الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اورام ثقافية .......... القداسه

كريم ناشور

2013 / 3 / 1
الادب والفن


يبدوان في الادب كما في الدين اجناس ومذاهب وطوائف ... وفيه ايضا مراجع ورجال افتاء وشيوخ طريقه ...وفيه مقلدين واتباع وحاملي مباخر... ولكن مايجوز في الدين لايجوز في الادب ... فالدين يبسط نفوذه باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للسلطة المطلقة (سلطة الله) في الارض ومايصدر عن رجل الدين هو صادر عن الله ؟ والراد عليه هو كالراد على الله وذلك مااحاط رجل الدين بهالة القداسة التي جعلته بعيدا عن سهام النقد واكسبته مكانة لايجوز المساس بها اوتجريحها من اي كان ...ومن فعل ذلك رمي بالهرطقه او الفسوق اوالخروج عن الملة .
اما في الادب فكل ما ينتج ابداعيا يخضع للتمحيص والتذوق والنقد الذي اصبح جنسا ادبيا وعلما له اصوله واسسه ونظرياته والذي يخضع بدوره ايضا لنقد النقد فلا سلطة مطلقة في الادب ولاقداسه لمبدع ... وقد تسهم عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية في تسليط الاضواء على مبدع دون سواه فتجعل منه نجماً لامعا ويتم تكريسه كأفضل المبدعين او اكبرهم او اعظمهم وذلك يدخل في موضوعة صناعة النجم اوصناعة الشهرة وهو ليس محل حديثنا ولكن ان تستعير مناخاتنا الثقافية مفاهيماً طقسية دينية وتسبغ على بعض رموزنا الابداعية عباءة القداسة والعصمه التي لايجوز الاقتراب منها او حتى التفكير في مخالفتها او ابداء الرأي في منجزها الابداعي فهو امر يستحق المراجعة والنقد ... فمراجعة المنجز الابداعي واثراءه وأضاءته بالنقد العلمي وتأشيرمناطق الخلل والتألق فيه هي عملية ثورية بحد ذاتها لانها ــ بأستبطانها لصراع المتناقضات ــ تؤكد على تقدمية الكتابة وتطورها ...ولعلني أتذكر ان احدهم كتب مرة انه قرأ رواية (فنيجان ويك) للروائي الانكليزي جيمس جويس فوجدها تافهه ولاتستحق عناء القراءة لاسباب ذكرها وقد عرضه ذلك الى حملة قاسية من كتاب المجلات والملاحق الثقافية كادت ان تطيح به ككاتب وما ذلك الا لان المناخ الثقافي يومهاكان يضفي على جيمس جويس قداسة ربما تنبع من غموض رواياته واشكاليات لغته .وانا هنا لاادعو الى استسهال النقد او التجريح لرموزنا الابداعية التاريخية التي غدا منجزها الابداعي علامة مضيئة في تاريخنا الحضاري وفي وجداننا ولكن من المؤسف ان نغلفها بعباءة القداسة المفرطة ونجعل منها تابو نخشى الاقتراب منه او التفاعل معه بحيث يعد ابداء الملاحظات على رواية ما او قصيدة ما انحرافاً او فجوراً يستدعي الرجم والشتم والسباب والقذف بأبشع النعوت ...وقد يظهر لشاعرٍ ما او روائياً مااحياناً قصيدة أو روايةلاتتوفر على ابسط مقومات الابداع الادبي ولاتحمل بين ثناياها شحنه جمالية تستفز الذائقة الحسية او العقلية لدى المتلقي . فهل يستدعي القول انها باهته او تافهة مثلاً تشهيراً وشتماً دفاعاً عن قدسية الكاتب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه .وهل اصبح الكاتب النجم محصناً بنجوميته بحيث يغدو مايصدر عنه هو ذروة الابداع وقمة الاصالة ومنتهى الرقي وان تجرأ احدهم وقال خلاف ذلك انبرى اتباع ذلك الكاتب ومريديه ودراويشه للدفاع عنه بضراوة ووحشيه احياناً ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه