الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تؤمن فرنسا بالربيع الامازيغي الجزائري؟

حداد بلال

2013 / 2 / 27
حقوق الانسان


من المؤكد ان للامازيغين دورفعال في مساندة الثورة الجزائرية لاخراجها من مستنقع الاوحال الفرنسية التي برغم من استقلالنا عنها لازلت تطمح بالعودة الينا علي عقبة مابعد الاستقلال، انطلاقا من تمسكها بورقة الاقليات الامازغية التي تشكل حوالي 35% من السكان الجزائرين ،في محاولة منها لبلورة والتغلغل في افكار هذه الاقليات،حتي تنصب لها مكانة عندهم،تسمح لها مستقبلا بالتدخل في شؤونها الداخلية،بعد ان لاحظت غفوة وتجاهل السلطات الجزائرية في تلك الفترة لتحقيق مطالب هذه الاقليات وخاصة من بينها منطقة القبائل التي شهدت خلال العقود الفائة ربيعا امازيغيا كانت تعول عليه فرنسا في تقسيم هيكل التراب الوطني الي اجزاء حسب الاختلاف العرقي لهذه المناطق في الجزائر
فهذه المناطق او بالاحر تلك الاقليات الامازيغية احدي الاوتار الجزائرية التي لا يمكن الاستغناء عنها،برغم من ما عايشته في مراحلها الاول للاستقلال من تهميش واحتكار من طرف السلطة العليا في البلاد اثناء تلك الفترة ،والتي بدت ملامحها تضهر من خلال ميلاد الربيع الامازيغي الاول في سنة 1980نتيجة الغاء محاضرة الكاتب "مولود معمري"حول الشعر البربري بجامعة تيزي وزو ،وقد اخذت ابعاد هذا الربيع طابعا ثقافيا ،عكس احداث الربيع الامازيغي الثانية فانها تميزت بابعاد اقتصادية اجتماعية في سنة 2001 اثر مقتل طالب جامعي من طرف دركي ،ما جعل هذا منطقة القبائل تقدم علي مظاهرات واحتجاجات تطالب بانسحاب الدرك الوطني من المنطقة وتغييرهم بالشرطة
واضافة الي مطالب اخري ترجح علي مساندة الحكومة لتحسين اوضاعهم المعيشية وخاصة في مجال توفير مناصب العمل التي ارتفعت بها نسبة البطالة الي ارقام قياسية في تلك الفترة ،عجلت دون توفير سكن ودفع مصاريف الدراسة التي شهدت عزوفا طلابيا في تلك المدة، المشبهة بمرحلة الحقبة الاستعمارية ،التي حالت محل امتغاض واحساس سكان المنطقة بالتهميش والحقرة نتيجة تجاهلم من طرف الحكومة واستعمال القوة التي لا مبر لها ضد هؤلاء المطالبون بحقوقهم
وهذا ما جعل فرنسا تحشر انفها بالذات في هذه الفترة من الربيع الامازيغي الثاني ،علي غرار ما ورد علي لسان وزيرخارجيتها السابق "هوبير فدرين" مصرحا بان فرنسا لن تبقي صامتتا ازاء تردي الاوضاع بالجزائر،ليكون رد الخارجية الجزائرية عليها مسرعا من طرف "بلخادم" بان ما ادلت به فرنسا من تصرحات يعد تدخلا في الشؤون الداخلية الجزائرية ،ما زاد حدة التوتر بين الطرفين خاصة بعد توجيه اصابع الاتهام نحو فرنسا في استفحال الاحتجاجات من طرف السلطات الجزائرية،ولكن مازاد الطين بلة هو قيام بعض الاحزاب السياسية المهمشة في تلك الفترة الي الاستنجاد بفرنسا لضغط علي السلطة الجزائرية حتي توقف تعنتها، وبذلك تكونت فرصة سامحة لها لتدخل في الشؤؤون الداخلية ،التي عملت لاجلها فرنسا طوالا الوقت ،من منطلق سياسة " فرق تسد"التي كان يقوم عليها الاستعمار التقليدي قبل الاستقلال
وما زاد تاكيدا وايمانا علي سياسة فرنسا لتفريق بين الامازغيين من خلال فتح باب الهجرة اليها واعطائهم فرصة اكبر للحصول علي التعليم الحديث الامر الذي جعلهم يحيسون بانهم متميزون عن باقي المجتمع ،كما عملت في نفس الوقت وسائل الاعلام الفرنسية بما فيها الاذاعة والتلفزيون علي تقديم برامج خاصة بهم مايزيد من الشعور بالخصوصية الثقافية ،وهذا انما يدل علي احتفاظ فرنسا علي ورقة الاقليات لتشتيت وتفرقت الجزائرين علي نفس المنوال التي كانت تقوم به اثناء استعمارها للجزائر
وبالحاصل فان الربيع الامازيغي الجزائري لم ينشئ من عدم وانما هو تظافر جهود هذه الاقليات الامارغية نتيجة احساسها بالظلم والحقرة والتناسي تجاهها من طرف الهيئات الحكومية في ارض للعزة والكرامة،شانها في ذلك كباقي الامازيغ في البلدان العربية التي نال منها الاغتراب السلطوي المفرض عنها،وما جاء عن فرنسا خلال الربيع الامازيغي الجزائري لن يكون سوي تغطية لاغتيلاتها الجماعية للجزائريين اثناء اعقاب الاستعمارالفرنسي من جهة واستغلال تلك الاقليات في شلوشة افكار السلطات الجزائرية بخلق انفصالات وطنية عبر نفق الاقليات الامازغية،التي كانت فرنسا تؤمن بربيعها ليس من جانب المساهمة في تحررها وانما في تشتتها باسم الشعارات الانسانية تحت مقولة "فرق تسد" ،التي في الاخير لم تنجح لحد الان بسب واحد هو"الاسلام" الذي لم شملهم وزاد ارتباطهم الكبير بالعرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة