الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد

نصيف الناصري

2013 / 2 / 28
الادب والفن



الندوب التي لا تزول
يدفعنا بغضنا الدائم لأسيادنا الأنذال الذين يخرّبون
أبنيتنا بسياطهم ونفايات عصاباتهم ، الى الغليان
والمناحات المحمومة . شعوب كثيرة عاشت قبلنا
ومعنا في مسالخ الأرض ، امتلأت صوامعها بالخيّر
والعسل ، ونحنُ في سهرنا وفزعنا بين جراثيم ليل
أنهارنا التي تزقزق فيها الأسلحة والكراهية ، فقدنا
فن الإصغاء الى أولئك الذين شنقناهم بين أوقات
صلاتنا وتقديمنا القرابين الى آلهتنا . أرض مذابح
تُميتُ فصولها الأثداء المليئة للغيوم ، وتخنق الأطفال
بالغريزة . موت مفاجىء يتقدّم في حدائقنا الموهنة
ويتربص بنا في السهرات المفلوحة للعرس ، وفي
عطف الوردة ، وكلّ ايمان في أحافير أدياننا ، يسحقنا
في دنسه ، ويوثق اخوتنا الى الشجرة المكشوطة
للجريمة . عيش مفزع في السراديب الطائفية التي
نظنّها منازل الله ، والله الفاقع الذي تحتكر محبّته كلّ
طائفة ، يطلق صوبنا إبر جرثومته ويخلّف في أنفسنا
الندوب التي لا تزول .





النهّابون





مراكب مشبوهة جنحت الربيع الماضي بين حقول شعيرنا ،
أضرمنا فيها النيران وأبقينا على الحجارة الكريمة للمسافرين .
حيرة كبيرة أن يطوّقنا الأعداء بمآدبهم الضارية ، ونحنُ في
أيّام حداد على من مضوا تائهين في حنق ثاراتهم . حاضرنا
الذي يملأه العبوس في السنبلة الغائبة للشمس ، نحياه مناحة
إثر مناحة ، ولا وميض عقيق للعيد الذي ننتظره بين آبارنا
الناشفة . شريان ينزف طوال الوقت بلا انقطاع في قطافنا
لضغائننا المتضوّعة في عراكنا مع الحقيرين . ما يزعزع
أيّامنا وينذرها بالشؤم ، هو الشعور الدائم بدنو الأجل
والفضاعات التي يقوم بها النهّابون في الطرق التي تتجمّد
فيها ساعات وشموس النساء . النهابون رجال الأقنعة والبلاليع .
نحتاج الآن لمعاينة ما يفعله المغدور في شحوبه تحت الصارية ،
الى خمائل نجوم تعيننا في سهادنا بين الحجارة الطائفية العاطرة
بتشابهات الجنائز .







مفاتيح أيّامنا






أشياء كثيرة تدفىء نومنا في الحديقة الأسيانة للزمن ،
وتجرّدنا من الرغبة في معانقة الثمرة الكبيرة للموت .
تجرف الساعات الحانية على الوحدة ، حبّنا ، والغياب
بحجارته السوداء ، يطبق بنصله الثري على النبضات
الواهنة للسنبلة العذراء . يموت اللص المُلثّم وفي حوزته
أسماء العشّاق وفراشاتهم . جدائل شعره اليتيمة يغمرها
الإصرار على الافلات من الآثار التي يتركها البركان .
كلّ انسان يطلي قبره برضاب سنة متحفّظة ، ويواصل
النوم في الأرض التي يلاقي فيها حتفه . تسلّحنا بالشفرة
الحادّة ونحنُ نتحرّق لازالة الثلوج من زنابق حدائقنا
الصدئة ، أحلام ديست فيها مفاتيح أيّامنا التي عجزنا عن
انقاذها . أن نغنم ايماءة نجمة مطمئنة ، نحتاج الى حفر
خنادق في أسفل كلّ مركب من مراكب ايماننا المتسمّرة
بين الجزر المنيعة لأفعالنا الشائنة . نمل كثير كان
يرحمنا في سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد ، وفي
قنصنا لعبير الشواطىء وسط الفجر العظيم للوجود . كلّ
شيء في الطبيعة الآن ، يرتاب منّا ، ولا قنديل في الشجرة
الهيفاء للزمن .



28 / 2 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه