الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أحلم كما أشاء

خليل الوافي

2013 / 2 / 26
الادب والفن


يرشق صاحبه بالحجارة
يتخذ مكانا قصيا
يلتزم الحيطة و الحذر
في بحر
يراقب مدى يدي
في إشراقة الماء على سطح العبارة
يتوحد الصوت و الصدى
في تباعد القوارب
الهاربة من مراسي النجاة
عباب التموج المدافع
عن شواطئ الغياب
ينأى بصاحبه عن إستكانة
في لحاف الأشرعة الصاخبة
تعوي رياح الهجر
في صمت الشموع الدامعة
في نطق الحجر
على باب الوالي الصالح
أراك تهمس للنيزك القادم
زمرد الورد في أعمدة الصلاة
في إباء تسلل الى قلب القمر
ملعونة من تحكي عكس الرواية
تقطع جذع نخل عربي
من رموش زاهدة
في عشق بدوية
يتصاعد عطرها
بخور المناسك المؤجلة
بين الصفا و المروى
أراك حائرة
شاخصة في لهفة
الكائن و الممكن
في كل معابر الهوية
تتكور صوان مرمرية الألوان
فض عنك وهم الخرافة
و اشربي ماء زمزم من كل عين
تستكين الخمائل
في شتلة البيت
و مزهرية تصرخ
في وجه السهول القاحلة
في خطو ماجوسية
يلمع ضوء مقلتيها
نار اللظى في سكون الفجيعة
في أعالي الشك
ترسم المواسم وجه الأرض
في كف غجرية
تحلم بوطن المهد
في بلاد الهند
كان الجد و الحفيد
كان الإقصاء للطفل الوليد
في قرى الشمس
تدشن النسوة زغاريد الظمأ
تركب العير وحشة الرمل
يمدح السراب رائحة الليل
حين تكشف الشمس
زمن القمر الخجول
عند مطالع النحل و الخيل
يخرج السيف مرغما
من هزيل التصادم
و الرهبة الغاضبة
من صهيل القذائف
في معارك ملوك الطوائف
في زهرة الحجر
ينمو الماء في أصابع المطر
و البيداء تعرف مكيال الحطب
ثمة شيء آخر
يتوسد عنك وزر الخطيئة
رصيف الثورة الموئودة
في رحم الشوارع الثائرة
يغتال العمر الباقي
على مائدة الصباح
أدخل في محراب
يرسم خريطة عبادة لا تنتهي
يكبل الصمت
جنون رغبتها الجامحة
الطافحة في قدح الشهوة
لم يعد قصيا على رسم لون شفتيها
المالحتين بحرقة السفر

إيماءة تعكر تربة عشق
لم تفتح لواقح نسل
تلح في هتك أعراف القبيلة
تخالف وحي السماء و نور الأنبياء
يمشون حفاة
تحت شجر الزيتون
أجمع حطب الغابات المحترقة
في سؤال الأرض
تنبجس الحقيقة تمرد الطير
عن تاريخ الهجرة الأولى
و عودة المنفى إلى صوت البجع
تغتابني ملامحك الصامتة
في مغتسل الأنبياء
شغف الحياة يزدك غرورا
الأمر لا ينتهي هنا
يبدو النهر غريبا في جداوله
و أنت تندهش لشهقة الماء
في الجسد العاري
متمردا عرفتك
في كينونة النوايا الحسنة
و ألقاب الفتنة المدججة
بأسلحة الرمل و الوهم
تلتهب ذاكرتي المحترقة
فوق تذكار عبد الناصر
في بتراك الأنباط
كان أريتاس يحمي الماء من الهرب
كان هولاكوس يركض خلف الخيل
أسفل الموت
كان يلتقي بالموتى في معبد الحجر
كان النسر يسرق الأرواح
من فم العذارى في طقس الخصوبة
تتسلى السنابل بريح المطر
و تنحصر الدموع تحت الحجر
أشهد أن الماء تأخر عن مقلة السحر
يشتد لهيب المنافي
في غربة السؤال المحتضر
أخاطبك يا موتي عن باقي الشجر
أراك وحيدا فوق القدر
في كل مناحي الجرح جسدي
تجول في خاطري سحابا
ينفلت من بين أصابعي
وشما يفتح سقف المدينة
لا أثر للطين في شكل المعدن
لا تحمي الوجوه
التي تلامس وحل المدن
غارقا في فضاء العتمة
أتلمس طريق الأحجار الصلدة
فوق كتف المساء
أتسلل خائفا من حلم الصدى
أمام شلال الدم أتربص بنفسي
تخونني يدي اليسرى
في امتلاك حق الرد
واهما خيوط التلاشي
و ثورة الشوارع الصامتة
خلف جدار يقرأ طلاسيم
الهمّ الراكض في ثنايا الرمل
أنتحل صفة الهارب من نفسه
أعاقبها عن خيانة الوطن
في إحتكار سلطة المشاهدة
لا تقوى عيون العدو
أن ترفع حجاب البيت
عن امرأة نهضت
من الضفة الأخرى
أتراني أحمل خطوي
في إرتكاب فجوة الإنتظار
في كل المطارات التي أعرفها
في كل المحطات التي لا تأتي
في كل الحواس الخمس
أفقد لغتي على مشارف الوطن
أنتظرتك على مقربة مني
أعد خطو الهجر
في ديوان الغربة
المضافة على حائط
الكتابات المتمردة
لا أحلم كما أشاء
لا أحلم بما كنت
لا أحلم بما سيكون
لا أحلم بالفراشات ، وهي في سماء أخرى
أو معلقة على حبل غسيل تافه
أواري عن حجاب الموت
دموع تسربل حكاية طفل و أمّ و بعض الزاد
في جعبة القصب المنكسر
بعد هدوء العاصفة

.كنت مندهشا مما يأتي
لم يعد الشعور يخالجني كما كنت
ربما هو الآتي
أراك تبايع الحجر
فوق صخرة غاصت في لج ماء
يصعب التكهن بالذي يأتي قريبا
في عصر هذا الشهد
المتدلي من عنق الزجاجة
و النحل يحتل المكان
يخاطب النمل عن حصاد هذا العام
ما الذي زرعته يدي
في حقل كفي
سنابل تنضج كل عام
تغيب كل موسم
حصادي عرق السنين
من جهد الإفراط
في مرآة التخيل
أجد ما تطرب له عيناي
في صورة المشهد الأخير
في تراجيدايا الملاحم الطويلة
في عطارد الخوف
يشتد العويل في أقاصي الصمت
عن عيون لم تر للماء جفن الخلود
في إناء الكواكب الشاردة
أحتمي بظلي الشاحب تحت الشجر
أفتش كل الأمكنة
التي تنبش في كنه الراد
الصاعد إلى نار
توقد مشعل الوقت
في دهاليز العتمة
أختبر ذكائي الصغير
في ساحة الوغى
أواجه مقالع القذائف
قرب بحر الأبيض المتوسط
أقرأ صرخة طارق
لحظة الإجتياح
ألملم تاريخ الحروف
نحو بوصلة زياد
في إنطفاء فرحة النصر
يتردد السهم في إقتحام المعركة
أخسر جنودا على مناحي الجسد
يكثر الملح في أخاديد
الجرح و أسرار البوح
تلمع عيون العدو في الظلام
تشهر النواصل في لحاف الرتابة
المنقوشة بحناء العروس
يسيل الدم
تحت أقدام أتعبها الرحيل
موعد يكشف عن نفسه
ساعة القطار الأخير
يركب الوافدون سحب الضباب
مدن تصعد إلى فوهة البركان
الملتهب في الصدف الحميم
قرب شاطئ المنفى
أعثر على كياني المستقل
و فوضى الأشياء الجميلة
تزين طريقي إلى الشمس
أبحث عن حلمي
في ملح الدمع
نورس يسرق ضوء القمر
في إنعكاس الماء
على شط بحر عجوز
قرب نهاية النهر
يتغلغل الماء
في تربة المعدن
وطن يتحول إلى مد قبور
و جَزر يخالج جُزر القفار
في أدغال التيه
أرى حلمي من جديد
يشكل لنفسه صفة الإنشاد
في ألحان منتصف الليل
هو العود و الناي و الكمان
ألوان الوتر الخفيف
في مائدة السماء الأولى
في حائط المبكى
تلوح الأيادي في عبق الصلاة
في حظائر الوحش تطل طفلة
من حجرها الإفتراضي
تزين مسرح الإثارة
في كل الذي يأتي
مكتظا بالصدف البحري
و الكائنات التي لا ترى
تغازل مرجانية الألوان الداكنة
في قاع السكون
المتلألأ بلورات تخفي إضاءة الماء
على شرفة حلم لا يأتي


خليل الوافي ــــــ كاتب و شاعر من المغرب ( انتهى )
طنجة في : 01/02/2013
[email protected].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي