الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) قضية الحب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و دراسة بقلم الباحث جمال الشرقاوي

جمال الشرقاوي

2013 / 2 / 28
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.



حتى لا يلتبس الأمر على الناس و على القراء ..... فالله سبحانه و تعالى أعطى في القرآن الكريم أمثلة على ( الحب ) و أيضا ورد في السُـنة النبوية الشريفة أمثلة على ( الحب ) و لا يتوهمن أحدا أن ( الحب ) لله سبحانه و تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم فقط و ( الحب ) لغيرهما حراما و إثما و ذنبا و معصية فهذا من قبيل الخلط و الوهم و الغباء الديني و أوهام المفسرين و جهل الجمهور بالدين فقد خلق الله سبحانه و تعالى الإنسان محبا بطبعه للحياه و للرجل ميول و غريزة للمرأة و للمرأة ميول و غريزة للرجل فلا يصح أن نقول أنهما لا يليق بهما أن يحبا بعضهما اللهم إلا لو أننا جعلنا الإنسان ندا لله سبحانه و تعالى و زعمنا بالباطل أن ( حب ) البشر ( لبعضهم البعض ) العاطفي ذو الميول القلبية و المشاعر الملتهبة المعروفة لعصرنا المعاصر منافيا ( لحب ) الله سبحانه و تعالى و منافيا ( لحب ) رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! هذا جهل مطبق بالدين سواء الجهل بالقرآن الكريم أو الجهل بالسُـنة النبوية الشريفة ..... فهذا الجهل بالدين و الغباء العلمي مصدره الوهابيين السلفيين المتنطعين أو الإخوان المجرمين الذين يريدون أن يسيطروا على الناس عن طريق الدين فأخذوا يسدّون عليهم منافذ الحب و زعموا للناس أن ( الحب ) لا يكون إلا لله سبحانه و تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم !!!! و هذا خطأ محض و للأسف فقد وقع في هذا الخطأ كل العلماء و الفقهاء و المفسرين القدامىَ على الإطلاق فأقصى ما تكلموا فيه عن مسألة ( الحب ) هو الميول الغريزي بين الرجل و المرأة و حصروا ( الحب ) في مسألة الشهوة و الرغبة و ( بس ) و من هنا تناقضت مشاعر المسلمين القلبية على مرور القرون فأصبح ( الحب ) حراما لأنه مرتبط بالغريزة و الشهوة و الجنس و الزنى و مقربات الزنىَ و إنه معصية و إثما و ذنبا و باعثا على الخيانة و يحتاج للتوبة !!!! فأصبح ( الحب ) عند المسلمين محرَّما في دينهم بحسب ضيق أفق العلماء و الفقهاء و المفسرين المسلمين منذ قرونا إلى الآن و عند جمهور المسلمين الذين أخذوا العلم من فم أهل الخطاب الديني القديم السلفي الوهابي العفن الذي لا يناسب إسلوب العصر الحديث و المعاصر و لا يفي بمتطلباتهم أقول بناءً عليه أصبح ( الحب ) حراما في العلن و يُمارس في السر مثل الخطيئة !!! فهل يُعقل هذا ؟! هل أصبح المسلمون جهلاء أغبياء إلى هذا الحد أنهم بحسب المفهوم السائد أن ( الحب ) حرام و هل بهذا التحريم وصل الخطاب الديني القديم السلفي الوهابي العفن إلى مبتغاه ؟! فماذا كانت المحصلة النهائية ؟! و الحق أقول لكم لقد أصبحت المحصلة النهائية أن ( الحب ) صار حراما في عُرف المسلمين في العلن و لا يعترفون به في وضح النهار و هانت عليهم أنفسهم فأصبحوا يمارسونه في الخفاء و هم يعلمون بحرمته !!!! هل هذا هو التدين عند المسلمين ؟! و الحق أقول لكم إنه الغش و الجهل و الكذب المفضوح على النفس و النفاق بلا حدود ..... و انظروا معي إلى الآية القرآنية الشريفة { و قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين } [ يوسف ـــــ 30 ـــــ ] أرجوكم تحدثوا لأنفسكم بصدق و لو قليلا بدون خوف
من الذي قال { إنا لنراها في ضلال مبين } ؟! هل قال هذه الجملة الله سبحانه و تعالى ؟! و الجواب هو ..... قطعا لا و ألف لا ..... إذن من الذي قال هذا الكلام ؟! بل من الذي قال هذه الآية كلها ؟! و الجواب ..... إنه المجتمع أي الناس و ليس الله سبحانه و تعالى لماذا ؟! و الجواب هو ..... إنظروا لأول الآية القرآنية الكريمة فقد قال الحق سبحانه و تعالى على من ؟! على لسان النساء في المدينة ..... قال ماذا ؟! قال جل في علاه { و قال نسوة في المدينة } قلن ماذا هؤلاء النسوة اللاتي في المدينة ؟! قلن أن { امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين } إذن كل هذا من قول نسوة في المدينة و هذا يدل على إقرار الحب لا على نفيه أو عدم وجوده و الدليل هو من السورة القرآنية الكريمة نفسها ـــــ سورة يوسف ـــــ عليه الصلاة و السلام ..... فقد دعتهم السيدة ـــــ زليخا ـــــ امرأة العزيز إلى قصرها و قالت لسيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام اخرج عليهن يا يوسف ــــــ عليه الصلاة و السلام ـــــ و لنرى المشهد القرآني الرهيب و هو أبلغ في النفس الإنسانية من قول البشر { فلمَّا سمعت بمكرهن أرسلت إليهن و أعتدت لهن متكئا و آتت كل واحدة منهن سكينا و قالت اخرج عليهن فلمَّا رأينه أكبرنه و قطعن أيديهن و قلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } [ يوسف ـــــ 31 ـــــ ] انظروا أيها الأحباب الكرام إلى الآية القرآنية الكريمة { فلمَّا سمعت } من الذي سمعت ؟! الجواب هو ..... إمرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ سمعت ماذا ؟! { بمكرهن } إذن كلام المجتمع كان في هذه اللحظة حقدا أنتج عنه نميمة و غيبة كانت السبب في الذي قلنه هؤلاء النسوة {امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين } [ يوسف ـــــ 30 ـــــ ] فهذا الحديث من نتاج الحقد الذي ولد في أنفسهن النفاق الإجتماعي و الغيبة و النميمة و الدليل أنها أي ـــــ السيدة زليخا ـــــ امرأة العزيز لما سمعت { بمكرهن } ماذا فعلت من ذكائها ؟! لم تدافع عن نفسها و لم تتكلم عن ( حبها ) الكبير بل { أرسلت إليهن و أعتدت لهن متكئا } و تصرفت تصرفا أغرب من الخيال ماذا فعلت ؟! { و آتت كل واحدة منهن سكينا } و هذا لثقتها بما يفعل ( الحب ) و خاصة إذا كان متوجا بالجمال في النفس البشرية { و قالت اخرج عليهن } و تركت الأمور تجري مقاديرها على البشر الذين يحبون ما تهفوا إليه قلوبهم بدون إرادة بشرية و بدون سيطرة على النفس { فلمَّا رأينه أكبرنه و قطعن أيديهن و قلن حاشا لله ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم } !!! عجيبا أمر الحقد في النفس البشرية لو كان الحاقد أو الحاسد مكان المحقود عليه أو المحسود لفعل مثل فعله تماما !!! و لكنه الحقد !!! فقد قطعن أيديهن و ما شعرن بالجرح و نزف الدم في تلك اللحظة لانشغال عيونهن و اشتياق قلوبهن بجمال و روعة سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام !!! و لا يقولن لي وهابي سلفي متنطع إن ثمرة هذا الحب ما حكاه الله سبحانه و تعالى في نفس السورة القرآنية الكريمة و هو { و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } [ يوسف ـــــ 23 ـــــ ] سيزعم الوهابييون السلفييون الأنطاع أهل الخطاب الديني القديم العفن أن هذا المشهد الذي تتجلى فيه الخيانة هو ثمرة ( الحب ) و هذا دليل على أن ( الحب ) حرام أو هو من مقربات الزنى على أقل تقدير و الجواب أو الرد عليهم هو بكل بساطة ..... لا ..... إستدلالكم خطأ و استنباطكم جريمة في حق أنفسكم و في حق المسلمين لماذا ؟! لإن هذه القصة لها ملابسات اجتماعية خطيرة جدا و غاية في الأهمية و قد أهملها جملة أهل الخطاب الديني القديم العفن من السلفيين الوهابيين الأنطاع مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغبي دائما و أبدا ألا و هىَ إن سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام كان جميلا جدا و قد ورد في الحديث الشريف إنه ( أعطى شطر الحسن ) في الثلاثين من عمره شابا قويا بكامل شهوته و شبابه أليس كذلك ..... ثم على الجانب الآخر نجد ـــــ قطفير ـــــ عزيز مصر الذي اشترى سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام كان رجل عجوز قد ذهب شبابه و قوته و شهوته أليس كذلك ..... ثم نجد بين الرجلين سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام و قطفير عزيز مصر نجد امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ شابة جميلة جدا قوية الجسد و الجمال و الشباب و الشهوة مع ملاحظة أنها ربيبة القصور يعني من أهل الصفوة في المجتمع أليس كذلك ..... و نجد العزيز ــــ قطفير ـــــ زوجها مشغولا بأمور الدولة و هى وحيدة في القصر ترى سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام بجانبها ليلا و نهارا بجماله و فتوته و شبابه و عنفوانه و هى أيضا في مثل عمره في قمة و قوة نضجها و شبابها و شهوتها فما الذي تريدون أن يحدث في هذا الوقت ؟! هل تريدون أن تكتم شهوتها و رغبتها و حبها و كل شيء متاح لها و مباح في نفس اللحظة فالزوج شيخا كبيرا ضعيفا و غير متواجد و الحبيب جميلا وسيما صغيرا قويا بجانبها في القصر و لن يشعر أحدا بما يحدث بينهما لأنه يخدمها فكل شيء قد جاء مرتبا ترتيبا قدريا فما الذي سيحدث ؟! إنه العشق الرهيب المستحكم بالقلب و الحب الدفين المكتوم من سنوات عديدة فظهر فجأة كالبركان المدمر بلا موعد لإن ـــــ السيدة زليخا ـــــ لم تعشق سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام من يوم و ليلة إنما كان سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام أمام عيونها تراه دائما و ما حدث ليس خيانة بالمعنى الإصطلاحي للخيانة و إنما كان تراكم سنوات الشوق في قلب الأنثى و زاده ضعف الزوج و عجزه و زاده قرب الحبيب و جماله و شبابه و قوته أليس كذلك ..... إنها ملابسات لقضية اجتماعية غاية في الخطورة و يأتي الخطر من الأعراف التي جعلت من الفتاه قديما تتزوج و هى صغيرة جدا من رجل كبيرا أو عجوزا فيضعف الرجل و يشيخ و تذهب شهوته و في نفس الوقت تكبر الفتاه و تنضج و تصل لسن الشباب و القوة الجسدية و قمة الشهوة و قمة الأنوثة !!! فما سيحدث من عشق أو حب لرجل آخر هو نتيجة طبيعية في مجتمع لا يعترف ( بالحب ) و لا بأن يترك الرجل زوجته لتتزوج بمن ( تحبه ) و لا تستطيع المرأة أن تعترف لزوجها أنها تريد الطلاق لأنها ( أحبت ) رجلا آخر أليس كذلك ..... و المشكلة يزيد عليها أو يزيدها الطين بلة أن الرجل يأخذ طلب امرأته منه الطلاق لتتزوج رجلا آخر ( أحبته ) مأخذ الشرف و الكرامة و يعتقد ـــــ باطلا ـــــ أنها خانته و لابد من قتلها أو قتلهما معا !!! إذن من النهاية لقصة دموية منذ البداية لا الزوج ديمقراطيا و لا متحضرا و لا يستطيع أن يفهم عقل زوجته الصغيرة التي تريد شابا عفيَّا قويا تمارس معه الأنوثة و الشهوة التي تقتلها في كل ثانية بل و لا يريد أن يعترف لنفسه ذلك الزوج الكبير السن و العاجز جنسيا أنه قد ضعف و أنه تزوجها شابا و استمتع بها حتى ضعف و أخذ منها كل ما يستطيع و قد أتىَ الدور عليها لكي تستمتع به فإذا به يفاجئها بأنه قد يبس و جف و ضعف و انتهىَ و لا الزوجة تستطيع أن تصارحه بما في نفسها من شهوة عارمة و لا باحتياجها لرجل قويا بطلب الطلاق !!! و لا المجتمع المتخلف قديما و حديثا و معاصرا يعترف بهذا الحق للزوجة الشابة الصغيرة في الطلاق الفوري لكي تتزوج من آخر تستمتع معه بشبابها و تتعف معه بل إن هذا المجتمع الأحمق يعتبرها خيانة !!! ماذا تتوقعون في ظل هذه الملابسات لهذه القضية الإجتماعية الخطيرة !!! هل تتوقعون العفة و الطهارة و الشرف و الحقيقة أن كل هذه الكلمات في هذه القضية الخطيرة تصبح كلمات جوفاء بلا معنى لإن هناك قلب جائع إلى الحب لابد أن يضمه قلبا آخر و جوعا إلى الجنس لابد أن يجد شخصا يحتويه و الحقيقة إن لم يكن الطلاق أو تفهم المجتمع لهذه القضية ستكون المحصلة كما حدث في ـــــ سورة يوسف ـــــ عليه الصلاة و السلام أليس كذلك ..... و الدليل على صحة كلامنا أن امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ قالت بعد أن قطع النسوة إيديهن بالسكاكين لمَّا رأوا سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام قالت لهن كما حكىَ الله سبحانه و تعالى عنها { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه و لقد راودته عن نفسه فاستعصم و لئن لم يفعل ما آمره ليُسجنن و ليكونا من الصاغرين } [ يوسف ـــــ 32 ـــــ ]
هل هنا في هذا المشهد تظهر آثار الخيانة أم جنون الحب ؟! فالخيانة لها شكلها الخاص المعروف منذ اللحظة الأولى و هو أن المرأة عندها كل شيء من مال و جاه و زوج قوي الجسد و الشهوة و يكفيها غريزيا ثم هى تلتفت لرجل آخر هذه هى الخيانة في أسمىَ معانيها !!! و لكن الصورة التي أمامنا هى تعبر عن جنون الحب الذي تتولد فيه الرغبة نتيجة ظروف كثيرة متشابكة من ظروف نفسية إلى ظروف اجتماعية كما أوضحنا من لحظات إذن نحن هنا لا نقف أمام صورة الخيانة لمجرد الخيانة بل هى ليست خيانة على الإطلاق و كون المرأة متزوجة و أحبت رجلا آخر تكون خائنة فربما العيب من زوجها و لا يريد أن يطلقها أو يتركها فتضطر لحب رجلا آخر و بالتبعية تأخذ منه ما لاتستطيع أخذه من زوجها الأناني الذي لا يريد أن يطلقها فهنا نحن أمام امرة ـــــ السيدة زليخا ـــــ استبدت بها الحيرة حتى قالت كلاما غير عاقلا { لئن لم يفعل ما آمره ليُسجنن و ليكونا من الصاغرين } و هى من هى ؟! هى ربيبة القصور و المجتمعات الراقية و زوجة كبير وزراء مصر ـــــ عزيز مصر ـــــ و تفهم جيدا بحكم نشأتها المتحضرة أن الحصول على الحب أو ممارسة الجنس لا يأتي بالقوة و الجبر بل يأتي باللين و الاختيار و الطواعية لا بالقهر إذن فما الباعث هنا على ما قالت { لئن لم يفعل ما آمره ليُسجنن أو ليكونا من الصاغرين } إنه الجنون و قد شغفها حب سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام و ليس الباعث هنا هو الجنس المحض أو الخيانة المحضة فهذا هراء و خبال و من وهم السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و مرتزقة الفضائيات و من على شاكلتهم من جمهورهم الغبي دائما و أبدا و الدليل على أن القضية تكمن في ( الحب ) و ليس في الجنس أو الخيانة هو شهادة النساء اللائي قطعن أيديهن لمَّا رأينه و شهادة امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ { قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و إنه لمِن الصادقين } [ يوسف ـــــ 51 ـــــ ] و قد قلنا سابقا في أول التحليل لقضية ( الحب ) الذي نحن بصدده الآن أن الحاقد و الحسد لو كان مكان المحسود أو المعقود عليه لفعل مثل فعله و قد كان لقد راود النسوة في المدينة سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام عن نفسه و هذه تهمتهم { قال ما خطبكن إذ راوتن يوسف عن نفسه } كيف راودوه عن نفسه ؟! و الجواب هو أنه لمَّا قالت امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ للنسوة اللاتي دعتهن لرؤية سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه و لقد راودته عن نفسه فاستعصم و لئن لم يفعل ما آمره ليُسجنن أو ليكونا من الصاغرين } [ يوسف ـــــ 32 ـــــ ] لقد قال له النسوة الحاضرين بعد أن قطعن أيديهن انبهارا به و بجماله و بشبابه و بقوته ـــــ أطع مولاتك ـــــ و هنا أراد الله سبحانه و تعالى النجاة ليوسف من نساء المجتمع و أهل الصفوة الجميلات جدا و المختلفات في الأجساد و الأعمار فلو كان سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام قد وافق على ممارسة الجنس مع امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ فقد كان هؤلاء النسوة سيدعونه و يرغمونه لممارسة الجنس معهن و في قصورهن أسوة بكبيرتهن امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ هذه واحدة و أمَّا الثانية فهىَ اعتراف النساء و معهن امرأة العزيز بالفضل لسيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام { قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء } إعتراف النساء جميعهن عنه بالفضل و الطهارة يدل على أنه شريفا عفيفا و انتهت القضية بالنسبة إليهن عند هذا الحد ...... ثم على المشهد الآخر { قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و إنه لَمِن الصادقين } [ يوسف ـــــ 51 ـــــ ] إعتراف امرأة العزيز ـــــ السيدة زليخا ـــــ وحدها دون بقية النساء إعترافا له وقعا خاصا في الأذن و القلب للسامع و القارىء { و قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق } فهىَ تريد أن تعترف كي تنتهي من عذاب الضمير الذي هى فيه من جراء ما سُجن سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام و كان بسببها و هى تريد أن تبرىء حبيبها الشريف العفيف من تهمة باطلة { الآن حصحص الحق } ليس اعترافا بتهمة بقدر ما هو إحساسا بالذنب و قد كان من الممكن أن تجيب على قدر السؤال { ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه } كان من الممكن أن تجيب على هذا السؤال مثل باقي النساء { قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء } و لكنها أجابت بصيغة غير متوقعة { الآن حصحص الحق } و كأنه اعترافا ضمنيا ( بالحب )
{ أنا راودته عن نفسه و إنه لمِن الصادقين } و نلاحظ كلمة { راودته } بصيغة الماضي و لهذا دلالة أن هذا الحدث الذي هو في نظركم خيانة أو زنىَ قد كان عارضا و له أسبابه و انتهى و هو أي سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام { و إنه لمِن الصادقين } أي ذهبت الشهوة و الجنس و الخيانة التي رميتموني بها و بقي لي حبه في قلبي !!!! ماذا نفعل أمام هذه القضية الإجتماعية الخطيرة التي تحدث كل يوم في عالمنا المعاصر و لكن ضع مكان سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام أي رجلا آخر ..... حتما سيكون الحب مختلطا بالجنس لا محالة و لا هربا من القضية و مناقشتها أليس كذلك ..... و نهاية الأمر فقد تزوج سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام من امرأة العزيز ــــــ السيدة زليخا ـــــــ بعد ما مات زوجها عزيز مصر ـــــ قطفير ـــــ و هنا السؤال ..... هل كان سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام سيتزوج من امرأة عاهرة و خائنة أم من الطبيعي سيتزوج من امرأة عاشقة له محبه له إلى حد الجنون { قد شغفها حبا } [ يوسف ـــــ 30 ـــــ ] و الجواب هو أن الأنبياء عليهم صلوات ربي و سلامه لا يتزوجون من نساء خائنات لأزواجهن و لا عاهرات ......... و لا يسألن أحدا عن خيانة زوجتي سيدنا نوح و سيدنا لوط عليهما الصلاة و السلام { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين } [ التحريم ـــــ 10 ـــــ ] و هذه ليست خيانة العرض إذ حَمَىَ الله سبحانه و تعالى أعراض أنبيائه و رسله عليهم الصلاة و السلام من خيانة العرض و الشرف و اختلاط الأنساب و ما إلى ذلك و لكن خيانة امرأة سيدنا نوح عليه الصلاة و السلام كانت كفرية فقد كانت اسمها واهلة و كانت تقول على سيدنا نوح عليه الصلاة و السلام إنه مجنون و أمَّا زوجة سيدنا لوط عليه الصلاة و السلام فخيانتها أيضا كفرية و اسمها واعلة و قد كانت تدل قومه فاعلين الفاحشة على أضيافة ..... و نختم حديثنا عن قضية ( الحب ) فنقول ما قاله إمام السير و التاريخ محمد بن إسحاق ( لمَّا قال يوسف للملك { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } قال الملك قد فعلت فولاه فيما يذكرون عمل ـــــ إطفير ـــــ عمَّا كان عليه يقول الله { و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء } الآية و إن ـــــ إطفير ـــــ هلك في تلك الليالي و أن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف إمرأة ـــــ إطفير ـــــ راعيل و أنها حين دخلت عليه قال أليس هذا خيرا مما كنتي تريدين قال أي ابن إسحاق ..... فيزعمون أنها قالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسنا و جمالا ناعمة في ملك و دنيا و كان صاحبي لا يأتي النساء و كنت َ كما جعلكَ الله في حسنك و هيئتك فغلبتني نفسي عن ما رأيت ..... فيزعمون أي الرواة ..... أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين أفرائيم بن يوسف و ميشا بن يوسف وولد لإفرائيم نون والد يوشع بن نون و رحمة امرأة أيوب عليه السلام ) رواه بن أبي حاتم في التفسير و الطبري في جامع البيان وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل و عن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائليات ..... نقل ذلك السيوطي في الدر المنثور ..... و كذلك قال مثل ذلك ابن كثير و البيهقي و ابن رشد و الثعلبي ..... و نحن لا يعنينا هذا الجزء التاريخي في شيء قليل و لا كثير إنما أوردناه للإستئناس به و ليطمئن القارىء الكريم و لكن كل ما يعنينا هنا هو عدم تحريم ( الحب ) و نحن نكتب بحثا مطولا مفصلا عن هذا الموضوع حاليا ..... و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ـ اللهم أمين ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترافات صريحة بين نارين بيوتي وجلال أمام جهاز كشف الكذب


.. أنصار حزب الله يقيمون وقفة إجلال تكريما لنصرالله




.. قتلى وجرحى بقصف جوي على ساحة الجامعة بمدينة حلب


.. استشهد أكثر من 40 فلسطينيا في قصف إسرائيلي بتل الزعتر




.. انتشال جثمان مسنة من بين ركام منزل مدمر في غزة