الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب المرأة عن تظاهرات الانبار

محمد الذهبي

2013 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


غياب المرأة في تظاهرات الانبار
محمد الذهبي
مصادفة غريبة اليس كذلك ان تكون انطلاقة التظاهرات في الانبار دفاعا عن المرأة، لتغيب بالتالي المرأة عن هذه التظاهرات لالشيء، فقط لان التظاهرات ارتدت زيا دينيا وخرجت عن كونها تظاهرات شعبية تنادي بالانصاف الى تظاهرات تنادي بتغليب المذهب والطائفة، ماحدا بالمتظاهرين الى نسيان الهدف الاول من انطلاق هذه التظاهرات، ان المرأة كما نعلم هي نصف المجتمع وبعد الحروب العديدة التي خاضها النظام السابق مضافا اليها العمليات الارهابية الكبيرة طوال عشر سنوات، اصبحت المرأة اكثر من نصف المجتمع في العراق لكنها امام الدعوات الدينية تنزوي بعيدا خائفة من الحد والرجم، لم اشاهد امرأة واحدة شاركت في تظاهرات الانبار او صلاح الدين او الموصل، مايثبت ان المرأة في العراق مصادرة تماما، وهي لاتستطيع ان تعلن رأيا او تعطي قرارا في البيت وخارجه، وهذا الامر تشترك فيه جميع محافظات العراق ولكن بنسبة اقل، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال: هل من الشرعية ان يكون الرجل كل المجتمع ويقرر بالنيابة عن المرأة في تغيير صيغة الحكم او العودة الى الخلف الى زمن الديكتاتورية والشمولية؟.
ان تغليب النظرة الدينية في هذه المجتمعات جعل القرار حكرا على رجال الدين الذين يدعون معرفة الحقيقة وانهم دون سواهم اعلم بكل شيء، مايجعلهم يقولون بتخطئة الآخر او تكفيره والاكثر قتله اذا لم يقتنع بما يطرحون من شعارات وافكار، ان الحقد والضغينة لايمكن ان تغير مجتمعا وحتى حملات الابادة ربما تذعن الناس لبعض الوقت، ولكنها لاتستطيع ان تستلبهم لكل الوقت، ولذا فمن الافضل في كل شيء الاحتكام الى منطق العقل والتفاهم، وسماع الآخر لاننا لانمتلك سلطة الهية تؤهلنا قتل الآخرين، وحتى لو وجدت هذه السلطة فمن المؤكد انها سلطة خاطئة، تنبثق عن مجتمع قبلي مازال يرى في السيف الطريق الوحيد لحسم النزاعات، ليغيب المشترك والوعي والثقافة والافكار المتنورة التي كانت تستوعب جميع ابناء الوطن دون استثناءات، لقد سمعت احد الشيوخ يستنهض روح صلاح الدين الايوبي لابادة الفاطميين مرة اخرى، لان الظاهر ان الابادة الجماعية لاتخرج عن كونها صيغة دينية تمكن من يقوم بها ان يقتل ويقتل ويقتل لانه يرى انه صاحب الحق، ويرى المقتول على باطل وربما لايدع له مجالا ان يقتنع بما يريد القاتل، وهذا مافعله خالد بن الوليد حين قتل شخصا اعلن اسلامه.
هذه الدعوى التي تمتلك حق اقصاء الآخر وقتله هي دعوة قديمة كانت سائدة في المجتمعات العربية، حيث كان العربي يقتل العربي على بيت من الشعر، او لاجل دراهم معدودة، او ربما لجمال زوجته، وهذه ايضا فعلها خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة بدعوى الارتداد وتزوج زوجته بنفس الليلة، هذه الافرازات التي تخلط بين مفهومين متشابهين مفهوم الدين، ومفهوم القبيلة ربما هي من جعل المجتمعات العربية مغلقة وغير قادرة على مواكبة التطورات العلمية او حتى مجرد فهمها، ومهما اراد المتدينون او القبليون ان يجملوا مفهوم الدين او القبيلة تجاه المرأة، فانهم لن يستطيعوا ذلك، فالمرأة تقتل في المفهومين وتحجر وتسبى وتمنع من ممارسة حقها، وينوب الرجل عنها في اكثر المناسبات اهمية ، فصادرها جارية وامة وربما انصفها حبيبة فقط لفترة قصيرة.
ان التظاهرات التي غاب عنها العنصر النسوي تعطي انطباعا انها تحتوي على العقلية الدينية المتزمتة، والعقلية القبلية المتزمتة ايضا والتي لم تألف من قبل صيغة الحوار كحل نموذجي للخروج من الازمات، اريد لهذه التظاهرات ان تكون مشابهة للتظاهرات السورية التي اعطت اكلها بفرز الحركات الدينية المتطرفة التي لم تتوان عن قطع رأس تمثال ابو العلاء المعري في سوريا، ووضع الحجاب على تمثال كوكب الشرق السيدة ام كلثوم في مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء