الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم للمقاومة ... ولكن!!!

ابراهيم الداقوقي

2005 / 4 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يدعو العديد من العراقيين العاملين في الخارج او اعضاء السلك الدبلوماسي لنظام صدام حسين الدكتاتوري الذين التجأوا الى بعض البلدان الاوروبية ، بين آونة واخرى ، وباسم لجان دعم المقاومة العراقية ... الى التظاهر ضد الغزو الاميركي للعراق تحت شعارات ( النصر للمقاومة العراقية والفلسطينية ) او ( لندعم المقاومة العراقية والفلسطينية ) في خلط واضح بين المقاومة الفلسطينية المساند داخليا بشكل تام - للاحتلال الاسرائيلي وقضمه للاراضي الفلسطينية - وبين الارهاب البشع الذي تمارسه منظمات الزرقاوي وابن لادن والحلقة الضيقة المحيطة بالدكتاتور صدام حسين والمشاركة في جرائمه ضد الشعب العراقي ، اضافة الى عتاة مجرمي المافيا و المخابرات الدولية والمنتفعين الاساسيين من نظام صدام حسين واحتكاره للسلطة من اجل استدامة استعماره الداخلى - معهم - توطئة لدعوة الاستعمار الخارجي الى المنطقة برمتها .

غير اننا لم نجد بين تلك الشعارات المرفوعة ، الشعار الاول الذي يطالب به معظم العراقيين ( 62 بالمئة في الاقل وهي نسبة المشاركين في الانتخابات الاخيرة ) وهو شعار ( لا لعودة النظام الدكتاتوري المقيت للحكم في العراق ) . لاسيما وان الشعب العراقي وحده ... هو الذي يستطيع ان يقرر آليات مقاومة الاحتلال الاجنبي من خلال تكاتف قواه السياسية ومنظماته المهنية وغير المهنية .... مستمدة توجهاتها من الواقع المفروض على منطقة الشرق الاوسط الكبير ، من اجل العمل على ازالة مخلفات عهد صدام حسين الدكتاتورى - المسؤول الاول عن الكارثة التي يمر بها عراق اليوم - توطئة للتعامل مع قوات الاحتلال لترسيخ الاسس الاولية لبناء دولة ديموقراطية دستورية بالاعتماد على قوى الشعب . وهو ما حرمه النظام السابق منه عندما قضى - والانظمة المشابهة له في المنطقة - على جميع مقومات حقوق الفرد في العيش حرا كريما ليحقق مطامحه ومصالحه الحيوية . ومن هنا ، فان اختيار اسلوب الكفاح للشعب العراقي يقرره الشعب العراقي نفسه لاجتثاث مقومات واسس التخلف ... ليس عبر الشعارات الزائفة التي لم تجلب للشعوب العربية سوى الخسران والخذلان ، وترسيخ الانظمة غير الديموقراطية في المنطقة .
ان الارهاب الذي تمارسه قوى الظلام من الاصوليين وايتام النظام البائد والادعاء الزائف بمقاومة الاحتلال - في عراق اليوم - هما موجهان ضد الشعب العراقي المدني المسالم والذي يذهب ضحيته - يوميا - عشرات الافراد .. لاشاعة الفوضى وانعدام الامن مع تخريب المنشآت الارتكازية الاساسية للشعب العراقي : كالتعليم والصحة والعمل ، اضافة الى المؤسسات المدنية الاساسية لضمان مقومات حياته اليومية والتي تشكل الاساس لبناء الدولة العراقية الديموقراطية الجديدة ، والكفيلة لخلق مقومات انهاء الاحتلال ... ليس في العراق فحسب وانما بالتأثير المباشر لطرد الاحتلال وازالة هيمنته على الحكومات العربية باسرها . ولكن يبدو ان رافعي شعارات ( دعم المقاومة العراقية ) المزيفة لم ينتبهوا بعد - او لا يستطيعون التمييز - بين تأييدهم لقوى الظلام العاملة في العراق ضد مصالح الشعب العراقي باثارتهم للفوضى وبقتل الابرياء وبذلك يخدمون الاحتلال نفسه " لان اميركا تصنع الفوضى - ايضا - لكي تثبت اقدامها في المنطقة " لأن ثمة علاقة مباشرة بين اعادة خلق مقومات الامن القومي وازالة الهيمنة الخارجية ، من جهة . وبين تحويل اميركا لاحتلالها للبلاد العربية الى واقع معاش - عربيا واسلاميا - باسم الديموقراطية ، من اجل تصدير اسلوب حياتها الى المنطقة ... لهندسة البشر ، من جهة اخرى .
ان الاحتلال يهيمن اليوم ، على قسم كبير من البلاد العربية ولكننا لم نسمع من اصحاب تلك الشعارات الزائفة والنداءات المظللة - ولو لمرة واحدة - نداءا واحدا لإعلان النفير الداخلي العام ضد المحتل الاجنبي او لانهاء الاحتلال .
ان السياسة هي فن الممكن من اجل إحداث التغييرات المطلوبة والمرغوبة ... ولكن ، ليس من خلال شعارات وهمية ... غير واقعية ، تخدم المحتل - مثل شعار مكافحة الاحتلال - من خلال الفوضى التي تستديمه ، وانما يجب ان يجري التقرير بين انهاء الاحتلال ومكافحة الارهاب ، للقضاء على ارهاب قوى الظلام وارهاب الاحتلال معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي


.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام 




.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في




.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال