الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديزموند توتو وسجناء ربيع دمشق

لطفي حداد

2005 / 4 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


من مواليد مقاطعة ترنسفال في جنوب إفريقيا عام 1931. في طفولته أصيب بالسل وبقي في المشفى لمدة عشرين شهراً حيث تعرّف إلى الأب تريفور هادلستون الذي كان من أشد المعارضين لسياسة التفرقة العنصرية. وقد ترك في حياة ديزموند أثراً بالغاً..
تمنى ديزموند أن يدرس الطب لكنه – هو الأسود كالفحم كما كانوا يسمونه – لم يستطع بسبب الصعوبات المادية. عمل مدرّساً ثم تزوج وأنجب أربعة أطفال وبعدها قرّر أن يصبح كاهناً في الكنيسة الأنجليكانية. عمل مدرّساً للاهوت في زمن بدأ مفهوم اللاهوت الأسود يتكوّن، واشترك في الصحوة النبوية لكنيسة جنوب أفريقيا فنشر مقالاً بعنوان "هل الله أسود أم أبيض؟!".
بعد انتقاله إلى لندن وترقيه في المناصب الكنسية صارت لهجته حازمة دون عنف وقوية دون تخريب. وفي عام 1978 أصبح سكرتيراً عاماً لمجلس كنائس إفريقيا الجنوبية. وأعلن دعوته للعمل من أجل السجناء والفقراء والمقهورين والمعزولين والمحتقرين، فاتهم بالشيوعية والدعاية لها لكنه استمر حتى أصبح في نهاية السبعينيات من أبرز الوجوه المسيحية المعارضة لسياسة التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا. ورغم الصعوبات الكثيرة من الحكومة إلا أنه استمر يعيش ما يقول "لا البيولوجيا ولا لون البشرة هما اللذان يحددان قيمة الإنسان، بل إن ما يحدد هذه القيمة هو كون الإنسان مخلوقاً على صورة الله".
وفي إحدى جمله الشهيرة يقول:
"إن الله لا ينتظر أن يصبح الإنسان صالحاً، وهو لا يحبنا لأننا صالحون بل نحن صالحون لأنه يحبّنا".
في عام 1984، أي بعد عشرين عاماً على تسلّم مارتن لوثر كينغ جائزة السلام لكفاحه ضد التفرقة العنصرية في أميركا، أُعلن حصول ديزموند توتو على جائزة نوبل للسلام. وبعد هذا الحدث بدأ يعدّ المباحثات بين الحكومة وممثلي الشعب الأسود وعلى رأسهم نيلسون مانديلا.
في عام 1989 سقطت الشيوعية وضعفت الأهمية الاستراتيجية لوجود حكومة بيضاء في جنوب إفريقيا لمواجهة الشيوعية في موزامبيق وأنغولا، فازداد الضغط على البيض للقيام بإصلاحات ديمقراطية، وحين أطلق سراح نيلسون مانديلا عام 1991 أعلن إنهاء سياسة الفصل العنصري ورفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. وأجريت عام 1994 أول انتخابات ديمقراطية تعددية حيث انتخب نيلسون مانديلا أول رئيس أسود على جنوب إفريقيا وانحسمت سياسة التفرقة العنصرية.
من المعروف أن هذا الأسقف الثوري يهتم بحقوق الإنسان في العالم كله، بما فيه الشرق الأوسط، وهنا أضع ترجمة الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس السوري بخصوص سجناء الرأي في سوريا:
نص رسالة ديزموند توتو إلى الرئيس السوري
في 12 آب/أغسطس 2002
كلنا على الأرض ننتمي إلى عائلة واحدة
حضرة السيد الرئيس بشار الأسد
إن رياض الترك (72 عاماً) مع وليد البني وعارف دليلة قد حكموا مؤخراً بالسجن لمدة ½2 سنة، 5 سنوات، 10 سنوات، على الترتيب، من قبل محكمة أمن الدولة. إن هذه المحكمة لا تتبع المعايير الدولية للمحاكمات وأحكامها غير قابلة للاستئناف. وليس للمتهمين أن يوكلوا محامين للدفاع عنهم وعلى العكس فالقضاة لديهم صلاحيات واسعة. وإن منظمة العفو الدولية تشير إلى أن هذه المحكمة لا تراعي شروط المحاكمات وتعتبر أحكامها غير عادلة. في الوقت نفسه، نُشر تقرير التنمية الإنسانية 2002 عن الدول العربية الاثنتين والعشرين محضّراً ومكتوباً من قبل 21 مؤلفاً وباحثاً.. وهم يخبرون عن "نقص الحرية" وأنه لا مكان في العالم فيه نقص حرية مثل الوطن العربي.
هذه ليست تهجمات ضد العرب، والمجتمعات العربية أو الأديان الممارسة من قبل العرب، بل ضد الحكومات المتسلطة هناك.
إن محاكمات رياض الترك، وليد البني، عارف دليلة تبدو مثالاً واضحاً لنقص الحرية. وإن قيادتكم الشجاعة قد أطلقت سراح بعض سجناء الرأي في السابق، وإنني أسألكم لتزيدوا روح النمو والشفافية في بلدكم بإطلاق سراح هؤلاء الرجال الثلاثة.
أشكركم لانتباهكم السريع لهذه المسألة المهمة.
الأسقف ديزموند توتو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو