الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسه لوي ال (لو) ..

جاسم البغدادي

2013 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


المثل العراقي الذي يقول ال(لو) زرعوها وما خضـّرت المقصود منها (لو) التمني , كأن يقول احدهم ..(لو اصبح مليونير..لو اربح جائزه ..لو افرك عيوني الصبح وأرى انجليانا جولي بشحمها ولحمها وبراطمها توقظني )..هذه هي ال (لو) التي تخضّر ولا تثمر ..ال (لو) الثانيه التي غالبا ما يشتبهه بها هنا هي (لو) الاستدراك والتأسف على ما فات كأن يقول احدهم (لو فعلت كذا) او (لو انني لم اقل هذا) على نحو التحسر
(اخرج عن النص قليلا) ..هذه ال (لو) التي للتحسر يحرمها بعض علماء الدين استنادا للحديث النبوي الشريف
‏(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل‏:‏ لو أني فعلت كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان)
لكن العلماء انفسهم يروون حديثا يقول :
لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة
ولا عرف كيف تم التوفيق بين الحديثين عندهم ...(نرجع ) هذه ال(لو) الثانيه هي عكس الاولى فهي تخضّر وتثمر وتجعل من المستقبل بستان امل وربيع لمن يستخدمها ,لانها ببساطه آليه صادقه من النقد الذاتي التي يحتاج لها الانسان في كل مراحله , وفي علم النفس ان الانسان اذا ما راجع نفسه وتصرفاته بعد كل عامين سيرى كم كانت سلوكياته فيها الكثير من الخطأ وان من الممكن لو احسن التصرف حينها لتغيرت حياته لأفضل مما هي عليه ..ال (لو) هنا تعني النقد الذاتي للماضي كي نحسن التصرف في الحاضر والمستقبل .. في الواقع السياسي العراقي لا وجود لهذه ال (لو) مطلقا ,لانها لو كانت موجوده لتغير هذا الواقع للافضل لا للأسوأ , ربما لانها تشتبه ب (لو) التي هي للتمني ! والسياسي الناضج او مدعي النضوجيه سرعان ما يرد عليك ان استخدمتها امامه :يأخي ال (لو) زرعوها وما خضّرت ثم يضحك وهو يقصد طبعا ان المفروض ان لا يركن للتمني لانه لن يكون سياسيا حينها فالسياسه تؤخذ بالحيله والحزم لا بالتمني , طبعا هو مخطئ لانه لا يميز بين هذه وتلك ..لاوجود للنقد الذاتي ,لا وجود لمراجعه المواقف , لا وجود لتصحيح او حتى المبادره بالتصحيح للمنهج والاسلوب المتبع عند جميع الاحزاب السياسيه العراقيه ولذلك بقي حال العراق يتقلب من سئ الى اسوأ ومن اسوأ الى قبول مكره بالسئ , وبدل ان تكون ال(لو) زرعوها وما خضرت اصبحت السياسه العراقيه بكل اطيافها واشكالها مصداق لهذا المثل العراقي , الشعب العراقي وعبر صناديق الانتخابات زرع السياسه الجديده للعراق لكنها لم تخضّر ولن تخضّر مالم تكن هناك اعادة تقييم لعمل الاحزاب السياسيه منفرده او مجتمعه على شكل ائتلافات او تحالفات او شراكات ...الائتلاف الوطني بحاجه الى مراجعه وتقييم اداء جميع مفرداته السياسيه التي تشكل عامل اعاقه لتماسك الائتلاف الذي إن اخفق بالوصول الى السلطه مره واحده يحلم كل من يظن انه يستطيع العوده لها او يستمر بتماسكه , ائتلاف العراقيه بحاجه الى مراجعه لأداء مفرداتها لتوحيد خطابها السياسي فهي حتى الان دون عنوان واضح ..هل هي علمانيه , قوميه ,اسلاميه , وطنيه ..قائمه مخلوطه ..الكردستانيه ايضا فهي ما تزال تعيش على الازمات والابتزازات دون جدوله طموحاتها وفق الاهم والمهم , استطيع وصفها قائمه القفز على الموانع ولابد لها من عثره يوما ما , عسى ان تجد من يمد لها يد العون , مع ان تقييم الماضي لازمات الاكراد الداخليه يؤكد انها لاتنتهي إلا بتدخل طرف اخر قوي او يقطعوا بعضهم بعضا !!..السياسيون واحزابهم وتكتلاتهم يمارسون الان سياسه (لوي ال..لو) , لايريدونها ابدا في برامجهم السياسيه ,مقاطعه تامه للنقد الذاتي والمراجعه , ربما ....ليس ربما بل اكيد ان كل هؤلاء السياسيين يعتمدون اولا واخيرا على مؤهلاتهم وشعاراتهم الاعلاميه التي توفر لهم الارضيه الانتخابيه الجاهزه سواء غيروا مناهجهم واساليبهم او لم يغيروها , فرجل الدين ينتخبه الناس لانه رجل دين والحزب ينتخبه الشعب لانه حزب ديني , والاخر لانه وطني , والاخر لانه قومي , والاخر لانه طائفي .. هل قدم احد الاحزاب برنامج عمل مقنع وانتخبه الناس لتأييدهم برنامجه ؟..اين هي البرامج الانتخابيه التي سيتم تداولها في الانتخابات القادمه ؟...والناس الذين رددوا مرارا لو لم ننتخب هؤلاء او اؤلئك هم انفسهم سينتخبونهم مره اخرى بكل تأكيد ..!!السياسيون اللا منتمون هم وحدهم الذين خسروا ..ولعلهم اكثر الناس استخداما لهذه ال (لو) ....‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال