الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يكون الفرد مثقفا حقيقيا ؟

هيثم محسن الجاسم

2013 / 3 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية






مثل امتحان المؤمن لمتانة وقوة ايمانه ، يختبر المثقف في مواضع حاسمة بإبداء موقف ثابت لايحيد عنه مهما كانت المغريات او جسامة التهديدات .
وباتت القيم والمبادىء اليوم رهينة الفتك بفك الزمن الشرس الذي يلتهم السنون والعافية كذلك يفعل بالمبادىء والقيم التي نمت واستقامت في شخصيتنا المعنوية .
واصبحنا نشعر بالاسى والحزن لما يتعرض احدنا لتهديدات جسدية او معنوية فلا تنهار القيم داخله بل تموت معه ليخلد متحديا شراسة الزمن وافة النسيان، فيعيش في ذاكرة المدينة والناس رمزا وعبرة للاجيال لتستمد من حياته الدروس والعبر العظيمة .
ونشمئز ونشعر بالذهول لما يحطم الزمن والانانية تلك القيم والمبادىء داخل احدنا وهو يعرضها للبيع بابخس الاثمان مقابل منصب تافه او مال حرام ، وينتهي في مزبلة الذاكرة ملعونا ومنسيا ابدا ويموت وتبقى القيم والمبادىء حية في حياة الناس والمدينة .
وتتجسد اثار تلك الصورتين المعنويتين في الصراع بين الحكومة والشعب كل يوم في محاولة لاخذ الحقوق المسلوبة من السلطات الحاكمة او المسيطرة او سلب الحقوق عنوة بقوانين ودساتير استبدادية باتت سلاحا قاهرا لارادة الشعب .
من هذا الصراع الخالد يخرج من بوتقته رجال ونساء خالدون في ذاكرة الانسانية، يتحولون مع الزمن الى اسطورة تناقلها الامم من جيل الى جيل وخاصة لما تتوفر وسائل الاتصال بشكلها الحالي حيث تحول العالم بفضلها الى قرية صغيرة . وصرنا نقرا ونكتب ونسمع ونتكلم بتلك النماذج الانسانية العملاقة لانها ارث للبشرية لا لاحد كان شعب او فرد او مؤسسة . فاصبح محمد ( ص ) و عيسى (ع) غاندي او ارسطو وماركس وابن رشد وماوس تونغ وبوذا وووو
كنوز حاضرة على طول الزمان وعرضه . بينما هتلر وهولاكو ومعاوية وموسليني وصدام وبن لادن وووفي مزبلة التاريخ . وكذلك دول ومؤسسات ومنظمات وانظمة وايدلوجيات بارت ونسيت ووضعت في خانة الشر لانها عرضت المبادىء والقيم ومعتقدوها للابادة والقتل .
هنا نسترجع الاثر لما ادخرته ذاكرتنا المتواضعة من كم الاخلاق والسلوكيات التي انبتها مربيينا كان احد والدينا او معلمينا او عرابينا او مثلا حيا واكب سفرنا في الحياة سياسيا كان او فنانا او اديبا او قدوة حسنة من كارزما المجتمع .
هذه السلسلة الطويلة من المعارف والافكار والاراء والمعلومات العلمية والروحية والادبية والفنية والاجتماعية والفطرية حولت رؤوسنا الى وعاء عملاق يتحكم بتصرفاتنا وسلوكنا الرشيد ويبني شخصياتنا المعنوية لنكون افرادا صالحين في المجتمع .
لايمكن ان تنهار او تتلاشى بسهولة وخاصة مع تقدم السن بنا . جعلت منا قامات وقمم يسترشد بها اجيالنا الناشئة لتستمر رسالة الانسانية بالعطاء .
لكن بيدنا نفعلها كمثقفين عندما ننزوي ونتخذ ركنا نائيا عن الحراك الجاري في محيطنا ونترك الامة بلا قائد يرشد ويعلم وينصح ونعرض اجيالا من شبابنا واولادنا للضياع والانحدار في مسالك لاتؤدي الا للهاوية والانحطاط بمقدرات الامة . و نمكن المتربص والطامع والمستهتر من الولوج بشيطانية متناهية لاختراق صفوفنا ووحدتنا كشعب ليمزقنا ويبعثر شملنا ويحولنا الى اضداد لايضمر احدنا للاخر سوى الحقد والضغينة وسوء النية وانعدام الثقة .
وتكون نتائج عمل هذا الشيطان وخيمة على كلح شرائح المجتمع فنتحول الى فرقا وشيعا وفاسدين لانقدم لشعبنا الا مايوحى لنا من نفثات الشيطان المترسبة فينا التي صيرتنا ادوات مسلوبة الارادة هائمة لاتعي ولاتدرك ان مصلحتنا بوحدتنا في وطن حر وامن وسعيد . فيجمعنا عندما تضيق افاق الدنيا ، ونلوذ به لنحتمي من الاستلاب الروحي والبدني الذي يصيرنا من امة حية الى مقبرة للاموات متفسخين بالفساد والعنف واللامسؤولية مجردين من قيمنا ومبادئنا الاصيلة التي تمنحنا هوية المواطنة الحقيقية والعنوان الكبير عراقيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو


.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب




.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما


.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم




.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني