الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما نريده عراقيا .. ليس شيعيا أو كرديا أو سنيا !!

حمزة الشمخي

2005 / 4 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو أن بعض قادة العراق الجدد، يريدوا أن يؤسسوا ويرسخوا الطائفية بكل معانيها الكريهة في عراق اليوم ، الذي نريده ، ، عراق المحبة والتآلف والتآخي والسلام ، عراق الأديان والمذاهب والقوميات والثقافات والآيديولوجيات والمرجعيات .. المتنوعة والمختلفة على مر السنين .
أما اليوم وبعد الإنتخابات العراقية المليونية ، يريد بعض قادة العراق الجدد، توزيع المناصب والمسؤوليات والمهام، وفق المفهوم الطائفي المقيت ، حيث حسمت رئاسة الجمهورية للسيد جلال الطالباني، بإعتباره من القومية الكردية أولا، قبل المواطنة العراقية ، ورئاسة مجلس الوزراء للسيد إبراهيم الجعفري، بإعتباره من المذهب الشيعي أولا، قبل المواطنة العراقية أيضا ، حيث جرى الحديث ويجري اليوم ، بإنه يجب أن يكون التمثيل لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والجمعية الوطنية العراقية على أساس الثلاثية الطائفية، كردي شيعي سني ، هذا ما إنتظره منذ عشرات السنين وينتظره شعبنا العراقي اليوم، بعد إنهيار الدكتاتورية ، من بعض قادتنا الجدد ؟؟ .
ومن الأمور التي لا يمكن أن تعقل ، حيث فشلت جلسة إجتماع الجمعية الوطنية بتاريخ 29 آذار 2005 ، بسبب عدم الإتفاق والوصول لإختيار شخص يجب أن يكون من المذهب السني، لرئاسة الجمعية الوطنية العراقية ، وإلا لن تعقد الجلسة وتؤجل الى أيام إخرى ، لحين إختيار الشخص المناسب من السنة العرب، وهذا ما حصل فعلا، لكي تكتمل حلقة الطائفية الجديدة ، دون الإهتمام بالتنوع العراقي التاريخي الجميل .
هكذا تفرض الطائفية على شعبنا اليوم ، حيث يريدها البعض أن تكون واقع حال، في حاضرنا ومستقبلنا ، إذن أين موقع الحديث عن الكفاءة والنزاهة والإخلاص والسيرة الحسنة للمواطن العراقي؟؟، من كل هذا الإتجاه الطائفي الذي يشتت ويفرق، بدلا من أن يجمع ويوحد ، ويعطي كل مواطن عراقي حقه ومكانه المناسب الذي يخدم العراق .
إذن يجب علينا جميعا اليوم ، وهذه مسؤوليتنا الوطنية قبل كل شئ، الوقوف بحزم وقوة، بوجه كل الإتجاهات الطائفية ومن يروج لها ، ونزع صفة المنصب والمسؤولية من المذاهب والقوميات والأديان ، وأن يحل محلها الولاء للعراق أولا، مع كل إحترام وتقدير لكل مكونات المجتمع العراقي المختلفة .
علينا أن لا نعرف الإنسان العراقي بقوميته ودينه ومذهبه وعشيرته قبل عراقيته ، لأن هذه الحالة تتنافى مع الوطنية والإنسانية ، وتجعل منا كيانات وخنادق متقابلة ومتصارعة، بإسم الإكثرية الساحقة والأقلية الضئيلة ، وأن توزيع المناصب والمهام بهذه الصورة المصطنعة ، سوف تهدد وحدة العراق وسيادته الوطنية .
فليرشح السيد جلال الطالباني أو غيره ، لرئاسة الجمهورية كعراقي أولا قبل قوميته ، وليرشح السيد إبراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء أو غيره كذلك، كعراقي أولا قبل مذهبيته ، وليرشح الشخص الآخر لرئاسة الجمعية الوطنية العراقية كعراقي أولا قبل مذهبيته أيضا ، فلا مانع أن يكون الرئيس كرديا أو شيعيا أو سنيا أو من قومية ودين ومذهب آخر، وما أكثرها في العراق .
ولكنه يجب أن يرشح نفسه كعراقي وبإسم العراق والعراقيين، لا أن يرشح نفسه تحت راية الطائفية المرفوضة شعبيا في عراق الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو