الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاء عمي

احسان السباعي

2013 / 2 / 27
الادب والفن


رن َّجرس الباب دخل أبي ذهبنا كعادتنا أنا وأخوتي نختبئ في حجراتنا كالأرانب ,نمتل أننا نقرأونعدل الجلسة كما التلميذ المجتهد الذي لا يفارق الكتاب ’سمعته ينادي عليّ,تعالت دقات قلبي ,لأنه عادة لا ينادي على أحدنا الا ادا ارتكب مصيبة وعليه أن ينال العقاب ,فأبي في حزمته خمس بنات يخاف عليهن ,فيحميهن بالضبط والخوف الكثير ,عانقني وقبلني,الف مبروك لقد نجحت في امتحان ولوج معهد الاساتذة ,وما عليك سوى الامتحان الشفوي ,انتابني احساس غريب قفد تمنيت ان اكمل تعليمي احصل على الماجيستير او الدكتوراه قد تمنيت ان اكون أي شئ غير ان أقف أمام طابور من الثلاميد بشتى الأشكال والألوان واشرح وأستخدم كل حواسي وطاقتي وفي الأخير أجد ان هناك من لم يفهم وأعيد من جديد ,ولأني أحب أبي وأخاف منه ولا ارفض له طلب ويحتاج من تساعده في تحمل هم البيت والأسرة طاوعته وغا مرت بمصيري ,فابن الوز عوام وأبي رجل تعليم مدرس بسيط دائما يكرر كاد المعلم ان يكون رسولا ,,,ونسي ان يعلمني ان المدرس في هدا الزمن صار حمّالا لهم جيل لا يحب يقرأ ولا يحترم الرسول ...جاء يوم السفر اعطاني أبي نصائح عن الشخصية والمظهر اللائق والحوار الجيد في الامتحان الشفوي قال ان وجه الاستاذ هو مراته ..شخصيته ,صرامته وقوته ولسانه وكلامه وأنا عكس ما يقول أذا حاصرتني العيون تختلط في ملامحي الالوان وتنحدر الى الاسفل الجفون سا فرت لوحدي عند عمي وبث عنده فغدا الامتحان ,أسمع زوجة عمي صعبة ولا تحب عائلتنا ,دخلت استقبلتني وكأن الابتسامة لو خرجت من ثغرها لحزن العالم أكثر ما هو حزين ,احساسها بارد كلماتهاجافة تصرفاتها مكلفة ,أدخلتني غرفة فالبيت يعم بالفوضى يبدوا أنه يعيش اليوم العالمي للنظافة عدة نساء الكل ينظف ويرتب ويغسل ,بقيت هناك كالالة لا كلام حتى الاولاد سلموا عليّوهربوا الى جحورهم كأنهم لو تكلموا معي لاصابتهم العدوى من أخلاقي الشعبية من الطبقة البسيطة فهم ابناء الطبقة الراقية والمدارس الامريكية ونحن ابناء المدرسة العمومية تلامدتنا في الاقسام مكدسة كالفئران الوسائل شبه منعدمة يمتلها المدرس كما البهلوان برجله ويده ,لم احس بالحنان الا مع قدوم عمي كانه انتشلني من ارض قاحلة جافة فهو رجل طيب ووجهه بشوش ,جاء الصباح الموعود استيقظت واعددت نفسي وصرت أبحث عن حذائي وجدت فردة واحدة وظليت أبحت عن الثانية فلم أجد شيئا مادا أفعل ؟لا أقدر أوقظ أحد بالصدفة استيقظ عمي وظل يبحت لا شئ فأعطاني حذائه الرجالي الكبير ,قال لي لا حل لك الدكاكين مغلقة توكلي على الله واذهبي ,نعم ذهبت وكلي
خجل الناس تتكلم وتبتسم وأنا عقلي شاردبحذائي الكبير صرت كالبهلوان بكسوة عارية السيقان فما كنت وقتها أرتدي الحجاب ,وكنت في بداية الشباب وما أرتديه من حذاء عار وجريمة في حق مظهري وأناقتي ,نادوا على رقمي واسمي الكل ينظر الى رجلي وأرى الغمزات واللمزات والضحكات فكيف ؟فشخصية الانسان تعرف من حذائه ؟وأنا اليوم بشخصية عمِّي,دخلت هناك أستاذ يسأل والتاني يتفحص يتأمل ,عقلي شارد مع الثاني أكيد رأى الحذاء ؟تذكرت نصائح أبي وتشجعت واجبت عن الأسئلة وعند سؤال محدد,انتابني ضحك هستيري بلا شعور عندما سأل الاستاذ على ضوء الطبقية كيف تفسرين الأغنياء يحذفون الفقراء بالأحذية القديمة ؟وددت وقتها لو احذف حذاء عمّي على زوجته المتكبرة المتعجرفة ,استغربا الاستاذين لضحكاتي وسألا انك بامتحان ؟فأريتهم حذائي الكبير .وانفجروا بالضحك وقال أحدهم ,,,انه فال جميل في العام المقبل من معهد الاساتذة ستبحتين عن فردة الحذاء الضائعة بكل حرية

بقبم احسان السباعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل