الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي

فالح الحمراني

2013 / 3 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



موسكو ـ فالح الحمراني* ‏


عقد الشيوعي مؤتمره اليوبيلي الخامس والعشرين في 23 و24 فبراير بمشاركة 231 مندوبا من مختلف انحاء روسياوعقد في ختام اعماله طاولة مستديرة ضمت ممثلي 95 حزبا شيوعيا وعماليا من الذين حلوا ضيوفا على المؤتمر، تناولت وضع الحركة الشيوعية ومواجهة التحديات كما اصدر بيانا عن الوضع في سوريا يعرب فيه تضامنه مع النظام الحاكم ويدين المعارضة بكافة اشكالها.

ويشكل المؤتمر انعطافة في حياة الحزب الشيوعي الروسي ومنطلقاته النظرية وقاعدته الفكرية وشكله التنظيمي( التي يمكن ان تكون موضع مادة قادمة) حيث كان من المتوقع ان يشهد معركة بين جناح زعيمه غينادي زوغانوف والاجنحة المعارضة التي تزعمها اجور ليغاتشوف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المنحل.

ولم يقدم الحزب الشيوعي الروسي على إحداث اية تغيرات في هيكليته خاصة وأنه يعتبر القوة المعارضة المعتدلة والبناءة إذ لم يشهد الحزب اية تغييرات جذرية ولو حتى في النهج الكادري له. وما أكد على ثبات الحزب الشيوعي على نهجه القائم تجسد فيما خلص اليه المؤتمر الحزبي اليوبيلي، الذي اختتمت أعماله في موسكو يوم الأحد بعد انقضاء 20 عاما على تأسيسه وقيامه على انقاض الحزب الشيوعي السوفيتي. ولم تصدق الشائعات، التي تحدثت عن حدوث شرخ بين صفوف الحزب حيث أعيد انتخاب غينادي زيوغانوف زعيما للحزب لدورة جديدة مدتها اربع سنوات.

وتناقلت وسائل الاعلام الروسية قبل فترة طويلة من انعقاد المؤتمر المذكور معلومات تحدثت من خلالها عن أن قيادة الحزب الشيوعي سيواجه معارضة داخلية في صفوفه. وفي مقدمة المعارضين الحزبيين اشير الى ايغور ليغاتشوف العضو السابق للمكتب السياسي للحزب في حقبة زعامة ميخائيل غورباتشوف، حيث انهال ليغاتشوف وعلى الدوام على قيادة الحزب بالانتقادات متهما إياها بانتهاج البرجوازية والخداع. ودعا معارضو الحزب الشيوعيون المؤتمر الى التصويت ضد إعادة انتخاب زيوغانوف إلا أن هذه الدعوات لم تلق آذانا صاغية لها واعيد انتخاب زيوغانوف ليتزعم الحزب لدورة جديدة.

ويذكر ان المؤتمر لم يهمل خلال اعماله المسائل المتعلقة بضرورة التجديد الكوادري في الحزب حيث تمكن الشيوعي خلال المؤتمر من تجديد القيادة الحزبية بنسبة 20 بالمئة ليشمل هذا التجديد الحزبيين الشباب، في حين تم تجديد اللجنة المركزية للحزب ليشغل الحزبيون الشباب نسبة 30 بالمئة من اعضائها نزولا عند رغبة زعيم الحزب زيوغانوف لكن هذه الاجراءات مجتمعة لم تفض الى إحداث تغير جذري في هيكلية الحزب الشيوعي الروسي. ولم يتمكن الحزب مجددا من العثور على بديل يحل محل زيوغانوف ليبقى بذلك زعيما للشيوعيين الروس طوال اربعة أعوام اضافية.

وفي هذه الاثناء لم يخف عدد من أعضاء الحزب خلال المؤتمر حقيقة ان الحزب يتعرض لوعكة تصيبه، إذ أعلن فلاديمير نيكيتين رئيس اللجنة المركزية الرقابية التفتيشية للحزب انه اتخذت محاولات في السابق لإحداث انقسام بين صفوف الحزب وان هذه المحاولات استمرت حتى المؤتمر الحزبي الأخير. وقال: "ان أعداء الحزب قد وجدوا مؤيدين لهم داخل اللجنة المركزية بادروا بطرح مشروع تعديلات تطال النظام الداخلي للحزب من بينها تلك التي ترمي الى التقليل من دور اللجنة المركزية الرقابية التفتيشية للحزب والعمل على إزالتها عن الطريق الذي سعوا من خلاله الى إلحاق العدوى بالحزب على غرار تلك التي أفضت الى انهيار الحزب الشيوعي السوفييتي".
وتم الكشف عن الاعداء المندسين وطردهم من صفوف الحزب وكان من بينهم يغور ليغاتشوف وغيره من المنشقين وفي مقدمتهم فلاديمير اولاس الذي كان في مقدمة منتقدي قيادة الحزب الشيوعي.
وتم خلال المؤتمر سم مهام الحزب للمرحلة المستقبلية القائمة على تركيز الاهتمام على الوسط الشبابي وإشراك عدد اكبر من النساء في العمل الحزبي واستحداث رابطة للمدونين الالكترونيين الحمر من خلال تسخير شبكة النت وإمكانياتها لذلك.

وما لفت الى اهتمام السلطة الروسية بالمعارضة السياسية المتمثلة بالحزب الشيوعي كانت مشاركة رئيس إدارة شؤون السياسة الداخلية في الكرملين اوليغ موروزوف، الذي تلا على الحضور رسالة ترحيب وتحية من الرئيس فلاديمير بوتين بالحزب ومؤتمره المنعقد. جاء فيها: "إن رئيس البلاد ينظر بعين من الاحترام الى الاهتمام، الذي يوليه الحزب الشيوعي الروسي لمسائل اجتماعية ذات اهتمام خاص بينها حماية الحقوق الاجتماعية والعمالية للمواطنين اضافة الى دعم الحزب المقدم لقطاعات العلوم والتعليم والصناعة والزراعة اضافة الى الاسهام في التحفيز على تعزيز القدرات الدفاعية العسكرية للبلاد والتربية الوطنية للأجيال الصاعدة".

وفي هذا السياق توجه رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، توجه هو الآخر الى المشاركين في اعمال المؤتمر الحزبية بالتهنئة متمنيا للحزب النجاح والتقدم في نشاطاته.ومن جهته انهال غينادي زيوغانوف على السلطات بالانتقادات اللاذعة على غرار تلك الانتقادات التي كان يوجهها للسلطة في عهد إدارة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين ولم يثنه عن ذلك الاهتمام والعناية المقدمين للحزب ونشاطه من قبل رئيسي البلاد والحكومة واصفا ممارسات السلطة بأنها "معادية للشعب الروسي" متغنيا بمآثر الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف ستالين.
وحظي حنين الشيوعيين الروس في مؤتمرهم للحقبة الاشتراكية السوفيتية الاشتراكية، حظي بإعجاب عدد من الضيوف الأجانب على المؤتمر، الذين مثلوا الحركات والأحزاب الشيوعية واليسارية من 95 بلدا. وقال زعيم الحزب الشيوعي الياباني مينورو تاغافا بهذا الصدد: "ان التجربة الاشتراكية، التي خاضها الاتحاد السوفيتي تحظى بنظرة سلبية لها في بلادنا"، لافتا في الحديث الذي أدلى به الى صحيفة "كوميرسانت" الروسية انه "لم يكن يتوقع ان يفرد زيوغانوف هذا القدر الكبير من وقت المؤتمر للتغني بمآثر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين".

وقال ميخائيل ريميزوف رئيس معهد الاستراتيجيات الوطنية إن أحدا لن يحل محل غينادي زيوغانوف في زعامة الحزب في المستقبل المنظور. وقال اليكسي ماكاركين نائب رئيس مركز التكنولوجيات السياسية في تعليق لصحيفة "نوفيه إزفيستيا" على ما خلص اليه المؤتمر الحزبي: "ان إحداث شرخ في صفوف الحزب يتطلب انسحاب عدد كبير من الأعضاء من عضوية الحزب ويتطلب ايضا إغلاق عدد كبير من الفروع الحزبية في المناطق الروسية أبوابها، لافتا الى ان "زيوغانوف شخصية مطلوبة بالنسبة الى الحزب إذ أنه يحظى بباع طويل في العمل الحزبي من جهة، ويتمتع بالقدرة على التواصل مع السلطات مظهرا بذلك براعة وحنكة.

+استفاد التقرير من تقارير وسائل الاعلام الروسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة