الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدمقراطية العربية

الناصر لعماري

2013 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ربما قد نتفق جميعا على ان اعتماد التفكير العلمي و القضاء على التفكير الخرافي هو القاعدة الأساسية للتقدم و لكن ما يحدث عندنا في البلاد العربية هو العكس مع تغيير المصطلحات فنسمي الخرافات علم و القائمين عليها من رجال الدين (علماء) و نسمي ما لا يتوافق معها من العلم (خرافات) ...في كثير من البلدان العربية يتم منع (الكتب الغير مرغوب فيها) من قبل رجال الدين و يتم منع قنوات و مواقع انترنت (و هنا طبعا لسنا نتحدث عن المواقع الاباحية) بل المواقع الفكرية و تمنع الصحف و المجلات الغير مرغوب بها ايضا خاصة في الدول البترولية الغنية التي يستخدم فيها رجل الدين المال المكدس لديه و يفتح قنوات تلفزيونية لينشر فيها علوم الخرافة و هندسة الرقية و طب طرد الارواح الشريرة من الجسد ..بين القطعان البشرية التي لا تشك

اذا كنا عاجزين على التشكيك في الخرافة و مصداقية من يروجها فنحن لا نستحق الديمقراطية لان الديمقراطية تتوقف على قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات صائبة في حياته...و اتخاذ القرارات الصائبة لا يمكن ان يحصل في مجتمع غارق في الخرافات
الديمقراطية في العراق ادخلته في فوضى لان المجتمع العراقي مازال سليب العقل و الديمقراطية في تونس و مصر أدخلت الخرافات للنقاش تحت قبة البرلمان في وقت يعيش فيه البلدين ازمة اقتصادية و اجتماعية حادة

لا نستطيع ان ننكر الدور السلبي الذي لعبته الجماعات الاسلامية في تعطيل مسيرة الدمقراطية في الدول العربية ..يقول سيد قطب: ان الديمقراطية هي شكل من اشكال الحكم الفاشلة التي اثبتت افلاسها في الغرب؟؟اااا..و لم يعد يجدي استورادها أما سعيد حوا يقول: ان الذين يريدون الباسنا لباس الديمقراطية قد انحرفو انحرافا عظيما فالحاكمية لله و ليس للشعب .و الطريف في كل هذا ان حزب .الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر كانت ترفع شعار (لا للديمقراطية) في عز الانتخابات التي جاءت بهم الى الحكم و هذا ما اضطر خصومهم الى الغائها.. الا ان نفس هذه الجماعات التي كانت تحارب الديمقراطية صارت تطالب بها بعد أن تاكدت جيدا ان الذهنية العربية صارت فارغة تماما من اي فكر الا من الدين فصارت تدرك ان طريقها الى الحكم يمكن ان يكون عن طريق هذه الديمقراطية اللعينة
حالة العودة للدين التي تسود الوطن العربي هي طريق للتخلص من الهواجس و الهموم و المشاكل المتفاقمة فصارت الشعوب العربية كالمدمن على الحشيش لينسى هموم الحياة فتجد هذا المدمن..أقصد المؤمن سعيد لانه لم يعد لديه هموم تزعجه فكما يتخلص منها المدمن بالحشيش كذلك يتخلص منها المتدين بالايمان...و هذا ما يستغله الجماعات الاسلامية بعرضها صنف الحشيش الذي يدمن عليه هؤلاء المؤمنين و اغرائهم به لكسب أصواتهم

مطالبة الولايات المتحدة بالديمقراطية في الشرق خطا فادح ترتكبه بل كان عليها المطالبة بالعلمانية اولا ثم الديمقراطية لان العلمانية هي التي ستقضي على الادمان في المجتمع مما يسمح بقيام ديمقراطية على اسس سليمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10. June 2024


.. الانـتـخـابـات الأوروبـيـة: مـن سـيـحـكـم فـرنـسـا؟ • فرانس




.. -صفعة- عمرو دياب تتصدر المشهد وليدي غاغا تنفي شائعة حملها..


.. هل تكون مقامرة ماكرون.. جائزة لبوتين؟| #التاسعة




.. صفعة عمرو دياب.. بين القضاء وتوقعات -ليلي عبد اللطيف-!| #منص