الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسي غموض في المفهوم وتطبيع مع الظاهرة

عبد الغني سهاد

2013 / 3 / 2
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي



التحرش الجنسي غموض في المفهوم
وتطبيع بورجوازي مع الظاهرة.....

لا يوجد للتحرش الجنسي تعريف علمي وعالمي موحد دقيق ومحقق منه في ان واحد ولكن هنالك توافق على وجود ثلاثة أوجه للتحرش الجنسي:
١. لفظي: تعليقات على المظهر أو دعابات ذو محتوى جنسي أو الملاطفة اللفظية الجنسية
٢. غير لفظي: التحديق أو التصفير يصل احيانا الى المطاردة
٣. جسدي: من اللمس غير المرغوب به إلى الاعتداء والاغتصاب
• ويلاحظ بأن الرجال يعترفون بالتحرش الجنسي فقط في أخطر أنواعه (الاعتداء الجسدي) كما وأن مفهوم التحرش الجنسي يتباين بشكل كبير عند النساء...المجتمع الذكوري السائد,,,
• و يلاحظ كدلك ان التحرش الجنسي عند العربي يتلخص فقط في الاعتداء الجسدي، علماً بأن التحرش الجنسي يتضمن مجموعة واسعة من السلوكيات.بمفهومها الحضاري الواسع
• ولا شك أن هنالك التباس لدى الناس في تحديد حالات التحرش الجنسي، ويتجسد ذلك في عدم قدرة الضحية على وصف وتعريف ما يحصل له. ضحية الاغتصاب يعرف تماماً أنه وقع ضحية اغتصاب ولكن ضحايا التحرش الجنسي غالباً لا يفهمون ما حصل لهم وأسباب شعورهم بالاذى.هدا الالتباس تفرضه العلاقات الاجتماعية السائدة بالمجتمعات العربية السلطوية والتابعة والتي تتعايش فيها جل الانماط الانتاجية من الفيودالية الى المشاعية أحيانا ....
• يفتقد في هده المجتمعات منظمات المجتمع المدني الذي لا يزال البعض يسميه بالسياسة المدنية كما هو الشان عند ابن خلدون او المجتمع الاهلي عند بعض علماء الاجتماع العربي ,,فغياب المجتمع المدني وهيئاته المنغرسة في الشرائح الاجتماعية لا شك سيؤدي الى كمون الكثير من المشاكل الاجتماعية ومنع وصولها الى السطح .حتى يستثير بها الراي العام الوطني ,,,
• دور المرأة بداخل الاحزاب السياسية هزيل بل انتهازي حين لا تشغل المرأىة ولا يتم الدفاع عن مصالحها الفئوية الا في بعض المناسبات كمناسبة 8مارس العيد العالمي للمرأة او في فترات الانتخابات ,,حيث يتم إستثمار اصواتها المربحة في اللعبة الانتخابية ,,,وعند مرورتلك المناسبات يقلب ظهر المجن لقضايا المرأة العديدة..
• الفقر والهشاشة هي السمات البارزة في هذه المجتمعات الامر الذي يستعصي معه معالجة القضايا الفئوية بموضوعية دون خلطها بالقضايا الطبقية المصيرية.
• غالبية الدول العربية و الاسلامية لا تعترف بالعهود والمواثيق الدولية التي تهم قضايا المرأة والطفل وحتى حين الاعتراف بها تستعملها كواجهة لتلميع صورتها خارجيا قصد الحصول على الاستثمارات من الابناك الدولية والعالمية ونيل رضى الرأسمال الغربي لا اقل ولا اكثر ...
• سياسة الاختلاط في المؤسسات التعليمية والادارات العمومية بالموازاة مع ضعف البنيات التحتية يؤدي الى وجود العلاقات الجنسية غير المتوازنة بين الذكر والانثى او بين الرجل والمرأة وتحدث سوء الفهم والتفاهم وفي النهاية الى التطبيع مع سلوكات التحرش الجنسي الذي يصبح امره عاديا ...كوجود مرحاض للنساء والرجاء بولوج واحد ,,,او مراحيض الاناث مقابلة لمراحيض الاذكور في المدارس والثانويات الى ما شابه دلك من مشاكل تثيرها التجهيزات المقامة بعقليات ذكورية
او سلطوية ....,,,,عموما دراسة الظاهرة محفوفة بالكثير من الغموض والارتباك حيث لا تمنح الارقام والاحصائيات الصورة الواضحة للظاهرة ولا تحدد ابعادها الحقيقية نظرا للعوامل التالية :
- الحساسية المفرطة المحيطة بالموضوع الجنسي .
- خوف الضحايا من فقدان عملهن عند كشف الموضوع.
- خوف بعضهن من التعثر الدراسي ولاجل ذلك يلتزمن الصمت –الطالبات –
- شعور الضحايا بعدم جدوى العقوبات غير الرادعةفي اعتبارهن.
- صعوبة اثبات ادلة التحرش الجنسي .
لكل هذه الاسباب يبقى التحرش الجنسي بعيد ا ربما عن الضبط ومعرفة صورته الحقيقية حتى ان بعض الدراسات اكدت ان عدد اللواتي تجرأن على التقدم بالشكوى لا يتجاوز 25 في المائة من مجموع حالات التحرش....

اشكالية التحرش الجنسي اصبحت تتجسد في تحوله الى اولوية عند المراة المناضلة المكافحة ضد شقيقها الرجل بمعنى من المعاني تحول التحرش الجنسي الى اداة للصراع الجنسي الفئوي وحل محل الصراع الاجتماعي , صراع ضد الفقر والامية والجهل والاستعباد والاستغلال الطبقي اليومي ...من صراع هامشي الى صراع مركزي توجه اليه كل الطاقات وتجيش له كل الوسائل ,,,
ففي المجتمعات الراسمالية تخترع البورجوازية الكبرى الكثير من المشاذب لذر الرماد في العيون والتعمية على الصراعات الاجتماعية بمختلف الوسائل المتاحة لها ومنها وسائل الدعاية والاعلام قصد التمويه على اهدافها الطيقية في استغلال باقي الطبقات بل كل فئات المجتمع ,,,فهي تجعل من كل شيء بضاعة نفيسة تذر لها الارباح والمنافع ومنها المراة والطفولة التي هي مستهدفة دائما من طرفها ,,,وعنها يتم التسرب الى الاسر والسيطرة عليها وبالتالي السيطرة على كل البنيات الاجتماعية المنتجة ,,,ولاشك ان التحرش الجنسي سيبقى من اقبح الوان الاذى للمرأة ومن ابشع صور الظلم لا نسانيتها ..وافظع مستويات استغلالها ماديا ونفسانيا في المجتمعات الراسمالية الحديثة المؤسسة على القهر الاجتماعي والاستلاب الانساني لكل ما هو جميل في حياتنا اعني به المرأة .....
----








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غموض المفهوم مقصود في التحرش الجنسي
محمود الزين ( 2013 / 3 / 2 - 23:11 )
اولا اشكر لكم الموضوع حول عوامل التحرش وبعض تمظهراته الخطيرة في المجتمعات العربية الذكورية التربة المواتية لتنامي التحرش الجنسي بكل اشكاله ...هدا الغموض في حصر الظاهرة تستفيد منه البورجوازيات العفنة العربية وتتستر به عن استغلالها للظاهرة التي تستفحل يوم عن يوم .... الاساسي هو كيفية ادارة الصراع لاجل تحرير المراءة من هذا الاستغلال البشع فلن يتم لها ذلك الا اذا اخدت زمام المباذرة بيديها وانتزعتها من الذين يتاجرون بقضاياها ,,وقد سماهم صاحب المقال الاحزاب والنفايات والمنظمات الانتخابية التي تشغل النساء لاغراضها ومصالحها الطبقية لا غير ....

اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق