الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش والتحدي

سهام العقاد

2013 / 2 / 27
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


الفيلم الوثائقي الباكستاني “إنقاذ الوجه” هو أحد أبرز وأقسي الأفلام التي تناولت ظاهرة التحرش الجنسي، للمخرجة شرمين عبيد شينوي، ومن خلاله حصلت باكستان علي جائزة الأوسكار في هوليوود لأفضل فيلم وثائقي لعام 2012، وهي أول جائزة تنالها في تاريخ المهرجان.

فيلم يدمي القلوب، وتقشعر له الأبدان ، يجعلك تشعر بالعار لما وصلت له المجتمعات المتخلفة، التي تسحق المرأة سحقا، وتنال من كرامتها وكبريائها، وتنظر لها نظرة متدنية، والفيلم قصة حقيقية، جسد معاناة بعض النساء اللائي تعرضن للتحرش الجنسي، وظللن علي قيد الحياة، عقب إلقاء حامض كاو عليهن، والعديد من السيدات اللائي يتعرضن لتلك الهجمات يصبن بالعمي.

يكشف الفيلم كيف يعشن منكسرات الروح، بسبب التشوهات الخلقية والنفسية التي تعانيها تلك النساء، ومدي قدرتهن علي التحدي والصمود ومواصلة الحياة، كما ألقي الضوء علي النساء اللائي يعملن في العمل العام، ويناضلن من أجل الدفاع عن حقوق وقضايا المرأة والمجتمع.

رصد الفيلم ببراعة أوجاع تلك النساء من خلال جراح بريطاني من أصل باكستاني عاد لموطنه خصيصا لمعالجة ضحايا الأحماض الكاوية، في محاولة لتجميل الملامح التي تم تشويهها مع سبق الإصرار والترصد، وهنا تبدأ النساء في البوح بما تشعر به وبآلامها، وتحدثن بشجن عن واقعهن المؤلم، وكيفية سلب حقوقهن وانتهاك أدميتهن، التي وصلت إلي حد إحراق وجوههن.

أهدت المخرجة جائزة الأوسكار إلي نساء باكستان وقالت: “إلي كل النساء في باكستان اللاتي يعملن من أجل التغيير، لا تتخل عن أحلامكن”.

اللافت أن منظمة العفو الدولية ذكرت “أن جرائم العنف ضد المرأة في باكستان، تتم مع الإفلات من العقاب، بسبب تردد الشرطة في تسجيل الشكاوي والتحقيق فيها!!

ولتفسير ظاهرة التحرش ذهب بعض العلماء إلي أن السبب الرئيسي يعود للإحباط السياسي، وعدم التحقق، وانعدام القيمة، والعجز عن مواجهة الحياة. كما يعتقد بعض علماء النفس أن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية والباقون يرتكبون جريمتهم معاداة للمجتمع الذي يعيشون فيه. ويري البعض أن الكثير من المغتصبين لديهم إحساس بالكره أو الخوف من النساء، مما يقودهم إلي الرغبة في إثبات قوتهم وسيطرتهم عليهن، من أجل إذلال وإيذاء هؤلاء النسوة المغتصَبات.

وفي مصر انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي، لدرجة أن المجلس القومي لحقوق الإنسان أكد أن مصر تحتل المركز الثاني عالميا في التحرش الجنسي بالسيدات بعد أفغانستان! لذا تكونت جماعات لمناهضة التحرش منها: امسك متحرش”، “بهية مصر”، “قوة ضد التحرش”، “شفت متحرش” وغيرها من أجل الحد من الانتهاكات والاعتداءات الجنسية التي توجه للنساء يوميا.

المؤسف أن الناشطات تعرضن خلال التظاهرات الحاشدة في الذكري السنوية الثانية لاندلاع الثورة المصرية في ميدان التحرير للاعتداء والتحرش الجنسي. ما أكدته قناة “فوكس نيوز” الأمريكية بأن الإخوان المسلمين متهمون بدفع أموال لعصابات من البلطجية لاغتصاب النساء، وضرب الرجال الذين تجمعوا في ميدان التحرير. وقد نشرت أيضا “ديلي ميل” البريطانية أن جماعة الإخوان دفعت أموالا لبلطجية حتي يتحرشوا بالفتيات المشاركات في الثورة، ووصل العنف إلي حد البصق علي الوجه واستعمال السيوف والسنج!!.


لقد فجر فيلم “إنقاذ الوجه” أوجاعا كثيرة، لكنه يمثل وثيقة إدانة لكل المجتمعات المتخاذلة، والمتهاونة في حق النساء والإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب