الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلهي ،لم أشقيت شعب المغرب ،بنظام استبدادي،أذاقنا كل فصول الجحيم، ولباس الخوف والجوع،بما لم تشق به كل شعوب الأرض؟

محمد فكاك

2013 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


خريبكة_البروليتاريا في 27.02.2013
إلهي ،لم أشقيت شعب المغرب ،بنظام استبدادي،أذاقنا كل فصول الجحيم، ولباس الخوف والجوع،بما لم تشق به كل شعوب الأرض؟

لم ير النظام بكافة أزلامه وخدمه وحشمه وإيديولوجييه وكهنته ضرورة التوقف أمام الأهمية الوطنية لحركة20 فبراير،ليس بمعنى اتجاهاتها وطموحاتها تجاه تأثيرها على كافة المستويات، بل ارتباطا بمراحل العصر العربي الثوري،وبمراحل العمليات الثورية في العالم.
لا يزال النظام الملكي لم يهتد بعد،إلى أن الثورة الربيعية العربية والمغربية،، وتجلياتها الطبقية والانسانية، وتفعيل القوانين الموضوعية التاريخية المادية الدياليكتيكية،وقوانين الترابطات للثورة المغربية بمهام الثورات العالمية والعربية والأفريقية،وبالأخص تجاهل فقيه النظام عبد اللطيف المنوني الاستهجاني للإرادة الشعبية،وحركة 20 فبراير، باعتبارها حركة تحرر وطني،وليس مجرد لعب عيال،أو مجرد غاضبين وحاقدين على النظام الملكي.بل هي حركة واعية منظمة من مهماتها ،انجاز وإتمام مهام الثورة الريفية المغربية الوطنية الديمقراطية بقيادة البطل العظيم محمد ابن عبد الكريم الخطابي.
إن الشعب أصبح يفكر ويعارض ويثور ويحاكم ويحتج بصوت عال،مما أحدث زلزالا مدويا اهتزت له أركان النظام الملكي، وحتى إذا لم يعترف بذلك ،فهل يستطيع إخفاء الشمس، وكذلك ،لا يستطيع نكران وجود " عناقيد الغضب والثورة والثأر،التي لا تتغذي بالتحريض أو الدفع الميكانيكيمن الأحزاب السياسية،بل تتغذي وتتعزز بفعل قوانين التناقض وصراع الأضداد بين الشعب والطبقات العمالية والفلاحية والمضطهدين والمعطلين من جهة ،وبين النظام الرجعي والممثل للطبقات الاستغلالية الاحتكارية المسيطرة.
إن حركة 20فبراير لن تنهزم أو تنحل أو تتراجع ،أو يخمد أوارها ما دام هناك شعب يحميها ويحتضنها وتعزيز نجاحاتهاوالحرص عليها،من نظام ملكي للأمراء والشركات المتعددة الجنسيةكأداة من الأدوات للتدخل الأمبريالي والصهيوني في المغرب ومباركة المتخاذلين والانتهازيين والاستسلاميين.
لقد ولدت ونشأت حركة 20فبراير من رحم الشعب المغربي ،وصرورة تاريخية لا بد منها لتجديد المغرب وتغيير البنيات القديمة المتجاوزة،واستجلاء خطوط وافاق المستقبل وإسقاط النظام،نظام التخلف والمعادي حتى العظم للديمقراطية والاشتراكية والكرامة الانسانية والمساواة الشاملة ، وتوزيع الأرض على صغار الفلاحين. وتأميم المعامل والمزارع والمصانع ،لتصبح للعمال بما يرافقها من تسليم السلطة للعمال.فهل يلام عامل وصانع وفلاحإذا عزز وعزر وأيد ثورة 20فبراير؟
ولست متطرفا أو متشددا ولست متطرفا أو متشددا ذا قلت:إن معايير الوطنية ومقاييس الديمقراطية هي الموقف من حركة 20 فبراير. بمعنى أن يكون التأييد للحركة من موقع الاصطفاف والممارسة والخروج لإعلان الدعم علانية ومن موقف طبقي ووطني..لا أن تكتب المجلدات عن الثورة والثوريين،حتى خرج الشعب للثورة ، وامتحن الكتبة في نضاليتهم،إذا بهم يصرفون وجوههم ويعطونها ظهورهم، وتصبح ألسنتهم معقولة مثبطة /وقلوبهم مقفلة موصدة. ويحضرني هنا" ما قاله وزير الداخلية التركي، عندما سئل لو قبضت على ناظم حكمت ماذا ستفعل؟ قال:سأقتله كشيوعيوسأبكي على قبره كشاعر.
كم نحن اليوم في حاجة إلى ناظم حكمت ،الشاعر المرتبط بقضايا حياة الجماهير الشعبية ارتباطا عضويا،حيث جعل من الشعر سلاحا فتاكا ضد مستغلي وسفاحي وجلادي وقاتلي الشعب. ضد نظام ملكي ملوث ومغموسة أياديه بدماء الشهيدات والشهداء. حيث لا يزال الشعب محروما من أبسط الحريات مثل حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الاختلاف وحرية النقد و حرية البوح مما عانه العب من ديكتاتورية كاملة،ثم إنهم يخفون جرائمهم مثل القطط التي تحفر ثقوبا لإخفاء بعرها وبجرها،فيبكون ويتوسلون ويتضرعون ويخافون الله ،أمام الكاميرا، ويبرأون ويتبرأون بقلوب قاسية غليظة عندما يسحلون المعتقلات والمعتقلين ويكهربونهم ويغتصبونهمويعذبونهمبأقسى أنواع وأحدث أساليب التعذيب وأبشع المعاملات اللانسانية من صعق بالكهرباء ومن سب وقذف ولعن وانتهاكات. وكما أكد المتنبي في بعض شعره:
جرح الأجسام لها التئام........... وجرح اللسان ليس له التئام.
تراهم يتسابقون ويتهافتون بأميرهم ليقيموا الصلاة ،وما هي بصلاة النبي ولا صلاة أبي بكر ولا صلاة علي ولا صلاة عمر ولا صلاة الحسن ،إنما هي صلاة " نفاق وكما قال محمد درويش " من باب الصلاة على النبي وسنة النفط( الفوسفاط) المقدس" بمعني جميع توسلاتهم وخطاباتهم هي عارية من الصدق والماصدقية والحقيقة بل هي منمطة بقنابل الكذب والدخانوالعبارات المطاطية دون حصيلة أو مكتسبات أو رصيد اجتماعي اقتصادي سياسي ثقافي، فالمغرب وأقولها مدوية صاعقة أن المغرب في عهد محمد السلدس يعيش في اللادولة،ومعناعا في الحكمة الشعبية: الحكم لالا،والسيبة لالا"إنه مشهد مهول ومغول ومبهذل حتى أن عصر الاخوان في حكومة البلهان،لا مهمة لها وإنجازات لها سوى السيطرة على الانسان ووضع رقابة نكير ومنكر وهاروت وماروت بين يدي الشعب ومن خلفه. المهم أن للنظام وأحباره أسوة حسنة في الأمريكان والصهاينة والذين من أتباعهم من صحراء نجد.
لقد أثقفوا الشعب المغربي بفصول من صور جحيم جهنم الواردة في القران وابتعوا ما أخطر منها وجربوها على العب في الدنيا قبل الاخرة ،لكنهم استحيوا واستعفوا من القران روضات الجنات ونعائم الفراديس،فأخرجونا من ديارنا وحقول قمحنا ومزارعنا ومعاملنل ومصانعنا ومدارسنا ولغتنا ،واستقلالنا وكرامتنا ونسائنا ووطننا وقدسنا وعراقنا ومصرنا وتونسنا، لكنهم بروا بأعدائنا وتولوهم بالحنان والعناق والطاعة والبعة.فهل يقبل العقل والشرع أن يبايع للامامة من ليس حرا مستقلا عاقلا كريما؟هل تصح شرعا وعقلا ومنطقا مباعة المبايع للعدو؟
إن الدولة المغربية مهددة بالسقوط،في ظل الاختيار البائس لإسناد الحكومة للاخوان المتأمركين المتسوعدين الوهابيين، وبئس الاختيار وبئس المصير وبئس العودة إلى الوراء. إنه ترك الحرية لأعداء الحرية لتعيث قتلا واغتيالا، ولن تكون حارصة على دماء الشعب المغربي،بل لن تزيده إلا حصارا ومعاناة ورعبا وإرهابا واستبدادية وطغيانا.
إن بداية البدايات ،هو رفع اليد عن الجيش والشرطة على مستوى الاسم والصفة أليتحول من الجيش الملكي إلى الجيش الوطني والشعبي ولا يكون في خدمة نظام زائل بل في خدمة الشعب الخالد والأزلي.
إن الملك يحمل أوزار التخلف والاضطهاد والقتل والسحل والاغتيالات سياسيا وجنائيا ،لأنه هو القائد الأعلى للقوات الملكية ،وكل قطرة من دماء الشعب تسقط هي في عنق الملك ،إن لم يحاسب عليها هنا ،فهناك مع فقدان الشرعية والمشروعية لأنه حام الشعب، وليس حام الملة والدين ، وهنا أذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين حقا وحقيقة: ما أجاب به عبد المطلب جد أبي الزهراء النبي محمد عندما لأبرهة الغازي لمكة:"أما البيت فله رب يحميه".
فهل للقتلة و الجلادين أن يظفروا بشرف حماية الدين و العقيدة الدينية، و هم لم يستطيعوا حتى كبح أهوائهم و شبقياتهم و شهواتهم للسلطة و الإغتصاب و حب السلطة، كما قال النبي لعمر ابن الخطاب : إنها نبوة يا عمر و ليست كسروية.
فهل تستطيع أن تتمثل و ان يكون لك في عمر ابن الخطاب قدوة حسنة في مفهومه للسلطة و الحكم لا للتسلط و التحكم و السيطرة و الإستبداد ، عندما قال : لو أن دابة أصيبت في حافرها لسئل عنها عمر .
و ما أظن أنه يغيب عنك كملك يقتدي فعلا بالنبي الكريم الذي ما كان أنبله و أعلاه و أسمى رؤيته للإسلام بالأفق العظيم الإنساني حينما عبر في بعض أحاديته :( إن قطرة دم بشرية أسمى و أعز عند الله من بيت الكعبة ) و هذا ما يدعم الآية القرآنية العظيمة ( و لقد كرمنا بني آدم ...) فما علاقة القرآن الرحمان الرحيم بالإنسان ، و ما علاقة سلطانك الإستبدادي بإهانة الإنسان ؟؟؟
هنا أستحضر روح الشاعر التركي العظيم الشيوعي الإنساني ناظم حكمت لأصفع بشعره الثوري الرؤيوي كل الوجوه الشائهة السفاحة للدم المغربي و الحاطة بكرامته.
من أشعار الشاعر التركي ناظم حكمت

ترجمة/ سقراط فوزي

إلى كتّاب آسيا وإفريقيا

إخوتي..

لا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا آسيوي

ولا تلتفتوا إلى زرقة عيناي.. فأنا إفريقي

في بلدي لا تلقي الأشجار بظلالها على جذورها

كما في بلادكم أيضا

الخبز بين أنياب الأسد في موطني

والتنين يرقد بجانب ينابيع الماء

كما في بلادكم أيضا

ونحن نموت قبل أن نصل لسن الخمسين

كما في بلادكم أيضا

فلا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا آسيوي

ولا تلتفتوا إلى زرقة عيناي.. فأنا إفريقي

قومي لا يعرف ثمانون منهم لا القراءة ولا الكتابة

وأشعارنا تنتقل من فم إلى فم كي تغدو غنوة

فالشعر يتحول إلى أعلام في بلادي

وكذلك في بلادكم

إخوتي..

لنسير بجوار ثور الحرث النحيل كي نحرث تربتنا بأشعارنا

وليغمر وحل مزارع الأرز حتى ركبنا

ولنسأل جميع الأسئلة

ولنجمع كل الأشعة

ولنقف في مدخل كل طريق

ولنصفّ من أشعارنا طريقا لكيلومترات طويلة

ولنكون أول من يتبين عدونا المقترب

ثم لنضرب بطبولنا

كي لا يبقى بلد أسير أو إنسان

ولا غيوم ذرية

ولنهب كل ما نملك من مال ومُلك وفكر وروح

ولتغدو أشعارنا طريق حريتنا الكبيرة
و إذا كان هناك من تحذير للمغاربة المجروحين في كبريائهم و عظمتهم و علو كعبهم هو ألا يصالحوا نظاما جفف كل ربيع أرضهم و قتل شبابهم و تشريدهم مثلما أوصانا الشاعر المصري االكبير أمال دنقل و عنوانها لا تصالح.
أيها الرفيق الكبير خالد كدحي : و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها.
و خير رد على هديتك الشعرية لنا هو تضمين قصيدة لا تصالح في مقالي هذا في الوقت الذي أصبحت أمثال هذه الهدايا الروحية الشعرية نادرة و عزيزة ، فالحب هو حب الروح للروح لا تذبل و لا تفنى حتى و لو أصاب زهرة الجسد بالشيخوخة و الوهن.
لا تصالح!
أمل دنقل – مصر
(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك “اليمامة”
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
“.. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام..”
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن “الجليلة”
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: “انتبه”!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا – بهجةُ الأهل – صوتُ الحصان – التعرفُ بالضيف – همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي – الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ – مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!

(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
ابن الزهراء محمد فكاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية