الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية انطباعية حول شعر مليكة مزان

مليكة مزان

2013 / 2 / 28
الادب والفن


بقلم : تنقالي عبد الرحمان/ شاعر جزائري

كنت ولازلت أكره المجاملات وإظهار الولاء للكثير من الأدباء ، لأنني كقارئ ومبدع أهتم لما يكتب دون مراعاة كبيرة لمن يكتب ، فإظهار الولاء يأتي عندي في المرتبة الثانية، لكن للأسف الشديد أن وطننا العربي صنع أدباءنا إعلاميا وإيديولوجيا، ولم يرع صوت المتلقي وحاجته الحقيقية لما يريد استهلاكه ثقافيا وأخلاقيا ، فهل أصبح الأدب صناعة وسياسة تحددها مؤسساتنا ، بحيث يستبعدون رأي المتلقي ويلقون برأي نقادنا الحقيقيين عرض الحائط ؟!

شاعرتنا هي مليكة مزان ، أعلنتُ لها الولاء من قراءة أول قصيدة ، هي صوت متميز وواعد بهذه التجربة النادرة، والتي تبعث فينا الأمل بأن الأدب ما زال بخير، وأن صوت الهامش سينتصر ويكون في الطليعة ذات يوم .

إنه صوت نسائي صارخ محشو بالبارود .. يرفض التعليب والتحنيط ، جاء ليكسر أقفال القمع والتهميش ، إنه صوت يشبهنا ويعبر عن آلامنا ويحررنا ، لذلك تبنيناه بتمرده وبجنونه ، بتدينه وكفره ، بفضيلته واشتعاله بالفضيحة .

من الجميل أن يكون للشاعر قضية وللشعر جرأة لتجاوز الحدود وكسر الطابوهات ، والشاعرة مليكة مزان مثال حي لذلك الجنون العاقل ، وهذا التمرد الإنساني الذي نتفاعل معه ونتقبله بكل وعينا للقهر الذي يعيشه الإنسان العربي عموما ، ما جلبني في قصائد الشاعرة هو ذلك التفرد الذي تحمله القصيدة ، فالجديد صارخ وثائر في تركيبة فكرية غير سابقة ، وكوني شاعر فأنا أقدر كثيرا هذا التميز، ولا أستطيع إلا أن أقول أن تجربة الكتابة عند مليكة مزان هي تجربة فريدة ، تخرجنا من القمقم ومن منطق الاستسلام والرضوخ ، فنجد القصيدة مدهشة ومتفجرة وعميقة في دلالاتها ، تدفعنا للتأمل في ذلك البعد البلاغي للكلمات ، وكذلك لفكرة القصيدة في حد ذاتها.

كل القصائد عالجت أفكارا جديدة وغير مستهلَكة ، وهذا ما شدني إلى كل الكتابات ، فالشاعرة لا تعيد نفسها ، هي بكل بساطة مليكة مزان صاحبة المفاجأة ، تحاكي غضبنا وثورتنا في غير تكلف ، وتجسد نمطا إبداعيا من نوع خاص يجعلنا نتجاوز الخطوط الحمراء ، ونسافر عبر الكلمات في رحلة غير منتهية ، في قصائد جاءت بأسلوب سردي وكأن الشاعرة تروي لنا قصة ، فهي تشدنا إليها وتدفعنا إلى إعادة القراءة من جديد .

كانت هذه نظرة انطباعية بسيطة ومتواضعة في شاعرة متميزة ، ومن حيث بدأت سأنتهي بقولي أنه علينا إعادة توزيع المراتب والأولويات ، في زمن تهميش الأحياء ، فإن الكتابة وجبة ساخنة ، والإنسان العربي يحسن فن التذوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا