللحظات الاولى للنكبة وبعد الاستقبال الايجابي من جماهير شعبنا اللبناني لعموم اللاجئيين الفلسطينيين...والتي تلتها العديد من القوانين المجافية لكل مواثيق الدول وحقوق الانسان وفي ظل معاناة تحمل في طياتها كل اشكال البؤس والتشرد بدأت اجهزة القمع ممثلة بـ "المكتب الثاني" بسياسة القمع والتنكيل في زنازين معتقلاتها والتي أدّت إلى ردود فعل فلسطينية حيث تحول المخيم الفلسطيني رويدا رويدا لمعسكرات تعد اجيالا للتحرير لا تحلم الا بفلسطين والعودة اليها.
وبعد احداث أيلول الأسود في الاردن وانتقال قيادة الثورة الفلسطينية الى لبنان والذي ترافق مع بروز الحركة الوطنية اللبنانية (ممثلة بتظاهرات عمال التبغ /معمل غندور وصيادي الاسماك في صيدا – احداث ساحة نيسان 1969م )، بدات ملامح الحرب الاهلية في لبنان والتي اندفعت فيها بعض القوى اللبنانية بكل قواها للانقضاض على الثورة الفلسطينية وتدميرها مما أدى الى الحرب الدامية والتي أدت الى زوال وتدمير العديد من المخيمات الفلسطينية ( تل الزعتر – جسر الباشا ) وصولا للاجتياحات الصهيونية المتكررة والاجتياح الصهيوني عام 1982م وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا مرورا بحرب المخيمات الدامية ونتائجها الكارثية على المجتمع الفلسطيني في لبنان وصولا لاتفاق الطائف واتفاق اوسلو وانعكاساته على البنى الاجتماعية والسياسية الفلسطينية في لبنان وما تلا ذلك من تشرذمات في المجتمع الفلسطيني مما خلق وما يزال يخلق إرباكا وتدهورا مستمرا بالوضع الامني والسياسي لهذا المجتمع وتجلى ومايزال بتعدد المرجعيات واللجان الشعبية بالمخيم الواحد والاهتزازات الامنية التي تشهدها المخيمات من حين لآخر. كل ذلك انعكس سلبا على مجمل العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان.

ثانيا: الظروف الاقتصادية والاجتماعية

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وكنتيجة حتمية للظروف الامنية والسياسية آنفة الذكر، في ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد والصعوبة. فالبطالة هي في أعلى مستوياتها مما يسبب انتشارا كارثيا لحالات العسر الشديد وتفشي العديد من المشكلات الاجتماعية والتي أدت نتائجها على مدى السنوات الى ازدياد في نسب الأمية والتسرب من المدارس وعمالة الاطفال واندفاع الشباب بشكل عام نحو التدريب المهني الغير تعليمي من خلال الالتحاق بورش الحدادة والمكانيك........الخ المترامية في محيط المخيمات. ويفقد الشباب الأمل بالمستقبل في ظل الفقر والحرمان وقوانين تلامس العنصرية بمضامينها التي تطال أحلامهم وتطلعاتهم وتقرها الدولة اللبنانية المضيفة تحت عنوان لم يعد ينطلي على احد ( محاربه التوطين ) وكأن لا حل غير ذلك، مما يدفع بالعديد من العائلات الفلسطينية وخاصة الشباب نحو التهجير والتشتيت.

ثالثا : الانروا الحالة البنوية للعملية التربوية والتعليمية

تتحمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين المسؤولية الاساس في ادارة مجمل العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان (أكثر من 90% من المدارس والمعاهد التي يتلقى فيها الفلسطيني مراحلة التعليمية المختلفة تخضع لسلطتها الادارية ) حيث تسود العديد من السياسات والبرامج التي شاخت والامكانيات التي تتقلص دوما والمكونات الادارية التي لم تلحظ التطور العددي والتكنولوجي للمستفيدين وكفاءة وآليه التوظيف التي يشوبها العديد من الملاحظات الجوهرية.


وفي محاولة جدية لوضع تصورات وخلاصات لتحسين الشروط التي تتم فيها العملية التربوية والتعليمية للفلسطينيين في لبنان لابد من معالجة جادة للمسائل التالية:

• اعادة تفعيل وبناء مؤسسات م ت ف كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين في الوطن والشتات وبما يضمن توفير افضل السبل والوسائل للمشاركة الشعبية والكفائات المدنية وتوحيد المرجعية الفلسطينية السياسية والشعبية لتقوم بدورها ومسؤوليتها في متابعة العملية التربوية والتعليمة ومكافحة شوائبها.
• إقامة حوار فلسطيني فلسطيني لضبط الظروف الأمنية والسياسية داخل المخيمات ووضع كل القوانين واتخاذ كل الاجراءات التي تجنب الحياة التربوية والتعليمة العديد من المشكلات.
• إقامة حوار فلسطيني لبناني لمعالجة كل المشكلات التي رافقت العلاقة الفلسطينية اللبنانية وتصويبها ومعالجة كل القوانين المجحفة التي تطال الانسان الفلسطيني المقيم في لبنان قسراً.
• تفعيل الاتحادات النقابية والمهنية واللجان ذات الصلة بالعملية التربوية والتعليمية للقيام بدورها وتحمل مسؤولياتها ( اتحاد المعلمين والموظفين – اتحاد الطلبة – لجان الاهل ).
• النضال من اجل تحسين البرنامج التربوي والتعليمي المتبع في الانروا ومكافحة كل اشكال الخلل في ادائها وعلى مختلف المستويات وبما يؤدي الى تفعيل وتنشيط العملية التربوية والتعليمية وتوفير كل المقومات لذلك والاهتمام بالمعلم كثروة بشرية وحلقة رئيسية من حلقات العملية التربوية والتعليمية وعلى كافة المستويات.
• اعطاء الاهتمام الاكبر بمؤسسات العمل المدني والاجتماعي كرديف حقيقي وفاعل في العملية التربوية التعليمية والعمل على ايجاد صيغ من التشبيك والشراكة فيما بينها لتطوير خدماتها وبرامجها وبالاخص تلك المؤسسات العاملة في اطار العملية التربوية التعليمية ( رياض الاطفال – برامج التدعيم ومكافحة التسرب المدرسي......الخ ).

ان الحديث عن حلول للمشكلات التي تواجهها العملية التربوية والتعليمية في اوساط الفلسطينيين المقيمين قسرا في لبنان....يبقى مجرّد حديث ما لم يتم العمل على معالجة كل الجوانب والعوامل المؤثرة في هذة المسالة وفي مقدمتها "المرجعية الفلسطينية" التي تتحمل مسؤوليتها تجاه شعبها والتي تعبر عن تطلعاته وطموحاته وهي المدخل الاساس في معالجة هذة المسالة وكل المسائل المتعلقة بالوجود المدني الفلسطيني في لبنان وقدرته على التكيف والتنمية والاستمرار وليتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة يحملون رغبتهم الجامحة بالحياة وحلم لم يفارقهم بالعودة لديارهم التي شردوا منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سلمان أبو ستة للميادين: الصهاينة تتبّعوا اللاجئين خارج فلسطي


.. هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤ




.. اعتقال ثلاثيني قام بعملية طعن بسيف في محطة مترو شمال شرق لند


.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال




.. سيناريوهات إصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو