الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت ظل العلم السوري

أيمن الدقر

2005 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اليوم تتلهف الأغلبية في سوريا لانعقاد المؤتمر القطري للبعث الذي تحدث الرئيس بشار الأسد عن قرب انعقاده في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب، كما يأمل البعض أيضا بتغييرات على بنية العمل السياسي في سوريا يكون من نتيجتها ترسيخ الحياة الديمقراطية داخلياً، مثل صدور قانون أحزاب جديد يلغي القانون المعمول به حالياً، أملاً بأن تُفتح صفحة جديدة لكافة فئات المجتمع، بحيث يمارس من يشاء العمل السياسي ضمن ظروف ديمقراطية وصحية تسمح بالتعبير عن ألوان الطيف السياسي تحت مظلة هذا القانون الجديد.
جميعنا يعلم أن عدداً كبيراً من المواطنين في سوريا، وخاصة (الجيل الشاب الذي يشكل الغالبية العظمى من المجتمع) نشؤوا وهم لا يعرفون سوى حزب البعث على الساحة السياسية السورية، إضافة إلى الأحزاب التي تتشكل منها الجبهة الوطنية التقدمية، تلك الأحزاب التي كان أغلبها يعمل بلا ترخيص منذ ثورة الثامن من آذار وحتى مجيء الحركة التصحيحية.. التي جمعت هذه الأحزاب تحت اسم الجبهة الوطنية التقدمية، وسمحت لها بالعمل السياسي في الشارع السوري..
وإذا استثنينا أحزاب الجبهة كونها في غالبيتها ضعيفة الحضور الجماهيري، بل وبعضها يتسم بالترهل، إضافة إلى حزب الإخوان المسلمين الذي أصبح ممنوعاً في سوريا بعد الصدامات العنيفة والدامية في ثمانينيات القرن الماضي، واستثنينا أيضاً الحزب السوري القومي الاجتماعي (بسبب حضوره السياسي) يبقى أمامنا حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الوحيد الذي فاقت أعداده الملايين من موظفين وعسكريين وطلبة وعمال وفلاحين.. وهو الحزب الذي تعرّف إليه الجيل الشاب منذ نعومة أظفاره، وهي الحقيقة التي جعلت من غالبية الشارع السوري إما مستقلاً أو بعثياً(بشكل رسمي).
وفي حال صدور قانون الأحزاب (المأمول) فإن السؤال الذي يفرض نفسه يتعلق بكيف ستكون الصورة؟ فهل مثلاً ستعود الحياة السياسية السورية إلى ما كانت عليه قبل الوحدة (السورية المصرية 22 شباط 1958)؟ وكيف ستتكون الأحزاب (الجديدة) بعد صدور القانون؟ وما الذي سيدفع الجيل الشاب (فجأة) باتجاه الانتظام في هذه الأحزاب لممارسة حياتهم السياسية والديمقراطية، فتدب الحياة في الشارع السياسي السوري بعد قطيعة دامت ما يقارب سبعة وأربعين عاماً؟
وفيما لو تم ذلك هل سنشاهد في سوريا أحزابَ معارضةٍ لها صحافتها وإذاعاتها ومنابرها وتحالفاتها؟..
ثم هل سنرى مظاهرات سلمية تحميها الشرطة مثلاً؟
وأخيراً، هل سنرى منابر ومناظرات سياسية يؤمها المثقفون والسياسيون وحوارات جادة وبناءة؟..
بتصورنا أن الحياة السياسية ليست بعيدة عن شبابنا، وأن قانوناً للأحزاب يؤطر الجميع في ظله هو كفيل ببناء الحياة السياسية وإعادة النبض إلى الشارع السوري، لأن شبابنا وإن كانوا في السابق بعيدون عن العمل السياسي في معظمهم، إلا أنهم الآن، وأمام حجم الضغوط التي تتعرض لها المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً، حريصون على وطنهم وشعبهم، وهم أحوج ما يكونون إلى أن يُمنَحوا دوراً يعبّرون فيه عن حرصهم واستعدادهم للدفاع عن الوطن وحمايته طالما الهدف واحد مهما اختلفت الأحزاب (تكتيكياً) إلا أن الديمقراطية ستجمعهم (استراتيجياً) تحت ظل العلم السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية