الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق أم مكارم

عمر قاسم أسعد

2013 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حقوق أم مكارم

مكتب يغص بالمراجعين وكلهم رجاء وأمل أن يتم تلبة حاجاتهم من قبل نائب منطقتهم ، وفي عيونهم دموع يمنعها الكبرياء وبقية من كرامة ،
إمرأة زوجها في السجن تجر خلفها طفلين والثالث رضيع تضمه لصدرها ، لم تجد هذه الأم ثمنا لعلبة الحليب انهالت دموع القهر من مآقيها .
نسوة كثر أزواجهن لا بعملون نتيجة المرض الذي اقعدهم ولم يعد لهن ولاسرهن من معيل يتوسلن أن يتم صرف راتب من التنمية الاجتماعيه ،
عمال ما زالوا يتعرضون لأبشع أنواع الاستغلال وتحت طائلة الضغط الجسدي الذي لا يتناسب مع الحد الأدنى من الأجور ،
طلاب وطالبات على مقاعد الدراسة الجامعية لم يعد ذويهم يمتلكون المال لأكمال دراستهم ،
الكثير الكثير من الهموم والمشاكل والاحتياجات ،
صوت إمرأة ــ قد خط على ملامح وجهها القهر والظلم ـــ ( الله ينتقم من كل جبار وظالم ، حسبي الله على الظالمين ) .
بؤس ، شقاء ، فقر ، حرمان ، قهر ، يجثم على صدور أبناء الوطن
من المسؤول عن كل الأسباب التي أوصلت المواطن إلى هذه الدرجة ليستجدي حقوقه ؟،
أوليس من المفروض أن يعيش المواطن بكرامة وينعم بالأمن والاستقرار !
أليس المفروض من الدولة أن توفر كل ما يحتاجه المواطن وأن تتلمس احتياجاته وتعطيه حقوقه !
إن كل ما يستجديه المواطن هو حق طبيعي ، ولكن هي سياسة متبعة للدولة بأن قزمت نائب الوطن إلى وسيط ما بين الحكومة والشعب ، والنائب لم يعد له أهمية في التشريع والمراقبة لأن الحكومة إغتصبت دوره ومنحته دور الوسيط الخدماتي ،
في الكثير من دول العالم المتحضرة هناك قانون لحقوق الحيوانات وفي وطننا العربي هناك واجبات على المواطن وليس له أدنى حق ، بل ترسخت عقيدة ثابتة أن هناك من يمن ويتكرم على المواطن وأصبح قانون للهبات والمكارم على المواطن وتم ترسيخ قاعدة أن النائب هو من لا ينوب عن المواطن ولا حتى عن نفسه ، النائب وسيط لايصال حقوق المواطن بشكل هبات ومكارم ليسبح المواطن بحمد ولي الأمر وصاحب النعمة والمكرمة .
لقد وصل الأمر أن يستجدي المواطن حقه بالتعليم والعلاج والعمل ، وما زال المواطن يستجدي لقمة العيش ، يستجدي الطمأنينة والعيش الكريم ،
هناك من يعمل على تحويل المواطن إلى متسول ويبقيه في دائرة الحاجة للمزيد من الاستجداء .
سعادة النائب ـ ومن مكتبها ــ بذلت كل ما وسعها وعايشت واقع هي ليست ببعيدة عنه ، وعدت أنها ستعمل جاهدة لحل بعض القضايا التي بمقدورها ، ولكن المشهد يتكرر كل يوم ولا يوجد في الأفق ما يبشر بالخير .
وعلى المواطن أن يزداد فقرا وأن يستجدي حقه وعلى الحكومة أن تمعن في سياستها لتجويع الشعب ، وعلى الفاسدين أن يستمروا في نهبهم للقضاء على ما تبقى من الوطن .
وحتما لا بد أن يستيقظ المواطن مغ غفلته عندما لا يجد في جيبه ثمنا لرغيف الخبز ليسد به جوع أطفاله ، عندها لن يقف بوجهه سوى موته ،
الأيام القادمة حبلى ببوادر ثورة قادمة لاستعادة الحقوق .

عمر قاسم اسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع


.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة




.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت


.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا




.. بلا مناصب رسمية.. أدوار مهمة لـ-السيدة الأولى- في الدول المخ