الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلاك بلوك ومصر

غادة هيكل

2013 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


البلاك بلوك
********
بدأت تظهر فى مشهد الأحداث منذ بداية عام 2013 قبل الذكرى الثانية لثورة 25 يناير ، مع نزول "التراس" الاهلى للشارع،ما يسمى بمجموعات البلاك بلوك، وكانت تقوم بقطع الطرق والإشتباك مع قوات الأمن بشارعى محمد محمود والقصر العينى، وأهم مايميز هذه المجموعات هي القمصان السوداء التى يرتدونها وتلثيم وجوهم بعصبات أعين سوداء، بالإضافة إلى تحركهم بشكل منظم فى قلب الأحداث مما يدل على أنهم مدربين جيدا.

فكان لابد من القاء الضوء على هذه المجموعات الجديدة التى أثارت جدلا واسعا فى الأوساط المختلفة :
نبذة تاريخية :
لم ياتى البلاك بلوك أو الكتلة السوداء عشوائيا ولكن كان ذلك نتاج لبعض ممارسات الشرطة القمعية والعنيفة ضد السكان وقد نشأت ظاهرة الكتلة السوداء فى ألمانيا فى الثمانينات من القرن الماضى وارتبطت بأعمال الشغب ، ونمت هذه المجموعات فى ألمانيا منذ عام 1997و1980 ، وذلك لمناهضة عنف الشرطة ضد النشطاء المناهضين للأسلحة النووية وكذلك واضعى اليد على الأراضى والممتلكات فى بعض المدن مثل هامبورج وبرلين وكروزبرج ،
قاوم واضعي اليد ذلك من خلال وضع اليد على مساحات جديدة ، عندما تم طردهم من القديمة . بعد حملة الإعتقال الجماعية
نُظمت مظاهرات لدعمهم في العديد من المدن الألمانية . و قد أطلق علي هذا اليوم اسم الجمعة السوداء عقب مظاهرة في برلين نزل فبها بين 15,000 و 20,000 شخص إلى الشوارع ودمروا منطقة تسوق فاخرة . كان تكتيك لبس ثياب سوداء وأقنعة مماثلة يعني أن الإستقلالين كانوا أكثر قدرة على مقاومة الشرطة ومراوغة تحديد هويتهم . وأطلقت عليهم وسائل الإعلام الألمانية "دير شوارتز بلوك" "Der Schwarze Block" أو ("الكتلة السوداء.
استمرت سلسلة القمع والمظاهرات التى شملت العديد من المدن واتخذت مظاهر العنف المنظم من قبل تلك الجماعات والأعداد الهائلة التى تكونت حتى فاقت أعداد الشرطة
وهاجم المتظاهرون الشرطة بكرات صلب أطلقوها بالمقاليع وبالحجارة والألعاب النارية وقنابل المولوتوف .
واستطاع واضعى اليد فى النهاية من اجبار سلطات المدينة بالتصديق على قانون وضع اليد .
فى القرن الحادى و العشرون تواصلت المظاهرات فى مواعيد معينة وبشكل دورى مثل عيد العمال واتست جميعها بالعنف حتى فى عام 2007 ومع انعقاد قمة مجموعة الدول الثمان الصناعية فقامت كتلة سوداء من 2000 شخص قاموا ببناء حواجز وأضرموا النار فى السيارات وهاجموا الشرطة خلال مظاهرة جماهيرية في رستوك وأصيب 400 رجل شرطة و500ناشط ومتظاهر
وأيضاً منذ عام 2008 في هامبورغ ،أصبحت "أعمال شغب عيد العمال" الدورية بعد مظاهرات 1 مايو من كل سنة في برلين أكثر حدة، وتصاعد العنف بشكل كبير من الإستقلالين ضد ضباط الشرطة والأعداء السياسيين في مظاهرات مجموعات اليسار المتطرف.
لم تتوقف تلك المجموعات فى حدود المانيا وانما انتقلت إلى المجتمع الدولى :
استخدم البلاك بلوك فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1989و1990 فى احداث يوم الارض فى وول ستريت وكذلك فى الاحتاجات ضد حرب الخليج واستخدمت تلك المجموعات فى اتحاد الحب والغضب الثورى الفوضوى وهو منظمة من منظمات أمريكا الشمالية النشطة فى نيويورك واكتسبت الكتل السوداء أهتمام وسائل الاعلام بما سببته من اضرار مادية للممتلكات .
أما فى مصر فقد ظهرت تلك المجموعات مع الذكرى الثانية للثورة المصرية فى 25 يناير 2011 .

واعلنوا من خلال صفحاتهم في المواقع الاجتماعية عن انشاء "الكتلة الثورية السوداء Black Block" كتكتيك لمعارضة الحكم الاسلامي.
وورد فى الصحف أنهم قد هاجموا مقرات عديدة للإخوان والمباني الحكومية وأوقفوا حركة المرور وخطوط المترو في أكثر من 8 مدن مصرية..

أوقفت السلطات على اثرها العديد من الأشخاص يرتدون أقنعة سوداء، بعد أن ضبطوا وهم يسدون الطرق وكان بحوزتهم فرد خرطوش وطلقات
أعلنت النيابة العامة المصرية أنها تجري تحقيقات موسعة في شأن ضبط متهمين بالانتماء لتنظيم "بلاك بلوك" داخل أحد العقارات المطلة على ميدان التحرير، وبحوزته "مخطط يستهدف شركات البترول والمواقع الحيوية
وبعد التحقيقات الأولية صنفت النيابة العامة تنظيم البلاك بلوك كجماعة إرهابية منظمة، وأمرت بضبط و إحضار كل من هو منضم مع هذه الجماعة، بتهمة إنشاء منظمة إرهابية و إدارتها.
من أهم صفات مجموعات البلاك بلوك :

تتكون كل مجموعة من مجموعات "البلاك بلوك" من حوالى 20 – 40 شاباً و لا يشترط الجنس ، حيث نجد أن هناك مجموعات تضم فتيات فى قوامها، و هى مجموعات إتسمت بالنظام و لكل مجموعة قيادة و يلتزم أفراد كل مجموعة بتعليمات القياده، كما أنهم أعدوا انفسهم بصورة جيدة و يعرفون أهدافهم جيدا، وعادة ما يكون فى أوساط كل مجموعة عناصر مسلحة بفعل ما توافر بالسوق المصرى من سلاح غير شرعى سواء كان مهرباً أو مصنعا محلياً بحيث يضمن أعضاؤها تغطية عمليات الإنسحاب فى حالة تعرضهم لموجات عنيفة من الأمن أو من أى مجموعات أخرى، وشعارهم الأساسى هو " الله – الوطن – الثورة " .
وهدف المجموعات المصرية هو توضيح أنه رغم تناثرهم فى العديد من المحافظات لكنهم يعملون تحت مظلة واحدة أطلقوا عليها "إتحاد أشباح الثورة" ، كما إتخذت بعض المجموعات منها إسم كتيبة المشاغبين نسبة الى "الـهوليجانز Hooligans" و هى مجموعات ظهرت فى بريطانيا و تنتهج سلوك غير شرعى و غير قانونى فى تصرفاتها مثل عمليات الشغب و التنمر و التخريب المتعمد للممتلكات العامة والخاصة .

وأعلنت هذه الحركة (على مواقع التواصل الاجتماعى) مسئوليتها عن حرق مقر الإخوان المسلمين في السادس من أكتوبر، و اقتحام مقر موقع "إخوان أون لاين" وحرق مقر جريدة الحرية والعدالة وحرق مطاعم مؤمن، فضلاً عن تورطها في حرق الجزء
الخلفي للمجمع العلمي، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل تهديدات واضحة وصريحة تجاه عدد من الأماكن الحساسة والحيوية في البلاد على رأسها "مجلس الشورى" والمتحف المصري" فضلاً عن مجمع التحرير الإداري .

اختلفت أراء المحللين لإنتشار هذه الظاهرة على المجتمع المصرى المسالم حيث رأى البعض أنها نتاج للتحول من الصراع من اجل مصلحة الوطن إلى صراع على مصالح خاصة حيث أسهم في ظهور هذه الحركات فصيل سياسي أو آخر لتحقيق أهدافه، كما أن تعامل النظام الحاليبعدم اتخاذ إجراءات حاسمة مع أحداث مماثلة كالتي وقعت أمام المحكمة الدستورية
أو مدينة الإنتاج الإعلامي شجع مثل هؤلاء على القيام بأعمال عنف مماثلة كرد فعل لتخاذل السلطة فى ردعهم .
كما يرى البعض أن تلك الحركات ما هى إلا رد. فعل طبيعى لحالة عدم الاستقرار التي تمر بها مصر، والتي تفرز مظاهر متناقضة ومتعارضة تظل مستمرة حتى يستقر المجتمع سياسيا ومن ثم اجتماعيا.
بينما يرى بعض المتابعين لظاهرة البلاك بلوك أنهم
عصابة من المافيا الدولية هدفها تهيئ وتجهييز الشعوب التى بها ثورات وقلاقل سياسية لاحتلال الغرب لدول الشرق الاوسط تنفيذا لمشروع بوش الاب ثم بوش الابن ثم اوباما -مشروع تطوير وتهويد واحتلال الشرق الاوسط الجديد- بزعامة حلف الناتو؟
وهذا الرأى وإن لاقى بعض القبول إلا أنه لا يؤخذ هكذا على علته وإنما يحتاج إلى تحليل علمى ودراسة الموقف بشكل علمى وامنى *** وهنا نتطرق لراى الأمن فى هذه الظاهرة والذى حذر من تداعيات تلك الحركة و انه كلما كانت البيئة مناسبة لإنتشار وزيادة هذه المجموعات كلما كانت فرص الاتحاد بينهم أكبر، و بالتالى فإن هذه المجموعات مرشحة بصورة كبيرة لتفرض نفسها كأحد مفردات العمل السياسى خلال المرحلة المقبلة.
وقد يمتد الأثر السلبى لمثل هذه المجموعات فى استغلال بعض عناصر البلطجة وعناصر الجريمة نفس أساليب تلك المجموعات لتحقيق أغراض أخرى من عمليات السلب والنهب واشاعة الفوضى والخوف فى نفوس العامة تحت ستار من الثورية والتى هى بريئة منهم
فالثوار مسالمون منذ بداية الثورة ولا ينتهجون هذه الاساليب الاجرامية .

والسؤال الأن إلى من تنتمى هذه المجموعات فى مصر بكل هذا التنظيم والشبابية الملحوظة فجميع عناصرهم من الشباب لا ينتمى لهم أى من كبار السن ، وهى مجموعات منظمة ومدربة بشكل علمى ، وما الغرض الأساسى من انتهاج العنف وليس التعبير عن رايهم بسلمية الثورة المعروفة ، كل هذا سوف يجيب عنه كيفية تعامل الامن مع تلك المنظمة التى سميت بالارهابية ومدى تنامى قوتها فى مصر فى المرحلة القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صلاة العيد بين الأنقاض في قطاع غزة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. البيان الختامي لقمة سويسرا: تحقيق السلام يستدعي إشراك جميع ا




.. هدنة تكتيكية تثير الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية | #رادار


.. محادثات التهدئة بين شروط هنية وضبابية نتنياهو | #رادار




.. جدل واسع بإسرائيل إثر إعلان الجيش توقفا تكتيكيًّا للعمليات ج