الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / عبد الزهرة يتزوج عائشة

سلمان عبد

2013 / 2 / 25
كتابات ساخرة



كلام كاريكاتيري
عبد الزهرة يتزوج عائشة

في المسرحية الكوميدية " الجرة " للكاتب الايطالي لويجي بيراندللو ، كانت ثيمتها الاساسية عن ( مصلـّح ) للجرار يطلب منه احد الفلاحين اصلاح جرته المكسورة ، والمصلح الهمام يجلس في داخلها ويبدأ بلصق القطع المكسورة حتى يتم اصلاحها وهوبداخلها ، وحين يريد الخروج لم يستطع ، وهنا تبدأ المشكلة . وقد حدث ما يشبه هذه المسرحية. وكنت انا شاهد عليها .
في الاربعينات من القرن الماضي وكنت طفلا في الصف الاول الابتدائي ، كنا نسكن وقتها في مدينة شثاثة " عين التمر" القريبة من كربلاء ، وهي مدينة مشهورة بالتمر الذي جاء اسمها منه ، وفي موسم القطاف تعج بتجار التمر الذي يشترونه ويسوقونه الى كربلاء او بغداد ، وكان الشارع الوحيد بالمدينة رغم ضيقه يضج باللوريات التي تحمل التمور ، لكن حدث شيء غريب ومذهل ، اذ دخلت المدينة سيارة عملاقة " تريلة " لنقل التمر لم نر مثلها من قبل وحين توسطت الشارع سدت الطريق وتجمع خلق كثير لمشاهدة هذا الشيء العجيب ، حتى ان احدهم اخذ يعد تايرات السيارة الكثيرة وصرخ قائلا :
ــــ الله يا ربك ، سيارة باربعطش جرخ !!!!
والتقطها احد الخبثاء وسوقها لاهالي كربلاء واصبحت " لازمة " لكل كربلائي حين يرى احد من اهل عين التمر وهو تنابز معروف بين مدينة واخرى ، فيقول :
ــــ الله يا ربك سيارة باربعطش جرخ .
حين فرغ الحمالون من تحميلها ، استعد سائقها ( عبد الزهرة ) الذي اصبح نجما مشهورا لكي يعود بها الى كربلاء وكان عليه في هذه الحالة ان يستدير للعودة ، وهنا حدثت المشكلة ، كيف تستدير هذه السيارة الطويلة العملاقة في شارع ضيق جدا وقد حشرت فيه ؟ واسقط في يد السائق ، وتوالت الاقتراحات عليه ، واغلبها مضحكة نكاية بالسائق عبد الزهرة ، فمنهم من اقترح ان يرجع " بك " الى كربلاء ويجنب نفسه الاستدارة ، واخر اقترح ان يذهب الى فسحة تبعد كيلومترين ويستدير بعد ان يقتلع مجموعة من النخل وتمهد الارض ، واخر اقترح ان يخرج بالسيارة خارج المدينة الى الصحراء ويستدير ويكر راجعا مكملا مشواره الى كربلاء فاستحسن الفكرة وحين عاين المكان رجع خائبا لان الاستدارة في الرمال قد تنغرس السيارة فيها وتكون المشكلة اعوص ، ما الحل اذن ؟ جاء الحل من احدهم حين اقترح ان تسير السيارة قدما الى الامام ولا تعود الى كربلاء بل تواصل سيرها الى مدينة "الرحالية " ومن ثم الى مدينة الفلوجة والرمادي حتى تصل الى الحدود السورية في مدينة " حصيبة " وتفرغ حمولتها هناك ، لان التجار انفسهم يبيعون التمر هناك ولو فعل عبد الزهرة لاختصر الطريق وسيربح التاجر اضعافا لان سعر التمر في حصيبة مرتفع لتصديره الى سوريا ، وراقت الفكرة للسائق والتاجر، وسارت وعين الله ترعاها ، وبعد ايام عادت التريلة من جديد واخذت حمولتها وتوجهت الى حصيبة ، وصار الطريق سالكا وفتح باب للتجارة جديد ، واصبح تصدير التمر من عين التمر الى حصيبة مباشرة ، ولازلت اتذكر " مربع " شاع وقتها في عين التمر يتغنون به :
" عيشة وصفت بحصيبة والزلمة تارس جيبة "
اما عبد الزهرة فقد راقت له الشغلة وعقد صداقات مع اهل مدينة حصيبة وكان يمدحهم لطيبتهم واكرامهم للضيف وتعرف على احدى العوائل وتزوج ابنتهم " عائشة " وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات .
ارفعوا ايديكم بالدعاء للرب الكريم ان يخزي رجال الدين من المتطرفين ورجال السياسة من الطائفيين ، امين يا رب العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تراره
ايار العراقي ( 2013 / 2 / 26 - 01:59 )
ذكرتني بتراره
سيدي الفاضل عرفتك رساما رائعا وهاانت تثبت اهليتك ككاتب
تقبل مودتي وشكرا للفكرة الجميلة والهادفة

اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد