الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلاميون ودورهم الفاضح

عقيل الواجدي

2013 / 2 / 26
الصحافة والاعلام


المُبتنى الاساس لأي عمل هو جوهره ، ثم قابلية هذا الجوهر على الارتقاء نحو أسس تكامله ، تنحى به نحو خلقِ ثوابت تُعتمد كنقطة انطلاقٍ نحو فضاءٍ يتسع ان يكون ارضاً لنمو هذه الثوابت .
انّ ماتعانيه الثقافة العراقية بشكل عام وبكافة اطروحاتها هو غياب هذه الثوابت بما يجعلها عائمة لايمكنها الاستقرار ضمن فضاء محدد وأسس ثابتة ، وبما لايمكنها امتهان سبيل الاستمرار ضمن اطار فني وآيدلوجي محدد ، لذا افرزت الساحة الثقافية بكل مناهجها عُقما وحالة من اللاتوافق في الطرح خاصة في هذه المرحلة التي يمكن ان تكون مرحلة تبلور وفرز حقيقي لكل الاصوات ، لكنها – هذه المرحلة - اصبحت محطة للتخبط ضمن افق لايمكنه ان يتسع او الاحاطة بالبنى الفنية ، لذا زاولت الاقلام مهنتها التي اعتادت دون التوجه الحقيقي لبث الروح فيما يُكتب والانطلاق به نحو عوالم الابداع التي كان يبررُ البعض غيابها نتيجة للرقابة الصارمة التي كان يفرضها النظام السابق مما حدا بهذه الاقلام الى انتهاج اسلوب المحاكاة للواقع من اجل الاستمرار لاغير ولو على حساب الجوانب الاخلاقية والفنية الابداعية ، فأصبح الطرحُ مقيداً ضمن اطارٍ واحد لايمكنُ الحياد عنه في افضل الاحوال الاّ الانغماس في الرمزية .
ادى النظام السابق وبتميّز في تغييب العديد من الاسماء من خلال فرض ايدلوجيته ضمن تهويمات مختلفة لاتعدو ان تكون ضمن اطار ضيّق وشخصية واحدة هي محور المجال الاعلامي والثقافي العراقي ، وان حاول البعضُ تجربة تخطّي هذه الدائرة ، ولو بقدم واحدة !!
عاش المثقف العراقي ضمن قيود الظرف العام تارة واخرى ضمن قيوده الشخصية ... حالة من اللاادراك لما هو مطلوب ، قانعا بحالة الغياب او التغييب التي مورست ضده ، متناسيا دوره الحقيقي الذي للآن لم يشتد له عودٌ ولا بان له اخضرارا ، أسدلت دونه السنين العجاف قيام وعيٍ وادراكٍ لدور المثقف بما يجعله انموذجا في الطرح الصادق المعبر عن تطلعات الاجيال التي ترنو باستغراب نحو هذا الصمت المطبق او الطرح اللامجدي نتيجة فقدان المثقف العراقي الاساسَ في عملية الطرح الا وهي قضيته !!
غياب القضية لدا المثقف وضياعها في طيّ القضايا الثانوية دون البحث المُجدِ لنفض تراكمات الزمن من على جوهرها ، أدّى بالمثقف ان يؤدي ادوارا ثانوية لاتمت لدوره الفعلي بصلة ، مكتفيا بنظرات العزاء التي كانت احدى ثمار النظام السابق الذي اسقط كل شيء ، وامات كل شيء واولها مفردة ( الوطنية ) لتسعى من خلال اساليبه ان يُفقدها معناها الحقيقي ، ولقمة لاتستسيغها الافواه حتى بعد رحيله ، فجنّدَ لها المبوّقين والمطبلين في عملية لخلط الاوراق .
ان الدور الذي مارسه اصحاب الاقلام المأجورة يُعيد نفسه في انموذج جديد مخترقا حصن القضية مرة اخرى ليشوّه منها مايمكن تشويهه ، ان عودة الاقلام المأجورة الى الظهور هي القشة التي ستقصم الكثير من الامور ، فهم ممثلون بارعون يدسون السم في العسل كما يقال ، عودة للمزايدة على حساب قضايانا ، عودة لذر الرمال في العيون ، لدوّامة ارتداء الاقنعة ! لنقف بعد ذلك محتارين امام هذه الوجوه التي نفضت عنها تراكمات الماضي باثواب جديدة ، وقوف المتفرج المنتظر ...... ماذا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس