الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للعنف ضد النساء !

فاطمة الشيدي

2013 / 3 / 1
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


يشكل العنف ضد النساء ظاهرة واضحة في المجتمعات الإنسانية بشكل عام، ولكن كيفية مواجهة العنف والتصدي له، وكشفه، وتعرية حالاته المرضية أمام المجتمع، ووجود قوانين رادعة وحقيقية تحمي المرأة، و توجّه للمعتدي أقصى درجات العقوبة الرادعة له ولغيره من سجن وتغريم، تمنعه من العودة لممارسة هذا الفعل القبيح، كما تمكّن المرأة من التحرر من قبضتة، هو الفارق بين المجتمعات المتقدمة القائمة على الحريات وحقوق الإنسان بكل مستوياته وجنسه وعمره، وبين المجتمعات العربية الذكورية، والتي لا ترى في المرأة مخلوقا إلا ضعيفا وإنسانا من الدرجة الثانية، كما تعلي من قيمة الأسرة والمجتمع على حساب الفردانية والذاتية الإنسانية، وبالتالي فهي قد تتساهل مع الكثير من أنواع العنف لحماية الكيانات الاجتماعية، دون النظر للتأثيرات الصحية على المرأة جسديا ونفسيا، ومن تمزّق في أطر هذه الكيانات، وتفريغها من مضامينها الراقية والحقيقية كالمحبة والصدق والتعاون والثقة والاحترام، وتحويلها إلى مجرد هياكل اجتماعية تجمع مجموعة من الفراد لايجمعهم الكثير من الأواصر، وقد يجمعهم الخوف والحاجة، وتحيّن الفرصة للإنسلال منها والهروب من قضبانها.
ويتخذ العنف ضد المرأة شكلا جسديا من خلال الضرب والركل وكل أنواع التعنيف الجسدي الذي يصيب المرأة في الأسرة، أو من خلال الاغتصاب والتحرش في الأسرة أو خارجها، كما قد يتخذ شكلا نفسيا من خلال القهر والقمع، والإهانات اللفظية القبيحة، والمنع من الحياة الطبيعية بكل مستوياتها الإنسانية كالتعليم والعمل والمشاركة والحضور المجتمعي والإنساني، أو حرمانها من الإنجاب، أو التحكم في ذلك، والتحكم في تصرفاتها، وتفاصيلها الشخصية، والسيطرة على إنسانيتها بشكل يجعلها مجرد تابع أو ظل للزوج أو الأسرة، مما يؤدي إلى تدمير وتمييع شخصيتها، وكبت إنسانيتها الحقيقية، وتحقيرها أمام أطفالها، وأسرتها أو أمام الناس، ومن العنف الأسري النفسي أيضا عدم شعورها بالأمان في حياتها الزوجية بعدم تقنين التعدد في الزواج، أو الحد من الطلاق التعسفي بقوانين مناسبة، طبعا ناهيك عن الخيانات، والهجر، والحرمان العاطفي، وعدم الشعور بالأمان والرضا.
ولايمكن ربط الحد من العنف الأسري الجسدي والنفسي بالأخلاق أو الدين، أو جعلها مرهونة بنبل وتدين الرجل، لأنها حالات غير مقننة ولا محكومة بضوابط، فهي عرضة للتغير والتحوّل، أو حالات شكلية كاذبة ومتناقضة بين الداخل والخارج، وأمام الناس وفي بيته، ولذا لابد من وجود قوانين واضحة ضد العنف بكل أشكاله، تحمي المرأة في البيت والشارع، تحمي كرامتها، وتصون إنسانيتها وتجعلها تشعر بالحرية والكرامة والأمن في وطنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المعارضة السورية المسلحة تسيطر على حماة | الأخبار


.. كيف سقطت حماة بأيدي الفصائل المسلحة؟.. مدير المرصد السوري يج




.. الدموع تغلب مراسل سكاي نيوز عربية على الهواء أثناء نقله لصور


.. هل أوقفت روسيا وإيران دعمهما للنظام السوري في مواجهة المعارض




.. رفعت الشموع.. مسيرة صامتة في شوارع ليدن الهولندية للتضامن مع