الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ما بعد سوريا

ميعاد العباسي

2013 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



لمن يتتبع الوضع السياسي في العراق، فان العراق يعيش ازمة من الاجدر ان نسميها طائفية لا سياسية. فكل من القوى السياسية المتمثلة في الاحزاب الحاكمة والكتلة البرلمانية وممثلين الحكومة المحلية والجمهور، يدفع بعضهم البعض سائرين باتجاه صراع طائفي خطير الابعاد، من الممكن ان يعيد نكبات الحرب الاهلية التي شهدها العراق عام 2006.

فكل ما يدور من الاحداث الآنية يصب في زيادة الحقن الطائفي بين الفئتين السنية والشيعية--وربما الاكراد-- في العراق، الذي اصبح تهيأه لهذا الصراع واضحا من خلال التصريحات الاعلامية لشخصيات حكومية بارزة ومن خلال الميليشيات الغامضة المنشأ من ضمنها من اطلق على نفسه ب "جيش المختار" الذي قام مؤخراً باصدار منشورات تهديد ضد السكان السنة في بغداد تحثهم على الرحيل فوراً من المدينة، كما قامت مجموعات اخرى بفعل مشابه ضد السكان الشعية في نينوى وكركوك التي تعتبر محافظات سنية.

وبعدما كانت فكرة الطائفية مجرد نظرية مؤامرة لم يؤمن الكثير بوجودها، كما ذهب البعض الاخر ليلقي اللوم على الاحتلال الامريكي للعراق في ايجاد هذه النعرة، اصبحت الطائفية اليوم من المسلمات التي بدأت جميع الطبقات والفئات العمرية بتقبلها كواقع حال، ويتجلى هذا التقبل لفكرة الاختلاف في المذهب من خلال الخطابات الدينية والسياسية وعلى مستوى افراد وجماعات ومنظمات. فقد تحول "الانقسام" من مجرد فكرة متداولة الى دعوة متداولة في معظم قنوات الاعلام العراقي.

فمن العوامل التي ستساعد في اسراع اندلاع الصراع الطائفي في العراق سقوط النظام السوري الحالي. وهذا ما يثير مخاوف حكومة المالكي التي ترى في حكم الاسد لسوريا تعزيزا لحكم الشيعة في العراق وفي سقوطه تعزيزا لدور السنة العراقيين، فضلا عن مخاوف توحد سنة العراق مع النظام المستقبلي الذي سيحكم سويا بعد الاسد، والذي من المؤكد انه سيكون سني الطائفة. ومن الملاحظ ان الصراع السوري الحالي (خصوصا جانبه الطائفي) ينتقل الآن وبضراوة الى الشارع العراقي الذي يتخيله نموذجا لصراعه الطائفي المستقبلي.


ان صدق الوعد، فان قيام الولايات المتحدة الامريكية بتسليح المعارضة السورية ستكون خطوة من شأنها ان تسرع في اضعاف نظام الاسد وربما ازاحته خلال الاشهر القادمة.
لكن ماذا عن الاطراف الخارجية التي لها علاقة او مصلحة في ابقاء او ازاحة النظام الحالي في سوريا؟

فمعظم الدول المجاورة لسوريا لها دورا معينا في الثورة السورية منذ انطلاقها قبل عامين، فتركيا ترى في اسقاط النظام السوري نجاحا لمشروعها في توسيع
رؤياها في الشرق الاوسط الجديد. وحكومة المالكي في العراق ستعتبر سقوط الاسد تهديدا لحكم الشيعة في العراق.

وكذلك ايران التي وصفت نظام الاسد بانه "خطا احمر" متحدية بذلك من يحاول ازاحته، كون اعتباره منفذ لها في لبنان. فايران تعامل سوريا على انها جزءا منها وسقوط بشار يعتبر نكبة لها،. فالحكومة الايرانية تؤمن بان خسارتهم لسوريا ونظامها الحاكم سيدمر خططهم التي وضعوها منذ عقود في الشرق الاوسط والاهم ان سقوط الاسد سيكون ضربة مؤلمة تمنعهم من التدخل في الشؤون العراقية. كيف لا وايران تعتبر العراق "الحاجز الاخير" الذي يقيها من تدخل سافر في شؤونها الداخلية. فسقوط الاسد يشكل تهديدا لوحدة ايران التي تحادي عربستان من الجنوب والاكراد من الشمال.

لذا فان سقوط النظام السوري سيفرض على المنطقة حرب من نوع اخر تكاد تقترب وهي الحرب الطائفية التي ستمتد من المشرق العربي الى غربه والتي لن تكون نتيجتها النصر او الهزيمة بل التقسيم!

فهل يا ترى سيكون هذا السيناريو الاخير قبل ان تقرع طبول حرب اهلية ضارية؟

اعتقد ان الاسابيع او الاشهر القلائل القادمة ستكون حاسمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل