الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطلس الكبير الغربي المغربي:أي تهيئة

العثماني والغازي

2013 / 2 / 26
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يقع المغرب في الشمال الغربي لإفريقيا ويشغل مساحة تناهز 710.850 كلم2 ويسود فيه المناخ المتوسطي المعتدل شمالا وغربا، المتسم بالقارية في الداخل. أما التساقطات فتتميز بالضعف وعدم الانتظام مع تردد كبير لظاهرة الجفاف ويعتبر المغرب من الدول التي تعرف التنوع البيولوجي ، وتنوع المنظومة البيئية وسوف أقتصر هنا على الأطلس الكبير الغربي الذي توجد فيه اعلى قمة جبلية (توبقال 4165) الذي يمتد الأطلس من المحيط الأطلنتي غربا إلى فج تيزي ن تيشكا شرقا .

إن الإستقرار البشري القديم في الأطلس الكبير الغربي، جعل هذا المجال يعرف تهيئة فريدة وتدبيرا جماعيا للمجال ، فالمنطقة تعرف تدهورا مهما ونشاطا مورفوتشكاليا متواصلا بحكم تظافر مجموعة من المعطيات الطبيعية كسيادة البروزات الهشة ، ضعف التغطية النباتية، تناقص التساقطات .والعنصر البشري يبقى حاسما في زيادة من حدة مظاهر التدهور ، من خلال انماط استغلاله التي تتناقض وطبيعة المجال
إن الطبوغرافية الهشة للمجال والضغط المتزايد على الموارد المتمثل أساسا في الضغط على المراعي والغابات، جعلت هذا المجال يعرف دينامية بيئية خطيرة ، حيث أن اتساع الزراعة على حساب المراعي ، أدى إلى ظهور صحراء نباتية حقيقية بسبب فرط الرعي واقتلاع الأعشاب بجذورها في محيط التربة والمرتفعات المجاورة حيث تظل بقايا الأشجار الهزيلة الشاهد الوحيد على تواجد قديم للغابة، كما أن الغابة تعرف تدهورا حقيقيا والمتجلى أساسا في الإستغلال العشوائي ، ولا غرو ان المناخ القاحل والبرد القارس يؤدي إلى قطع الأخشاب للتدفئة وإنتاج الفحم، فالعزلة الجغرافية والسياسية جعل الساكنة ، مما لا ريب فيه أن تضغط على الغطاء النباتى الطبيعي ، حيث اصبحت غابات البلوط الاخضر ، العرعار ، و الأركان الملاذ الاساسي لهذه الساكنة في توفير جل المتطلبات.علاوة على توسع الزراعة على حساب المراعي فتنوع الاوضاع الإعتبارية للأراضي يتطلب تدبيرا معقدا لهذا النظام الزراعي الغابوي الرعوي الخاضع لثلاثة مصادر قانونية : التشريع الغابوي ، والقانون العرفي والتشريعات الخاصة بالإرث( الناصري الجبال المغربية مركزيتها أهميتها مكانتها ص 137)، هذا ما جعل التدبير الجماعي للموارد يعرف اندثارا مستمرا.
إن هذا الخلل يؤدي إلى نشاط التعرية رغم التهيئة المحلية للسكان في بعض الجبال المتمثلة أساسا في غراسة الجوز والزيتون في جبل المتوسط الإرتفاع ، و انتعاش الورديات بفعل عائدات المهاجرين و ما يزيد من الإختلال في المنظومة البيئية للأطلس الكبير الغربي غياب التجانس السكني في بعض المدن القليلة الضاربة في الجبل( تاحناوت نموذجا)،وكذلك النمو الديمغرافي الذي يتجاوز المعدل الوطني.
إن ما نخلص إليه من هذا التفاعل بين المناخ القارس والإستغلال المكثف للمجال، جعلت الأطلس الكبير الغربي يدخل ضمن المجالات التي تتصف بالتصحر، ولهذا على المتدخلين ايلاء الإهتمام لهذا المجال الذي كان وما يزال يلعب دورا في دون توغل المؤثرات الصحراوية نحو الشمال.
إن الأطلس الكبير الغربي فقد مكانته التاريخية التي كانت أساسا منبع الدول وخاصة دول المغرب الوسيط( الموحدين...)، اما حاليا فهو يعيش تهميشا مقصودا، لا إلا انه مجالا أمازيغيا ، أريد له أن يعيش في العزلة والإقصاء من المواطنة الأم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل