الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة السورية

محمد ماجد ديُوب

2013 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مقدماً أن أكتب مقالاً في السياسة كما تمارس في الواقع وليس مقالاً شعاراتياً فقط للعلم

المسألة السورية

قد يعيب البعض عليٌ هذه التسمية ولكن لابأس ربما يكونون عىل حق ولكن أرى أن سوريا وبإعتبارها تحتل في العالم موقعاً فريداً فقد كانت عبر التاريخ تحت رحمة هذا الموقع الجيوستراتيجي الهام الذي جعل منها نقطة إنطلاقٍ لكل إمبراطوريةٍ في طور القوة والرغبة في السيطرة على ما أمكن من العالم القديم فكان لابد من إحتلالها أولاً وهنا لن أدخل في إستعراضٍ تاريخي ٍ لتلك الفترة من التاريخ لتاريخ هذه البقعة الهامة من العالم فهذا متاحُُ لمن يريد عبر المراجع التاريخية والتي تؤكد كلها صحة ما ذهبنا إليه .
سوريا في التاريخ الحديث وبعد الإستقلال مباشرة ً دخلت في مرحلة التجاذبات بين الغرب والغرب (فرنسا _أمريكا بريطانيا )وبين الغرب والشرق (الكتلة السوفياتية ) عبر الإعملياتٍ مستمرة ٍ من الإنقلابات و الإنقلابات المضادة التي أدخلت العسكر بقوة ٍ لاترحم إلى عمق الحياة السياسية في سوريا
كان أهمها على الإطلاق ماسمي بثورة 8 آذار التي بدأت مائعةً غير محددة الملامح سوى أنها كانت رداً على الإنفصال الذي قادته البورجواية التجارية السورية الدمشقية بمساعدة حلفائها التاريخيين آل سعود
وبعد مرور مايلامس الثلاثة أعوام تم حسم الصراع والخروج من حالة المياعة السياسة بما سمي في حينها حركة 23 شباط التي حسمت الأمر لصالح العسكر المتطرفين يسارياً بزعامة المرحوم صلاح جديد حيث يمت تنحية وتصفية اليمين البعثي والتيار الناصري والحيادي بين الأعضاء الذين شاركوا في إنقلاب آذار
لكن مالبث أن إنجر الصراع مجدداً بين البورجوازية الدمشقية وأبطال هذه المرحلة (إضراب تجار سوق الحميدية الشهير )والذي طوره أبطال هذه المرحلة من خلال القفز إلى الجوار الإقليمي بتدخلهم الشهير في الأردن في أثناء أحداث إيلول الأسود وقد كان هذا القشة التي قصمت ظهير البعير حيث تسارعت الدول الكبرى في محاولةٍ منها للإمساك باللجام السياسي لتلك المرحلة خشية أن تتفجر المنطقة والعالم يعيش حالة من التعايش السلمي كما سمي في
حينها بين الشرق والغرب فبادر السوفييت يومها وساعدوا في حسم الصراع الذي بدأ منذ العام 1968 بين جناحي السلطة في حينها (صلاح جديد وأنصاره _ووزير الدفاع ورئيس أركانه)لصالح الآخرَين فكانت ماسمي في حنيها الحركة التصحيحية التي أفرزت حافظ الأسد رئيساً لسوريا
مايهمي في هذا المقام هو أن ما أقوله عن حافظ هنا ليس من باب النقد أو التقريظ لك كمقدمة تستدعي المقارنة بينه وبين خلفه ربما نصل مع هذه المقارنة لمعرفة الأسباب الحقيقية لما نحن فيه الآن
تميٌز حافظ الأسد بأنه كان رجلاً بعيد النظر, إستراتيجياته على صعيدي الداخل والمنطقة سريةُُ جداً لكن تكتيكاته كلها كانت تصب في خانة المصلحة العميقة لرؤيته الإستراتيجة وبما أنه في العلوم العسكرية كما هو معلوم أكثر مايتعب الخصم هو تكتيكاته إن كان غامض الإهداف الإستراتيجية لذلك حار الكثيرون في فهم مايريد الأسد لكن الميزة الأكثر عظمة في سلوكياته السايسية كانت أنه لم يتخذ يوماً قراراً على صعيد ما تكن لديه المعلومات شبه الكاملة عن موضوع القرار (دخول لبنان مثلاً عام 76 مثلاً _قراره الكبيرفي حسم الصراع مع الإخوان المسلمين بعد مناورات ٍ منه أرهقت الجميع .....)
والأهم كانت ثوابته الداخلية ( مجانية الصحة مجانية التعليم والدعم للمواد الأساسية في حياة المواطنين )حيث لم يسمح يوماً لأيً كان أن يمس هذه الثوابت ثم أنه أتم مصالحة ً تاريخية بين البعث وتجار دمشق عبر رجال الدين الأكراد (كفتاروا _شيخو_ البوطي )على دعمهم غير المحدود غبر غرفة تجار وصناعة دمشق التي كان يقودها الداهية بدر الدين الشلاح وكان حريصاً على أن يبقي خلافاته مع آل سعود الأشد كرهاً له من سواهم في المنطقة تحت الطاولة بحيث يترك لهم ولنفسه خطوط الرجعة بعد كل خلاف (زيارة عبدالله بن عبد العزيز وكان يومها ولياً للعهد إلى دمشق في العام 96 بعد قطيعةٍ إستمرت من يوم ماسمي أزمة رفعت الأسد 84_85وحصارٍ جائرٍ خلاها مارسه الخليجيون على سوريا كنا في أثنائها نحصل على علبة المحارم بالواسطة ) ,
كان حافظ الأسد يعتمد في قيام سلطته ولو من الناحية الشكلية على أبناء الريف ورفع الكثيرين منهم من القاع إلى أعلى المراتب كما وأنه جعل دمشق مدينةً لكل السوريين ( هذا ذكره صادق جلال العظم في إحدى لقاءاته التلفزيونية وقد إعتبره في يومها إنجازاً يحسب لحافظ الأسد)
إستطاع حافظ الأسد وبمهارة قلٌ نظيرها إيجاد خلق عملية توازن دقيقة بين مكوٌنات الشغب السوري وجعل كلاً منها يرى فيه ملجأ آمناً في وقت الحاجة
لم ينحي مصر جانباً إلى في فترة السادات ورأينا كيف أنه سارع إلى مصالحة مصر مبارك الذي لايقل سوءاً عن السادات لكن حافظ الأسد كان يعرف في العمق أن الخلاف مع مصر ليس في مصلحة سوريا أولاً والعرب ثتانياً كما وأنه إستطاع أن يكون حكماً من لطراز الرفيع بين الخليجيين وإيران على الرغم من وقوفه لإيران في حرب العراق عليها وقد إستنكر حتى سوريون كثر ذلك لكن الرجل كان يدرك الفرق الدقيق بين أن تكون صديقاً حليفاً مستقلاً وأن تتماهى مع هذا الحليف كما أنه لم يقطع شعرة معاوية مع الغرب الحانق عليه والكاره له (لحافظ الأسد )ولم يستدر نحوه تلك الإستارة التي قام بها كل دول ماسمي جبهة الصمود والتصدي وبقي على علاقات طيبة حتى مع الإتحاد الروسي الذي خلف الإتحاد السوفياتي
يبقى السؤال الخطير والملح هل ما تلا مرحلة حافظ الأسد كان على مستوى الإرث السياسي بكل المقاييس لهذا الرجل العظيم ؟
التدقيق البسيط في كل ماتلى حقبة حافظ الأسد يمكنه أن يصل بكم إلى الجواب المطلوب
بعد أن جعل حافظ الأسد سوريا دولةً فاعلةً على صعيد المنطقة والعالم هل أصبحت سوريا مسألةً يقوم الجميع بمحاولة المشاركة في حلها
آمل أن نلتقط اللحظة التاريخية المتوفرة الآن لنعيد سوريا من مسألة ٍعلى الجميع المساهمة في حلها إلى رقمٍ صعب الجميع يحسب له ألف حساب
هل علينا بوجود كيري أن نغير إتجاه فوهة بندقيتنا ونحرج العالم بأكمله ؟أم أن هناك من يريد أن تبقى سوريا مسالةً وهو يستفيد من ذلك ؟
ليتني أدري لكني لست أدري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسألة خطيرة
عاشق للحرية ( 2013 / 3 / 2 - 21:51 )
تحياتى لك استاذ محمد
اتفق مع مع جاء فى المقال- و لكن لا اعرف يا استاذ محمد(اشعر بشئ غريب و مخيف فى امر سوريا حاليا و منذ فترة زمنية ليست بالقليلة)

ما حل سوريا بين موقعها الاستراتيجى و ما يريده شعبها و ما تريده السلطات و المعارضة المتناحرة طائفيا من اجل هدفين(إما البقاء فى الحكم لهؤلاء-او للآخرين بتحويل سوريا لنموذج متشدد) وبين ما نريده كعالم حر علمانى لهذا البلد

سوريا و العراق و مصر وغيرها من دول العالم القديم تصرخ منذ زمن يا استاذ محمد-عندنا بدل المشاكل الف مشكلة كى لا نخطو للامام - بل نجرى للخلف درّ

شكرا على المقال و ما فيه من نبذة تاريخية و اعتقد ان البعض ربما سيعارضك قليلا فى المسألة السورية لاختلاف الآراء حول هذا الموضوع

تحياتى و دمت بخير


2 - أخي العزيز عاشق للحرية
محمد ماجد ديُوب ( 2013 / 3 / 3 - 00:45 )
خوفك في مكانه هذه هي طبيعة تركيبات الحكم في كل الدول العربية والتي لها جذور تاريخية في التاريخ العربي الإسلام عائق حقيق في وجه أي تغيير يقود إلى الدولة المدنية العلمانية في ظل هذا كله نحن نبحث عادة عن توافق ما بين التاريخ والحاضر ربما نجده في تركيبة تتوافق والتوجه
الأممي الصاعد (روسيا _الصين ودول البريكس ومنظمة شنغهاي )وأظن هذا ما سيتم
أما ما يخص الإعتراض فهذا من طبيعة الحياة لايستطيع أحد إرضاء الجميع لكن المهم وهذا ماأطلبه من كل من يقرأ ماأكتب مشكوراً هو أن يفكر ملياً فيما كتب قبل الرد فأنا أكتب وجهة نظر قابلة للنقاش وليس للشتائم كما درج البعض
بالمناسبة هذا المقال تحديداً تبنته لونا الشبل المستشارة الإعلامية للرئيس ونشرته على صفحتها على الفيسبوك مما أثار إستغرابي وحيرتي إذ أن مجرد تبنيه من قبلها يعني أن الرئيس نفسه قرأه ولك أن تقدر ماذا يعني ذلك في هذه الظروف
لك محبتي وتقديري


3 - تحياتي الحاره-هذامقال من نوع جديد زهز عميق وسوري
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 3 / 3 - 05:41 )
انا اصلا قليل القراءة لاسباب موضزعية -وربما غالبية وقت قراءتي اخصصه ل-المساءلة السورية-في الاونه الاخيرة
المؤسف في -هذه الاونة الاخيرة-اخذا العقل الفردي والجمعي يغادرنا وبصورة لاتعقل
اعتقد ان هذه المقالة بالاضافة لقيمتها المعرفية عن سوريا والسياسة والتاريخ والجغرافية
فانها محاولة جريئة منهجيه-نتطلع لعودتها-في معالجة قضايانا من منطلقات الوطنية
ومن منطلقات تاءثيرها وتاءثرها بالكل العالمي والاقليمي-بعيدا عن غباء وانحطاط الطائفية والتوحش الوهابي والقطيعة مع العقل والتطور
مرة ثانية تحياتي وشكري استاذ محمد


4 - الحركة التجحيشية بقيادة المجرم
كهرمان الكاو ( 2013 / 3 / 3 - 08:30 )
كانت الحركة التجحيشية بقيادة المجرم المقبور تاريخ للاغتيال الفكري و العلمي و الثقافي و المدني و القضاء على اي بذور نهضة حضارية و ذلك عبر استخدام منظومة عسكاراتية مخابراتية عائلية عشائرية طائفية رعاعية لصوصية متخلفة دمرت مؤسسات الدولة و حولتها الى مزابل و زريبة لحثالات العصابة الحاكمة عبر النهب و الافساد ثم استدارت نحو نهب التجار والصناعيين و مشاركتهم بالترغيب و الترهيب و شراء و استخدام أبواق دينية و تكريس الانتماءات الضيقة و ترييف المدن ووووحتى وصلنا الى تدمير البلد بشكل كلي على أيدي نفس العصابة الاسدية التي تحولت الى عاهرة روسو-صهيو-ايرانية لانه لم يبقى للمعتوه الوريث سوى هذا الدور يلعبه .أما آن الاوان لتعود سوريا للسوريين و عصابة القائد الخالد و الابد و حرق البلد الى المزبلة و العدم؟؟؟


5 - الدكتور صادق الكحلاوي المحترم
محمد ماجد ديُوب ( 2013 / 3 / 3 - 13:58 )
شرفني مرورك وشرفني رأيك بالمقال
شكراً لمرورك وكل التقدير لشخصك الكريم


6 - السيد كهرمان الكاو
محمد ماجد ديُوب ( 2013 / 3 / 3 - 14:05 )
لغتك ليست لغة سياسة آمل أن تعلق في المراتالقادمة بلغة بعيدة عن مفردات السباب والشتائم تستطيع أن تقول رأيك وأقبله إن كان بمفردات سياسية لأن السباب لن يحل لنا مشكلة البلد تحترق وعلينا البحث عن حل أليس هذا أفضل؟ أياً يكن رأيك بالأشخاص ففي المحصلة هم لاعبون فاعلون شئنا أم أبينا
لك كل المودة والتقدير

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام