الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خامنئي والخوف من الحوار النووي

خالد الأحوازي

2013 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك حالة نفسية تطلق على سلوك معيّن يتمثّل بإلقاء اللوم على الآخرين والتي تسمّى بعلم النفس" الإسقاط" وهي عبارة عن حيلة دفاعية يَنسب من خلالها الفرد معايبه ورغباته غيرالمشروعة والعدوانية أو حتى الجنسية للآخرين حتى يدفع عن نفسه تلك التي لا يرغب بها ويُبرّئ نفسه منها وكذلك يُبعد عن نفسه الشبهات . لذلك فإنّ الكذّاب يتّهم معظم الناس بممارسة الكذب فقي حين أنه متيقّن بانه هو الذي يكذب.
أردت من خلال هذه المقدمة أن أنبش في اللاّشعور لدى خامنئي عبر تصريحاته الأخيرة التي أطلقها في مدينة تبريز شمال غرب إيران والتي اتهم من خلالها الطرف الآخر في عملية الحوار النووي بضعف المنطق مؤكداً أنّ الغرب يخاف من الحوار المباشر مع طهران بشأن ملفها النووي والسبب عدم وجود حجج منطقية لديهم.
في الوقت الذي يعرف الجميع بالمطالب المتكررة التي لا زالت تقدّم لإيران على رأسها الحوار في الشأن النووي منذ افتعال الأزمة النووية لحد الآن ، لكنّ القيادة الإيرانية وعلى رأسها المرشد ترفض حواراً دون قيد أوشرط و لا زالت متمسّكة بمنطقها القائل؛إقبلوامطالبنا قبل أن نحاوركم. رغم جلوس ممثلين عن طهران على طاولة المفاوضات مع الغرب لعدة مرات لكن أفشلها هذا المنطق الإيراني. إنّ المطالب الإيرانية تتمثّل بالإعتراف الرسمي بنفوذهم في المنطقة العربية وذلك يعني تسليمهم الحبل على قاربه.
بالرجوع للحوار النووي والذي يجري الآن على قدم وساق في ألماتا العاصمة الكازاخية السابقة فإن ذلك لن يصبح حواراً مجدياً ما دام النظام متمسّك بعقلية الخداع والمراوغة واتهام الطرف الأخر. رغم أنّ النظام يصرّ على أنه أصدر فتاوى دينية تحرّم صناعة القنبلة النووية لكن تصرّفات طهران فيما يخصّ البرنامج التسليحي يوحي بعكس ما يقوله القادة الإيرانيون.والآن رفع ممثلوا خامنئي مطلبهم رفع العقوبات كي يستمروا في تخصيبهم اليورانيوم لعشرين في المائة.
يستخدم النظام الإيراني التقية الدينية للتخلّص من أعباء كثيرة تفرض عليه داخلياً وخارجياً وهذا يعتبر ملاذه الأخيرخدمة لمصالحه العليا . فإذا وجد خامنئي نفسه محاصراً من كل الإتجاهات سيتجرّع السُم رغبة منه في حفظ المصالح العليا للنظام وسيرضخ لمطالب الطرف الآخر رغم حديثه الأخير الذي اتّهم به الآخر بالخوف من الحوار.
إنّ أهم القضايا التي تشغل بال خامنئي ويشعر بالخوف من منقشتها هي أن يشمل الحوارقضايا حساسة لا يرغب النظام في مناقشتها وهي الإنفتاح على المجتمع الدولي و القبول بضرورة تغيير سلوك طهران في المنطقة و الداخل وذلك يعني تقليص دائرة نفوذها في الشرق الأوسط وعدم دعمها للقوى المتطرفة . و تغيير السلوك الداخلي هو في الواقع يعني الإنفتاح السياسي على المعارضة وهذا كفيل بفقدان النظام لقواعد اللعبة وإلا لماذا لا يبادر النظام نفسه في التغيير دون إملاء من أحد ؟.من هذا المنطلق يصرّ خامنئي على موقفه الرافض لحوار يشمل تلك النقاط وإن وقع في إسقاطات هذا الرفض كي لا يخسر اللعبة السياسية في بلاده و العالم العربي والإسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ