الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال

عليان عليان

2013 / 2 / 27
القضية الفلسطينية




تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة ، منذ أكثر من أسبوع هبةً جماهيرية متصاعدة ، جراء إصرار سلطات الاحتلال ، على تجاهل اتفاقية تبادل الأسرى ، "صفقة شاليط – وفاء الأحرار " ، عبر لجوئها إلى إعادة اعتقال الأسير المحرر ، سامر العيساوي ، الذي سجل بإرادته الفولاذية وأمعائه الخاوية ، أطول إضراب في التاريخ .
ونحت هذه الهبة الجماهيرية ، منحى أكثر تصعيداً ، بعد أن تمادى الاحتلال في قمع الحركة الأسيرة ، وخاصةً بعد إقدامه ، على قتل المناضل الأسير عرفات جرادات ، في أقبية التعذيب ، في سجن مجدو حيث دخلت جماهير الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية المحتلة في مواجهات دامية ، مع قوات الاحتلال ، بالتوازي مع إضراب الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال
لقد تفاعلت العوامل ، التي تشكل الخلفية العميقة ، لهذه الهبة الشعبية الواعدة ، ممثلةً بما يلي :
أولاً : إصرار العدو الصهيوني ، على التنكيل ، بالحركة الأسيرة بعد أن اطمأن أن السلطة الفلسطينية ، ليست بوارد ، تنفيذ تهديدها في هذه المرحلة ، بالتوقيع على اتفاقية روما ، وعلى اتفاقات جنيف ، والتي من شأنها التمهيد ، لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين ، أمام محكمة الجنايات الدولية ، واعتبار الأسرى الفلسطينيين ، في سجون الاحتلال أسرى حرب ، بموجب اتفاقية جنيف الثالثة.
ثانياً : مصادقة حكومة العدو ، على بناء ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية ، في القدس ومحيطها ، وخاصةً في منطقة (E1) شرق القدس ، بما يؤدي إلى عزل القدس عن الضفة الغربية ، وفصل شمال الضفة عن جنوبها
ثالثاً : عنف قطعان المستوطنين ، الذي تطور باتجاه شن هجمات منظمة على القرى الفلسطينية ، وتدمير ممتلكات الفلسطينيين ، بعد أن كان مركزاً على إتلاف مزروعاتهم ، وبخاصة أشجار الزيتون ، حيث أنه في شهر شباط الجاري ، تسلل المستوطنون إلى قرى دير جرير وبيتين في منطقة رام الله ، وإلى قرية قصرة في منطقة نابلس ، وقاموا بتدمير وإحراق العديد من سيارات المواطنين الفلسطينيين ، ناهيك أنهم منعوا المزارعين ، في مناطق أخرى ، من الضفة الغربية ، من مزاولة عملهم في أراضيهم .
ورابعا: وهذا هو الأهم ، أن الجماهير الفلسطينية ، يئست من خيار المفاوضات ، بعد أن انكشف بؤس هذا الخيار ، ورأت بأم عينها بأم وبالملموس ، كيف أن المفاوضات ، على مدار عشرين عاماً شكلت غطاء حقيقياً ، للتهويد والاستيطان .
وجاءت عملية إعادة اعتقال الأسير المحرر ، سامر العيساوي وإضرابه الأسطوري عن الطعام ، مع رفاقه الثلاثة ، أيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان ، وكذلك قتل الأسير البطل عرفات جرادات ، لتشكل صاعق تفجير ، لهذه الهبة الجماهيرية التي باتت مرشحة ، لشق الطريق لانتفاضة ثالثة ، وفق قراءة العدو نفسه للهبة الجماهيرية الفلسطينية ، وإمكانية تطورها ، باتجاه انتفاضة جديدة ووفق قراءات دقيقة ، من قبل مراقبين دوليين ، للمشهد الفلسطيني الراهن في الأراضي المحتلة .
لقد وصلت الأمور في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، إلى ذروة التأزيم على مختلف الصعد ، وبالتالي لا مجال لحسمها ، إلا بانتفاضة جماهيرية تعيد الأمور ، إلى المربع الأول والحاسم ، ألا وهو مربع المقاومة وإستراتيجيتها ، بعيداً عن خيار المفاوضات ، وبعيدا عن الرهان مجدداً على الدور الأميركي ، وعلى زيارة أوباما إلى المنطقة .

ولا بد من تهيئة الظروف لتفعيل هذه الهبة الشعبية ، خاصةً أن المستويين السياسي والأمني للعدو ، باتا في حالة انعقاد دائم ، لوضع الخطط والسيناريوهات اللازمة ، للتصدي لها ، وللحيلولة دون تطورها إلى انتفاضة شاملة .
فها هو نتنياهو يرسل مبعوثه الخاص " إسحق مولخو " إلى القيادة الفلسطينية ، لمنع استمرار الهبة الشعبية ، وهاهو مسؤول الارتباط الإسرائيلي ، مع السلطة الفلسطينية الجنرال " ديزنغوت " يجري اتصالاً هاتفياً ، برئيس الوزراء في رام الله لذات الغرض .
ما تقدم ، يقتضي أن لا ترضخ السلطة ، للمطالب الإسرائيلية ، وأن تلغي التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني ، وأن تصلب من موقفها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية .

وما يقتضي أيضاً من الفصائل الفلسطينية ، في هذه المرحلة ، أن تتوحد على قاعدة برنامج المقاومة ، وتوفير كل السبل الكفيلة ، وخاصة الدعم الاقتصادي ، لإدامة الهبة الشعبية ، وفتح الآفاق أمامها ، وصولاً لانتفاضة ثالثة ، تضع حداً لصلف الاحتلال وغطرسته .
وما يقتضي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ، وبخاصة حركة حماس ، أن تتجاوز اتفاق التهدئة ، مع الكيان الصهيوني ، حتى لا تبقى الضفة الغربية وحدها ، في مواجهة البطش الإسرائيلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل