الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والله لا يسامح غير الغاضبين!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2013 / 3 / 1
حقوق الانسان



كل الفواجع والكوارث والأخبار السوداء التي تهطل علينا صبحاً ومساء لم تحُرك فينا ساكناً.
كل الدلائل التي تشير بصراحة إلى جرائم الإخوان المسلمين لم تبلغ درجة اشعال الغضب في شعبنا.
كل القرائن الموثقة التي يهتز لها عرش الرحمن لم يهتز لها الجسد المصري إلا في بعض أطرافه، بورسعيد، المنصورة، السويس، لكن الطاغية ماض بغير التفاتة واحدة إلى مناهضيه فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو ذراع المرشد و.. لسان الشيطان.
كل الشواهد التي تذيب صخور مصر كلها لو سقطت عليها لم تجعلنا أكثر من ساخرين نــُـلقي النكات، ونضحك حتى الثمالة، ونرسم مرسي ومُريدين ورجاله، ثم نخلد في المساء لننام فوق دموعنا فنحن أضعف من أضعف أرنب يُهان .. فيصمت.
منذ أنْ سرق المُزايدون في الدين ثورتنا وجرائمُ الجماعة تتراكم حتى بلغت عنانَ السماء، لكن جلودنا سميكة، وآذاننا صمَّاء، وقلوبنا غلف، وعيوننا لا ترى إلا ما تريد أن تراه.
كل مصري يعلم أن مطالب ثورته بعد أكثر من عامين لم يتحقق منها أصغرها، وأن إعادة تأهيل مبارك الاخوانجي في مراحلها النهائية، وأن ثورتنا العظيمة قامت من أجل نزع سلطة طاغية اغتصبتنا لثلاثين عاماً، وتسليمها لجنرالات سلخوا جلودنا لعام ونصف العام ثم وضعها بين أيدي الاستبداد الديني ليُـعيد صناعة المصري الأجير لدى كهنة المعبد، ففي مصرنا المسكينة يكفي أن تذبح ضحيتك باسم الله ليصبح لحمُها حلالا، حتى لو ذبحتَ شعباً وصل تعداده إلى 92 مليوناً!
هل هناك أدنى فائدة في التذكير بجرائم العهود الثلاثة، منفردة أو مجتمعة، لمن فقدوا الذاكرة؟
اخلع ملابسك فالسوط في يد مبارك أو المشير أو مرسي يتساوى بعده ظهرُك الملتهب، فنحن قد وصلنا إلى مرحلة أدنى من كل مراحل العبودية والسُخرة ولذة المهانة ومتعة الصمت وغبطة السكوت وسعادة مشاهدتنا للصوص وهم يفرّغون ما في بطون أطفالنا، ويمتصون دماءَنا، وينتهكون حرمات نسائِنا.. من سحلهن عاريات إلى كشوف العذرية، ومن رجمهن في المنصورة إلى اغتصابهن في حملات الاعتقال.
تقرأون، وتعرفون ما يحدث، وتجمعون عشرات الآلآف من الشواهد الموثقة، وتختزن ذاكرتكم المثقوبة جرائم ينتهي عمر الواحد منا قبل أن يسردها كلها، ثم ينتظركم عشاء ساخن، وحوار على النت، وتعليقات على الفيسبوك، وبيان جبهة الانقاذ، وبعض البرامج هنا وهناك، ثم ينبلج فجر جديد ليتجدد اليوم السابق قبل نسخه إلى يوم لاحق.
أيها المصريون،
اغضبوا .. اغضبوا.. اغضبوا فالله لا يسامح غير الغاضبين.
ابكوا، والطموا وجوهكم، وشجّوا رؤوسكم في الحائط، على الأقل ليعرف أبناؤكم وأحفادكم وأجيالٌ من بعدكم أن فيكم نفخة من روح الله.
أيها المصريون،
ماذا تريدون أن تعرفوا أكثر لتكتشف الكرامة طريقها إلى موطن الثورة من جديد .. إلى قلوب عرفت عشق مصر في 25 يناير 2011 ثم تملــَّـكتها الحيرة بعدها فيمن ستنحاز إليهم!
ليس لكم خيار ثالث: إما مبارك والمشير ومرسي وإما .. الله!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 28 يناير 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم