الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فواصل مصرية

نصارعبدالله

2013 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


فواصل مصرية د/ نصار عبدالله
***
أندهش اندهاشا كبيرا من أولئك الفهقاء الدستوريين الممالئين لجماعة الإخوان المسلمين الذين يدافعون عن إصدار قانون الإنتخابات دون عرضه على المحكمة الدستورية العليا بحجة أن مجلس الشورى قد قام فعلا بتنفيذ ماطلبته المحكمة الدستورية بمقتضى قرارها السابق بعدم دستورية بعض مواده!! ، حقا إن مجلس الشورى قد قام بتعديل المواد التى سبق للمحكمة أن قررت عدم دستوريتها، غير أننا بمقتضى هذا التعديل قد أصبحنا فى الحقيقة إزاء مشروع جديد لقانون جديد لم يعرض بعد على المحكمة الدستورية ، لأن الذى عرض عليها هو مشروع آخر لقانون آخر (متمثل فى المشروع ذى النصوص التى لم يلحق بها التعديل ) أما المشروع بعد تعديله فهو مشروع جديد لقانون منظم للإنتخابات لم يعرض على المحكمة الدستورية ويتعين بالتالى عرضه عليها إعمالا لنص المادة 177من الدستور التى تنص على الآتى : " يعرض رئيس الجمهورية أو مجلس النواب مشروعات القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية على المحكمة الدستورية العليا قبل إصدارها"
***
يوما بعد يوم، تتزايد الأصوات التى تدعو القوات المسلحة إلى التدخل، لإنقاذ مصر مما آلت إليه من اضطراب سياسى وتمزق، ومن حالة أمنية متردية مخيفة، ساهمت فى تفاقم تدهورالأوضاع الإقتصادية إلى الحد الذى ينبىء عن كارثة وشيكة ، وأيا ما كانت نسبة الذين يؤيدون تدخل القوات المسلحة، وأيا ما كانت طبيعة دوافعهم، فإن تدخل الجيش الآن لإنقاذ مصر مما هى فيه هو أمر بالغ الخطورة فيما أتصور،... إنه أشبه ما يكون بإجراء عملية جراحية كبرى لمريض لم تعد حالته الصحية تسمح حتى بإجراء عملية بسيطة!!، أغلب ظنى أن الإخوان المسلمين ومعهم حلفاؤهم سوف يخرجون فى هذه المرة بالملايين زاعمين أنهم يطالبون باسترداد الحرية والديموقراطية والحكم المدنى واستكمال باقى مطالب ثورة يناير !!، ( وكأنهم لم يتنكروا يوما لهذه المبادىء جميعا!! ) وسوف يجدون من يصدقونهم داخل مصر، بل وربما خارجها أيضا! ...أخطر من ذلك فإننى أرجح أن الإخوان المسلمين لن يقتصروا فى هذه المرة على النضال السلمى وحده، فهم يعلمون أن هناك شرائح كثيرة من المصريين قد تخلت عن تأييدها لهم بعد أن تبينت حقيقتهم، وعلى هذا فالمعركة فى هذه المرة سوف تكون بالنسبة لهم معركة حياة أوموت، ومن ثم فإننى أرجح أنهم سوف يتشبثون بالقوة السافرة بكل ما سبق أن حصلوا عليه عن طريق الصناديق الإنتخابية ( الشاهد على سوء نواياهم وعدم إخلاصهم للديموقراطية أنهم يحاولون حاليا أن يحتفظوا بتفوقهم فى البرلمان بوسائل غير نزيهة أهمها: قانون انتخابى مشبوه ينطوى على تقسيم غير عادل للدوائر الإنتخابية )، إنهم على الأرجح ـ بعد أن ذاقوا مزايا السلطة ـ سوف يشرعون السلاح فى وجه القوات المسلحة المصرية وفى وجوه من سيخرجون لتأييدها ولن يتورعوا عن ذلك ، وسوف يجدون لدى بعض القوى الإقليمية ذات الأجندات الخاصة من يتطوع بإمدادهم بالسلاح والذخائر، سوف تنضم إليهم قوى أخرى فى الداخل والخارج، ولن يتوقفوا جميعا لحظة واحدة عن (الجهاد المسلح )...لن يعنيهم فى قليل أو كثير أن تحترق مصر بالكامل، ففى مثل هذه المناسبة، وفى مثل هذه المناسبة بالذات، سوف يطبقون مقولة مرشدهم السابق مهدى عاكف : " طظ فى مصر "
***
حزب النور يقود حاليا حملة ضارية للتصدى لأخونة الدولة ، وهى حملة جديرة فى حد ذاتها ومن حيث المبدأ بأن يؤيدها كل مصرى مؤمن بحق هذا الوطن فى أن يستفيد من كفاءات جميع أبنائه أيا ما كانت انتماءاتهم ، غير أن السؤال الذى يطرح نفسه هو : هل حزب النور يقود هذه الحملة انطلاقا من إيمانه بحق المواطنة المتكافئة للجميع أم أنه يخوضها لأنه يرى فيها إجهاضا مبكرا لمشروعه الخاص فى سلفنة الدولة ( أى تحويلها لدولة سلفية المفاصل) إذا ما قدر له أن يصل إلى الحكم ، خاصة مع تزايد آماله فى الوصول إلى الحكم بعد الإنحسار الشعبى لجماعة الإخوان المسلمين , إن أدبيات ذلك الحزب وتراثه كله يقول لنا بأنه لايؤمن بولاية المرأة ولا ولاية غير المسلم على المسلم ، وإن بعض المواطنين من وجهة نظره أولى من بعض ـ لا بناء على الكفاءة ـ بل بناء على الجنس أو الدين ، وهو مايعنى أنه فى الحقيقة يطرح السلفنة بديلا عن الأخونة ، ومن الإخونة إلى السلفنة ...يا قلب لاتحزن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و