الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفهم العرب اللعبة.. أم يستمر الكابوس..؟

شادي جابر

2005 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا يشك أحد أننا نعيش في عصر لا مكان فيه إلا للأقوياء .. ومفهوم القوة هنا يعني أن نمتلك وسائل وقدرات تمكننا من التأثير والفعل..
الولايات المتحدة اليوم هي الدولة الأقوى في العالم عسكرياً واقتصادياً وتقنياً... وبالتالي لديها من القدرات والوسائل ما يمكنها من التأثير والفعل..
ويبدو النفوذ الكبير لليهود واضحاً في بلاد العم سام من خلال المؤسسات والشركات الكبيرة ووسائل الإعلام التي يسيطرون عليها بامتياز فضلاً عن مجموعات اللوبي اليهودي المنظمة التي تمتلك القدرة على التأثير في صنّاع القرار وراسمي السياسات من الكونغرس إلى مجلس النواب مروراً بالبيت الأبيض..
هذا النفوذ اليهودي يمنع الإدارة الأميركية من اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل ويدفع سيد البيت الأبيض إلى الذهاب أبعد من ذلك لإرضاء تل أبيب وليس خافياً على أحد الفيتو الأميركي الذي يقف بالمرصاد ضد أي قرار إدانة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي فضلاً عن الدعم المالي والعسكري من مساعدات وقروض وشحنات الأسلحة المتطورة...
اليهود فهموا اللعبة مبكراً وأصبحوا لاعباً أساسياً فيها بينما لا يزال العرب خارج اللعبة منفعلين غير فاعلين ينتظرون قدرهم الذي يصنعه الآخرون أو "مكتوب العرب" كما يقولون في أوروبا, ويجتهد بعضهم كأسامة بن لادن ليدخل في اللعبة ويكسر المعادلة بمساعدة المجاهدين من أتباعه مستنداً إلى تفسيرات خاطئة وعقيمة لمفهوم الجهاد مستخدماً خطاباً لا تفهمه حكومات الغرب وشعوبها التي قطعت أشواطاً بعيدة في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وارتقت بعلومها وصناعاتها إلى أعلى المستويات.
يأتي بن لادن ليزيد متاعب ومصائب العرب ويشوه صورة الإسلام في الغرب ويعطي الذريعة لصقور البيت الأبيض لشن حروبهم على بلاد الإسلام, ويقوي التحالف الأميركي الإسرائيلي, ويقدم خدمة كبيرة لشارون للقضاء على المقاومة الفلسطينية بعد أن اختلط مفهوم الإرهاب بالمقاومة وأصبح من الصعب التفريق بينهما.
مفهوم الجهاد اختلف كثيراً عن الماضي والآية القرآنية الكريمة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" نزلت حيث كانت أدوات ووسائل الجهاد بدائية ومفهوم القوة في هذه الآية برأي كل علماء المسلمين أو غالبيتهم لا يعني قتل 4000 شخص من المدنيين وترهيب العالم ليتوحد ضد الإرهاب وبالتالي ضد العرب والمسلمين المتهمين بالإرهاب الذي تحول إلى "كابوس عربي"..
على ابن لادن ومن يقف معه من العرب والمسلمين "الأثرياء" ويتعاطف مع هذا التوجه الذي أثبت فشله إعادة النظر في مفهوم الجهاد والتعلم من تجارب الماضي القاسية التي لم تجلب على العرب والمسلمين إلا الويلات والمزيد من الانكسار والضعف وهدر الطاقات البشرية والمادية..
وعلى العرب التفكير في استراتيجية جديدة ومختلفة من خلال العمل على توظيف أموالهم وإمكاناتهم في وسائل الإعلام والشركات الغربية الكبرى وتكوين لوبي عربي في أميركا وأوروبا ولا يجب أن ننسى الصين القوة العظمى القادمة, والدخول في اللعبة كلاعبين "مجاهدين" فاعلين ومؤثرين لوضع أسلوب عمل جديد ومتحضر وصياغة خطاب تفهمه حكومات وشعوب تلك الدول بعد فشل الخطاب الديني التقليدي.. فهل يفهم العرب اللعبة أم يستمر الكابوس..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة